محمود مقوص فنّاناً متخصّصاً ومبدعاً في رسوم الأطفال
كتبت مي قرحالي من اللاذقية سانا : اهتم الفنان التشكيلي محمود مقوص برسوم الأطفال، وتخصص فيها إبداعاً، وعمل فيها إضافة إلى عمله كمدرس لمادة الرسم والزخرفة في إحدى مدارس اللاذقية.
يقول مقوص: «بعد مشاركتي في ورشة رسوم أطفال في دمشق، بإشراف فنانين أجانب، بتّ أشارك في كتاب وزارة الثقافة ومجلات الأطفال التابعة لها وأرسم قصصاً لمجلات «أسامة» و«أحمد وتوتة»، وأقمت عدة معارض في مقاهٍ ثقافية في اللاذقية. وأشارك منذ نحو خمس سنين في مهرجان الشارقة القرائي للطفل حيث أدعى لتقديم رسوم لقصص الأطفال»، ويوضح خريج معهد الأعمال اليدوية من دمشق عام 1987 أنه بدأ بالرسم التشكيلي كهاو، وأن لوحاته هي غالباً مناظر طبيعية تشكيلية وبعض الأعمال بالأسود والأبيض على القماش بالأكريليك، كما شارك في عدة معارض للفنانة المتخصصة في رسوم الأطفال لجين الأصيل التي شجعته على الرسم للأطفال وكان لها أثر كبير في تخصصه الفني هذا. وقدم عدة رسوم لـ«دار الحدائق» في لبنان وحاز شهادات تقديرية وميداليتين عن مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2011-2012 وكرم في المهرجان نفسه عام 2013.
عمل مقوص في الزخرفة على الفخار، إلا أنه لم يتوسع في هذا المجال كثيراً، رغم أنه عرض لوحات في المركز الثقافي خلال مهرجان المونودراما المسرحي، غير أنه لم يستمر بسبب الأعباء المالية المترتبة على هذا الفن التي تفوق قدرته.
يرى أن للفن التشكيلي مدارس متعددة، وكل فنان ينهج أسلوباً معيناً، غير أنه يضع بصمته الخاصة على لوحاته لنواحي التقنية والأسلوب والمواضيع التي يتناولها، موضحاً أنه يرسم الطبيعة على طريقته مدخلاً عليها نوعاً من الجو التشكيلي كي لا تظهر اللوحة لمنظر طبيعي مألوف أو تجاري. ويشير إلى أن الهدف الرئيسي لعمله في رسوم الأطفال كسر المألوف، بحيث تكون الرسوم غير مألوفة في المجلات والصحف، إذ أضحى التوجه اليوم اعتماد القصة كلها على الرسوم بحيث يفهم الطفل حوادث القصة من خلال رسومها ولا يبذل جهداً في القراءة، فرسوم الأطفال يجب أن تكون لطيفة جداً ومحببة وذات مقاسات كبيرة للشخوص، مع تطوير التقنيات والألوان وعدد الرسوم في القصة الواحدة.
يلفت مقوّص إلى عدة مشاكل يواجهها الفنان التشكيلي، وخاصة في الوقت الراهن، فبالإضافة الى نقص صالات العرض في المحافظات، لم يعد مستوى الناس المعيشي يسمح لهم باقتناء الأعمال الفنية، ويتجه كثر إلى اقتناء رسوم لفنانين مشهورين، رغم جمال لوحات بعض الفنانين المغمورين. كما أن تجار اللوحات الفنية الذين يحضرون إلى المحافظة يختارون اسماً معيناً ويتعاقدون معه. ويعتبر أن الرسم لا يصلح بذاته لأن يكون مورد عيش للفنان، والظروف الراهنة أثرت كثيراً في الفنانين، فغلاء الأسعار والأوضاع العامة أجبرتهم على التوقف عن الرسم ولم يبقوا قادرين على دفع تكاليف الرسم، خاصة في غياب أي مردود مادي.
حول واقع الفن التشكيلي في اللاذقية يلفت إلى أن الفنانين يعرضون أعمالهم في المقاهي الثقافية التي ترتادها مجموعة من المثقفين في المحافظة من كتاب وشعراء وفنانين، غير أن عرض اللوحات في مقاهي كهذه يؤثر في ألوان اللوحة بسبب دخان السجائر والنراجيل وتمسي ألوانها بنية وتكتسب رائحة التبغ لفترات طويلة.