صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
محلل «إسرائيلي»: حرب السعودية في اليمن تخدم مصالح «إسرائيل» الاستراتيجية
قال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية آلِكس فيشمان، إن الحرب التي تشنّها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، تخدم مصالح «إسرائيل»، وهي فرصة ثمينة لها لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن «الإسرائيلي».
وتحت عنوان «ساعة اليمن تدق» قال فيشمان، إن «إسرائيل» تجد نفسها من جديد في الجانب نفسه من المتراس، مع الدول السنية المعتدلة كالسعودية، غير أن المصلحة المشتركة لـ«إسرائيل» والسعودية ودول الخليج لا تترجم على ارض الواقع كما يجب.
وكشف فيشمان ان أجهزة الأمن «الإسرائيلية» وجّهت تحذيرات للسفن التجارية «الإسرائيلية»، بوجوب التعاطي مع السواحل اليمنية على أنها سواحل دولة معادية، قبل أن تبدأ السعودية شن غاراتها على اليمن. واضاف ان سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة الذي يعتبر الميناء الأهم لليمن على البحر الأحمر، مكّنهم من التحكم بخط الملاحة البحرية، وأثّر على مستوى التأهب والحراسة للسفن «الإسرائيلية» التي تجتاز مضيق باب المندب، وتدخل إلى البحر الأحمر.
وبحسب المحلل فيشمان، فإن سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمدد نفوذهم إلى المحافظات اليمنية الأخرى، يعني من وجهة النظر «الإسرائيلية»، انهيار النظام الذي يعتمد على السعودية والولايات المتحدة، وإقامة نظام جديد يعتمد على إيران، العدو اللدود لـ«إسرائيل»، ولذلك ليس من مصلحة «إسرائيل» ان تسيطر إيران على مضيق باب المندب.
وأشار فيشمان إلى ان «إسرائيل» لن تلعب اي دور في الحرب التي يشهدها اليمن، وستكتفي بمتابعة ما يحدث، متمنية ان تحقق السعودية نصراً سريعاً وحاسماً، يعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر.
وأضاف المحلل، ان ساعة القنبلة الإيرانية تدق منذ بعض الوقت، في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في العالم، اي في مضيق باب المندب المؤدي إلى قناة السويس، في حين تلتزم الدول الغربية والولايات المتحدة، الصمت.
واعتبر فيشمان، ان احتمال سيطرة الحوثيين على اليمن، يعني بالنسبة إلى «إسرائيل»، الخوف من احتمال قيام إيران بنصب صواريخ بحر ـ بحر على السواحل اليمنية، ستشكل تهديداً لأحد الممرات البحرية الحيوية جداً لـ«إسرائيل» من جهة الشرق، كما هي الحال الآن، إذ نُصبت صواريخ كهذه اليوم على الساحلين السوري واللبناني، والتي تهدّد حركة الملاحة إلى ميناء حيفا، وربما إلى ميناء أسدود في المستقبل.
وقال فيشمان، ان سقوط اليمن في أيدي إيران، سيعزز المحور الراديكالي الذي يهدد «إسرائيل»، لأن اليمن سيشكل نقطة انطلاق أفضل لتهريب السلاح من إيران إلى جهات في سيناء وقطاع غزة. وأضاف، ان حجم القوات التي حشدتها السعودية والدول المتحالفة معها، والتحالف الذي تم بناؤه بالتنسيق مع الأميركيين، يؤكد أنهم لا يخططون لعملية عسكرية محدودة، مشيراً إلى ان عملية «عاصفة الحزم» تعد فصلاً آخر في المواجهة المستمرة منذ سنوات بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، وبين الشيعة والسنة، خصوصاً أن النظام السعودي الجديد بات مهدداً من الداخل والخارج. ففي الداخل، هناك شعبية كبيرة لتنظيم «داعش» في أوساط شرائح واسعة في المجتمع السعودي، ما يهدد استقرار النظام. أمّا من الخارج، فهناك محاولة الالتفاف الإيرانية من خلال القبائل الشيعية في اليمن والبحرين وجنوب شرق السعودية.
مشاكل تعوق المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومة «إسرائيل» الجديدة
مع انطلاق المفاوضات الاتئلافية بشكل رسمي، لتشكيل الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة، برز عدد من المشاكل، إذ أعلن رئيس حزب «كولانو» موشيه كحلون عن مقاطعة جلسة المفاوضات الرسمية الأولى، احتجاجاً على ما سمّاه التراجع عن تعهدات بنيامين نتنياهو، فيما أصدر رئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، بياناً يلوح فيه بأنه لا يخشى الجلوس في مقاعد المعارضة. وفي المقابل، ردّ «الليكود» على ذلك بالتلويح بخيار حكومة وحدة، غير أن «المعسكر الصهيوني» اليساري المنافس لـ«الليكود»، سارع إلى إغلاق هذا الباب، وأعلن عدم انضمامه لأي حكومة برئاسة نتنياهو. وقال بينيت في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، «إن رئيس الحكومة يعتزم ضم يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني… لهذا يتخطانا»، مضيفاً: «نتنياهو تراجع أيضاً عن تصريحه بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، ويتنصل من كل تعهداته الوطنية، وإذا كان الأمر كذلك، يمكننا خدمة إسرائيل بتصميم وإيمان من المعارضة». واتهمت عضو الكنيست ميري ريجيف من حزب «الليكود» بينيت بمحاولات الابتزاز، مهددة بتشكيل حكومة وحدة مع «المعسكر الصهيوني»، قائلة: «على الجمهور ألا يأتينا بادّعاءات إذا ذهبنا إلى حكومة وحدة، ثم بعد سنتين للانتخابات، فهذه نتائج سلوك بينيت الابتزازي»، كما هدد الوزير جلعاد إردان بـ«تشكيل حكومة مع شركاء غير طبيعيين»، في إشارة إلى «المعسكر الصهيوني»، لكنّ الأخير أغلق الباب أمام التأويلات، وأصدر بياناً يسعى فيه لإحباط إمكانية استخدامه كفزاعة في المفاوضات الائتلافية، وأكد رئيسه هرتسوغ في بيان أصدره أنه حسم أمره في البقاء في المعارضة.
مبعوث الأمم المتحدة يدعو «إسرائيل» إلى تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية
قال مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط روبرت سيري، أن الحكومة الجديدة في «إسرائيل» يجب أن تتخذ تدابير ذات مصداقية لتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وطلب سيري أمام مجلس الأمن الدولي، من الحكومة التي كلف بنيامين نتنياهو بتشكيلها، أن تبرهن وبسرعة عن التزامها بإقامة دولة فلسطينية. وأضاف سيري، أن الاستيطان غير الشرعي لا يتماشى مع هدف إقامة دولتين عبر التفاوض، ومن شأنه قتل كل أمل بتحقيق السلام، على أساس هذا الحل، في آخر عرض أمام مجلس الأمن الدولي بصفته منسقاً لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو قد أكد خلال حملته الانتخابية أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية ووعد بمواصلة الاستيطان، ثم تراجع عن بعض تصريحاته التي تسببت بأزمة مع واشنطن.