تقرير
اهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بإعلان مصر استعدادها لإرسال قوات إلى اليمن كجزء من الحملة التي تقودها السعودية ضد حركة الحوثيين المدعومة من إيران، وقالت إن هذا الأمر يشير إلى إمكانية حدوث حرب برّية مطوّلة على طرف شبه الجزيرة العربية.
وبعد يوم من ضرب الحوثيين بضربات جوية ومحاصرة الساحل اليمني، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إن القوات البحرية والجوية المصرية ستنضم للحملة، وأن جيش مصر، وهو أكبر الجيوش في العالم العربي، مستعد لإرسال قوات برية لو تطلب الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى قول السيسي إن على مصر أن تلبي دعوات الشعب اليمني لعودة الاستقرار والحفاظ على الهوية العربية. ورأت «نيويورك تايمز» أن تصريحات السيسي منذ يومين واحدة من عدة مؤشرات، أولها أن الخصوم في طرفي الصراع اليمني يستعدون لمعركة طويلة، وثانيها صراع أهلي وحروب إقليمية، إضافة إلى توسع الجماعات المتطرفة مثل «داعش» و«القاعدة».
ومضت الصحيفة قائلة إنه لم يكن هناك أي إشارة على انتشار وشيك للقوات، كما أن كلا من مصر والسعودية لهما ذكريات مؤلمة من تجارب سابقة قي صحراء السمن الجبلية، إلا أن عدداً من المحللين حذروا من أن الضربات الجوية التي وجهها التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين لن تؤدّي على الأرجح إلى هزيمتهم من دون وجود قوات برية.
وذكرت الصحيفة أن حركة الحوثيين المتمركزة في شمال اليمن قد اصطدمت مع الحكومة في اليمن مراراً على مدار السنين. إلا أنها وجدت الآن حليفاً غير متوقع متمثلاً في الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الشيعي الذي تمت الإطاحة به في تحول للسلطة بوساطة من دول الخليج أثناء ثورات «الربيع العربي»، وكان قد حارب الحوثيين أثناء توليه الرئاسة، لكنه تحالف معهم الآن من أجل أن يؤسس لعودته. واحتفظ صالح بولاء قطاعات رئيسية في الجيش والأجهزة الأمنية واستغل هذا الدعم للمساعدة في القتال ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت «نيويورك تايمز» إن تدخل السعودية في اليمن أثار تهديد احتمال انتقام إيران بزيادة دعمها الحوثيين بالأموال والسلاح أو ربما بدور عسكري أكثر فعالية وتصعيد العنف. غير أن دبلوماسيين غربيين ومحليين آخرين يعملون في اليمن قالوا إن إيران دعمت الحوثيين لكنها لا تسيطر عليهم، وفرقوا بين بعض الوكلاء الإيرانيين مثل حزب الله وصالح الذي تحالف في بعض الأوقات مع السعودية، والذي لعب دوراً أكبر من إيران في صعود الجماعة الأخير.