الخبر الثقافي

حكاية شائقة يرويها المخرج سهيل العقلة في عرضه الجديد «نور العيون» عن نص للكاتب والناقد جوان جان، الذي أعده بدوره عن نص بالعنوان نفسه للتركي خلدون الطائر، ليكون الجمهور أمام ملحمة شعبية بطلها كل من الصديقين «نور» و«رامي» الشابين اللذين يبزغان في مدينة دمشق في عشرينات القرن الفائت، في ظل الاحتلال الفرنسي بقيادة الجنرال غورو، بعد إنذاره المشهور واستشهاد البطل يوسف العظمة على تراب ميسلون ومن معه من رفاق السلاح دفاعاً عن الوطن وكرامة أبنائه.

تأخذنا «نور العيون» إلى سرد حياة كل من «رامي» الذي ينتمي إلى البرجوازيين التجار المتحالفين مع المستعمر، وشبكات الفساد التي يديرها على حساب سرقة جهد صديقه «نور» والتغرير للإيقاع به في كل مرة يصعد رفيق عمره سلم المجد الزائف الذي يعتليه على حساب جهد صديقه، من دون أن يكون هناك أي رادع أخلاقي أو ديني أو وطني يحد من نزعة السلطة والرغبة في السيطرة والاستحواذ على المناصب والجاه.

تحيلنا المسرحية أيضاً على عهد الانتداب الفرنسي ووعد بلفور المشؤوم ونكبة فلسطين وتقسيمها بقرار من الأمم المتحدة، لنطل عبر العرض على مستويين من الحوادث أرادها كل من كاتب «نور العيون» ومخرجها بمثابة مرافعة علنية عن الإنسان المقهور والمستضعف الذي يجسده في العرض الشاب «نور» مضحياً بحياته بعد استشهاد أبيه مع البطل يوسف العظمة، في حين أن طبقة المتسلقين يقودها «رامي» ووالده الهارب من المعركة تتنعم بخيرات الوطن ومكتسباته على حساب قوت الناس وعبر ابتزازهم وسرقة أجورهم.

اعتمد العرض الذي سبق أن أنجزه المخرج عجاج سليم للمسرح القومي عام 2001 على قطع ديكور بسيطة، جنباً إلى جنب مع إضاءة توزعت فضاء خشبة مسرح العمال عبر فواصل موسيقية قطع عبرها المخرج لوحاته المتعددة، ما ضاعف في إطالة الزمن وأضعف من إيقاع العرض، فيما برز أداء الممثلين على الخشبة معيداً مجد مسرح المنظمات الشعبية ودور هذا المسرح في استقطاب فئات متنوعة من الجمهور.

«نور العيون» من المسرحيات التي تعول على النقد الكوميدي اللاذع، والسخرية من الفساد والفاسدين، في عالم يصعد فيه أصحاب أشباه المواهب على حساب أترابهم من ذوي الكفاءات والخبرة والحس الوطني الصافي. «نور العيون» بإسقاطاتها الذكية عبارة عن توطئة لخطاب مسرحي يساهم في تكريس المسرح ظاهرة اجتماعية في حياة الناس تنقل أصواتهم وهواجسهم، بعيداً عن الأوهام وصرعات المسرح العالمي.

الصين تحيي ذكرى تشيخوف

قررت السلطات الصينية إحياء الذكرى 155 لميلاد الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف، عن طريق إصدار أشهر رسائله المنشورة. ويضم الكتاب رسائل تشيخوف إلى كل من ليف تولستوي ومكسيم غوركي وإيفان بونين وسواهم من الكتاب والفنانين الروس البارزين آنذاك. ودرس الكاتب المسرحي والمترجم الصيني المعروف تون داومين ما يزيد عن أربعة آلاف رسالة بقلم تشيخوف، بما فيها آخر رسالة كتبها قبل وفاته بأربعة أيام وأرسلها إلى شقيقته ماريا. ويقول داومين إنه كان ترجم إلى اللغة الصينية جميع مسرحيات تشيخوف ومجلدين لقصصه، مشيرا إلى أن أول قصص تشيخوف صدرت في الصين عام 1907 ، أي بعد ثلاثة أعوام من وفاته.

الجدير ذكره أن الكاتب تشيخوف زار في طريقه إلى شبه جزيرة ساخالين بلدة آي هواي الصينية الواقعة على ضفة نهر أمور، حيث نصب في ما بعد تمثال تشيخوف في متحف يحمل اسمه. علماً أن كاتبين روسيين فحسب زارا الصين، هما تشيخوف وغونتشاروف، والأخير زار ميناء شنغهاي على متن فرقاطة «بالادا» الروسية.

جوائز «الأقصر للسينما الأفريقيّة» لمصر والسودان

توج الفيلمان، المصري «الفيل الأزرق» والسوداني «إيقاعات الأنتيتوف»، بجائزة النيل الكبرى وقناع توت عنخ آمون في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الرابعة. وحاز فيلم «الفيل الزرق» جائزة أفضل فيلم روائي طويل، فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل لـ «إيقاعات الأنتيتوف»، وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى ثلاثة آلاف دولار، إضافة إلى قناع توت عنخ آمون الذهبي. كما حصد فيلم»وردة» من تونس الجائزة الكبرى لأحسن فيلم تسجيلي قصير، ونال الفيلم السينغالي «الأرض الأم» الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي قصير. وفاز الفيلم المغربي «البحر وراءكم» بالجائزة الفضية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وحاز الجائزة البرونزية الفيلم الأثيوبي «بيتي وعمار»، ومنحت اللجنة شهادتي تقدير لفيلمي «عين الإعصار» من بوركينافاسو و«أوموتوما» من رواندا. وحاز فيلم «معاناة» من بينين الجائزة الفضية في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وحصل فيلم «ممرات الحرية» من ناميبيا على الجائزة البرونزية. ونال فيلم «حلم شهرزاد» من جنوب افريقيا جائزة 2000 دولار عن فئة أفلام الحريات المفتوحة للمشاركات غير الأفريقية. ومنحت لجنة التحكيم شهادات تقدير للممثل التونسي نعمان حمدي عن دوره في فيلم «أب»، ولكل من الأفلام: المصري «موج» والنيجيري «الثمن غاليا» و«ماتانجا» من الكونغو. ومنحت مؤسسة الشباب الفنانين المستقلين جائزتها التي تحمل اسم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف الى الفيلم المصري «جاي الزمان». وعرض في حفل الختام فيلم تسجيلي قصير عن الممثل المصري خالد صالح الذي حملت الدورة الرابعة اسمه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى