دريان: التوافق ليس ضرورة بل خيار
أشار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان إلى «أنّ منطقتنا العربية تمرّ في ظروف صعبة وحرجة ودقيقة، ولا مجال في إطار هذه الظروف أن يستعر الخطاب المذهبي»، داعياً إلى «منع حدة الخطاب المذهبي المقيت، الذي يؤسس لفتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر لا يستطيع أحد في لبنان وفي الوطن العربي أن يتحمل مسؤوليتها».
وخلال رعايته افتتاح مسجد الأمير الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، في بلدة شحيم، تطرق دريان إلى الوضع في اليمن، فقال: «نحن مع اتفاق العرب بإنشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن الأمن القومي العربي، نحن مع المحافظة على سيادة الدول العربية، وعلى حلّ لخلافات في ما بينها بالحكمة والموعظة والوسيلة السلمية، التي يمكن أن تجنب إراقة الدماء، لكننا أيضاً مع الحزم ليس عاصفة واحدة العواصف لحماية مقدرات العرب والأمن العربي، نحن العرب مدّدنا أيدينا كثيراً للتصالح والتفاوض والدعوة إلى العيش الواحد بين مكونات العيش العربي. في اليمن رفضوا المبادرة السلمية فكان القرار الحازم، ونحن سبق وأيدنا هذا القرار الحازم الشجاع الصائب من أجل وحدة اليمن واستقراره وسيادته».
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكد أنّ «خيارنا جميعاً أن يكون التوافق ليس ضرورة بل هو خيار، نحن مع الحوارات التي تؤدي إلى نتائج إيجابية تحفظ بنتائجها استقرار هذا البلد ووحدته وأمنه وطمأنينة مواطنيه». وأضاف: «نحن في لبنان بلد منذ أكثر من تسعة أشهر بلا رئيس، لقد عانينا هذه المدة الطويلة غير المقبولة من دون رئيس للجمهورية»، داعياً «الجميع إلى التوافق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي صوناً للبنان، لأنّ استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى يهدّد أمن لبنان واستقراره والدولة في قيامها في لبنان».
وتابع دريان: «نعم فليتحاور تيار المستقبل مع حزب الله، وممنوع على هذا الحوار أن يتوقف، نحن نعول كثيراً على هذا الحوار، ولكن في الوقت عينه ننتظر سريعاً من هذا الحوار الكثير من التفاهمات التي تريح لبنان من أزماته، صحيح إلى الآن، كانت هناك نتائج إيجابية، لم يعد هناك تشنج مذهبي، ولكن علينا أن نحصّن هذا الواقع بمزيد من التقدم في هذا الحوار».