مدارات الاهتمام «الإسرائيلي» بالحرب على الحوثيين؟
ناديا شحادة
الموت لأميركا، الموت لـ «إسرائيل»، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام شعار جماعة انصار الله الذي سمع لأول مرة في 17 كانون الثاني 2002 وشكل سبباً كافياً لشن حرب قاسية على مطلقيه في عام 2004 والتي اتت بطلب أميركي مباشر من الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومباركة سعودية تمثلت بالدور العسكري الذي اضطلع فيه حزب الاصلاح.
خيضت العديد من الحروب ضد الحوثيين وخرجت الجماعة من كل حرب اقوى حتى كرست نفسها كأهم لاعب سياسي في اليمن، جماعة انصار الله المستلهمة خطاها من خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، وتعتمد سياستها من مبدأ العداء الاول لـ «إسرائيل» وتجلى ذلك واضحاً من خلال سياستها الرافضة للعدو «الإسرائيلي» والداعمة لقوى المقاومة فكانت الجماعة تعبئ الشارع في اليمن للتعبير عن رفضهم للطغيان الاجنبي ولدعم المقاومة ومواجهة من تسميهم «دواعش» اليمن وسورية والعراق، ورفضاً لحروب «إسرائيل» على غزة، الأمر الذي جعل من العدو «الإسرائيلي» يشعر بالقلق وخرجت مخاوفه في الأيام الاخيرة الى العلن وتحديداً مع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة العربية، فحزب الله في لبنان يضاعف قدراته وقوته الصاروخية التي تزداد يوماً بعد يوم، والخوف من الحوثيين ومن الخطر الذي يتهدد «إسرائيل» في انتصارات التي تحققها الجماعة في اليمن وسيطرتهم على مفاصل الدولة.
ويؤكد المتابعون ان «إسرائيل» التي تسعى للوصول الى تحقيق اطماعها التي ظلت تخطط من اجلها سنوات طويلة ولكن أربك دخول الحوثيين على الخط كل حساباتها وجعلها امام تحدٍ جديد ولا يمكنها ان تبقى غير مبالية بهذا الخطر الجديد الذي تعبتره خطراً مباشراً يهدد وجودها حيث اكد نتيناهو في 3 آذار 2015 ان انصار إيران من حزب الله والحوثيين يهددون «إسرائيل»، وأشارت صحيفة «هآرتس» في 7 كانون الثاني 2015 إلى ان مدمرات أميركية وبريطانية تقوم بدوريات في مضيق باب المندب ويمكن ان تتدخل عسكرياً لمنع سيطرة الحوثيين على المنطقة، بالاضافة الى تصريحات نائب وزير الامن «الإسرائيلي» الاسبق افراييم سنيه حيث قال ان الحوثيين يسيطرون على مضيق باب المندب وان ذلك يشكل خطراً استيراتيجياً على «إسرائيل» التي لا يمكنها ان تبقى غير مبالية، فاليوم ازدادت الحاجة الى التنسيق مع السعودية رغم وجود قنوات سرية بهذا الخصوص، بحسب تعبيره.
ويرى المتابعون ان هجمات الطائرات الخليجية على دولة اليمن جاءت بتحريك «إسرائيلي» أميركي بعد ان وجدوا في الحوثيين تهديداً على أمن «إسرائيل» في المنطقة على المدى البعيدة حيث شغلت الغارات السعودية على اليمن وسائل الاعلام «الإسرائيلية» وحظيت باهتمام كبير ومتابعة حثيثة مع تمنيات للسعوديين بالنجاح في حملتهم وفق صحيفة يديعوت احرونوت.
ويؤكد المتابعون ان «إسرائيل» تحاول وتسعى الى اضعاف الحوثيين والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله ولكن من خلال التجارب الميدانية التي اثبتت ان المقاومة لا تقهر ولا تهزم وهي اليوم أقوى وأشد عزيمة وأوفر انصاراً وثباتاً على طريق الحق كما كل الثوار والاحرار في العالم.