أبو كسم لـ«النشرة»: فراغ سدة الرئاسة أضعف المسيحيين

استغرب رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم ما يُحكى عن حراك جديد تقوده بكركي لوضع حد للشغور الرئاسي المتمادي منذ شهر أيار الماضي، مؤكداً أن البطريركية المارونية مستمرة ومنذ أكثر من عام بجهودها لانتخاب رئيس، وهي تعمل من دون كلل ولا ملل على تحقيق هذا الهدف.

وذكّر أبو كسم، بمحاولات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في هذا الإطار، إن كان لجهة جمع الأقطاب المسيحيين، أو لقاءاته بالقادة المحليين وبالسفراء الأجانب والموفدين الدوليين. وقال: «الراعي في حراك دائم بالتزامن مع مساعٍ فاتيكانية لحثّ الأطراف اللبنانية على تحمل مسؤولياتها ووضع حدٍ للشغور الرئاسي».

وأشار أبو كسم إلى قمة روحية ستعقد خلال ساعات أو أيام في بكركي لبحث الأزمة الرئاسية كما أزمات المسيحيين المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الموضوع الرئاسي يعني جميع الطوائف وكل اللبنانيين من دون استثناء، ومن هنا كانت فكرة القمة الروحية المرتقبة».

واعتبر أبو كسم أن فراغ سدة الرئاسة أضعف المسيحيين كما الدولة ككل، باعتبار أن هذا الفراغ بات ينتقل من مؤسسة إلى أخرى فبعد أن كبّل عمل مجلس النواب، طرق أبواب مجلس الوزراء وهو يهدد قيادة الجيش والمراكز الأمنية الأخرى.

وأشار إلى أنّ «المسيحيين اليوم يشعرون بالتهميش وهو ما يتحمل مسؤوليته النواب مجتمعين سواء الذين يلبون الدعوة وينزلون إلى المجلس كما أولئك الذين يقاطعون»، ودعا من يواظبون على النزول للبقاء داخل القاعة لحث زملائهم الآخرين على ملاقاتهم. وأضاف: «لكن للأسف يبدو أنّهم ربطوا الاستحقاق اللبناني بملفات المنطقة، وينتظرون كلمة سر تأتيهم من الخارج».

وتطرق أبو كسم للوضع المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداًَ رفضه ورفض الكنيسة تحول لبنان إلى نقطة تجمع لمسيحيي الشرق، لافتاً إلى أن التقوقع في مكان واحد يسهل استهدافهم، كما يتعارض مع رسالة المسيح التي تدعو للانتشار ونشر ثقافة المحبة والسلام. وقال: «بالتقوقع أيضاً، نخسر ما بنيناه معاً مسيحيين ومسلمين على مدى القرون الماضية من حضارة مشتركة».

واعتبر أن ما يحصل في العراق من تدمير أديرة وكنائس وتهجير المسيحيين بمثابة «وصمة عار» على جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مشدداً على وجوب أن يبقى المسيحيون في أرضهم «أياً كانت الظروف وينتقلوا من منطقة إلى أخرى وليس خارج الحدود، باعتبار أن الخير سيغلب الشر بالنهاية وهي مرحلة لن تدوم طويلاً».

وأشار أبو كسم إلى أن مسيحيي العراق الذين كان يبلغ عددهم قبل الأزمة مليوناً ونصف مليون، لم يعد هناك منهم إلا حوالى 100 ألف، باعتبار أن معظمهم يصل إلى لبنان كمحطة transfer وسرعان ما يغادرون إلى دول أميركا وأوروبا.

واختتم أبو كسم قائلاً: «المسيحيون يجب أن يكونوا كحبة الحنطة التي إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى منفردة، وإن ماتت أعطت ثماراً كثيرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى