باير لـ«سي أن أن»: عدن قد تسقط بيد الحوثيين على رغم الضربات السعودية

رأى محلل الشؤون الاستخباراتية لدى «سي أن أن» والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية بوب باير أن «الغارات الجوية التي تقودها دول الخليج ضد الحوثيين لا تبدو فعالة، مضيفاً: أن مدينة عدن قد تكون بطريقها إلى السقوط، واستبعد تدخل القوات المصرية براً، كما ألمح إلى إمكان أن تضطر الولايات المتحدة الأميركية إلى تنفيذ «خطة كيسنجر» باحتلال منابع النفط بحال امتداد شرارة الحرب إلى الخليج».

ولدى سؤاله عن إمكان عودة الاستقرار إلى اليمن على الأمد المتوسط قال باير: «لا أتصور ذلك، الحوثيون يواصلون الزحف نحو عدن ثاني أكبر مدن البلاد، وأتصور أنها ستسقط بأيديهم على رغم القصف الجوي وما يحصل حالياً هو أن البلاد تتشظى وتتفتت إلى دويلات صغيرة، فلدينا جماعة أنصار الله من جهة ولدينا التنظيمات السنية المتشددة في شبوة والقبائل في مأرب وتشكيلات أخرى في كل محافظة من جهة أخرى.»

وتابع باير بالقول: «اليمن يسقط أمام أعيننا ولهذا يشعر السعوديون بالقلق حيال حالة الفوضى عند حدودهم الجنوبية ويخشون انتقال العدوى إليهم، وعلينا تذكر أن هناك مليون يمني في السعودية على الأقل، كما أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن نفسه كان من أصل يمني وبالتالي فالمشكلة بالنسبة إليهم مشكلة وجودية.»

وعن التحالفات التي ترسمها السعودية بالمنطقة قال: «هم يحاولون إدخال المصريين في المواجهة، هم لا يحبذون التدخل المصري ولكنهم الآن يرحبون بأي حليف ممكن وسيرحبون بالتأكيد بأي دور أميركي، ولكن من وجهة نظري فإن فرص دول الخليج لاستعادة السيطرة على اليمن إن صح التعبير وإعادة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى السلطة شبه معدومة.»

وحول أهمية استقرار اليمن بالنسبة للمنطقة قال باير: «اليمن هو الخاصرة الرخوة للسعودية والخليج، والخوف الأكبر في السعودية والخليج وأميركا هو انزلاق الشرق الأوسط نحو حالة من الفوضى.»

وتابع بالقول: «هناك خمس أو ست حروب أهلية مندلعة الآن، وبحال امتداد شرارة الأحداث إلى دول الخليج التي تمتلك 60 في المئة من احتياطات النفط في العالم فإن الأمور ستنعكس علينا، وعلى رغم استبعاد هذا الخيار حالياً إلا أن الاحتمالات قائمة بأن نضطر لتطبيق خطة وزير الخارجية الأميركية الأسبق ألفريد كيسنجر التي تنص على تنفيذ تدخل عسكري لحماية آبار النفط وإنقاذ الاقتصاد العالمي، الأمر يبدو مستبعداً الآن ولكنه قد يصبح أمراً واقعياً، فمن كان بمقدوره التنبؤ قبل خمسة أعوام بأن الشرق الأوسط سيشهد خمس حروب أهلية كبيرة في وقت واحد؟».

وعمّا إذا كان الاستقرار في اليمن سيحتاج إلى تدخل بريّ رد باير بالقول: «بالتأكيد، فالغارات وحدها لن تكون مجدية، سلاح الجو السعودي جيد ولكنه ليس بقوة سلاح الجو الأميركي، وبالتالي فلن يكون باستطاعته القضاء على جماعة أنصار الله من الجو، من جانب آخر تبدو القوات المصرية منشغلة بالوضع في سيناء وبالمشاكل في ليبيا.»

واختتم باير قائلاً: «بالتالي فأنا أشك بقدرة القاهرة على إرسال جيشها إلى اليمن، هناك فقط حالة من الدعم الرمزي، لقد اجتمعت الدول العربية لتقف مع السعودية وتقر بأن الأحداث في اليمن تشكل خطراً أمنياً عليها ولكن هل باستطاعتها فعل شيء؟ لا أظن ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى