تقرير
نتطرّق في هذا التقرير المزدوج إلى موضوعين، شبيهين في الشكل، مختلفين في المضمون، الأول يتحدث عن تطوير طائرة روسية، والثاني عن صاروخ جديد في يد حزب الله، أما الجامع بينهما… الهدف.
طائرة «تي ـ 50»
نشرت صحيفة «نيزافيسيمويه فوينيه أوبوزرينيه» الروسية مقالاً تحت عنوان «احتمال تعديل خطة تصنيع مقاتلة الجيل الخامس الروسية تي ـ 50»، وجاء في المقال أن عدد مقاتلات «تي ـ 50» التجريبية الواعدة من الجيل الخامس، قد يبلغ في أواخر عام 2015 ثماني طائرات.
وتنقل الصحيفة عن يوري بوريسوف نائب وزير الدفاع الروسي قوله إن «تي ـ 50» ستكون جاهزة للإنتاج الصناعي بحلول عام 2016. وأشارت الصحيفة إلى أن أربع طائرات من هذا النوع تمرّ حالياً في مرحلة الاختبارات في وحدات سلاح الجو الروسي. وأعاد يوري بوريسوف إلى الأذهان أنّ أربع مقاتلات تجريبية أخرى من طراز «تي ـ 50» سيسلّمها قطاع الصناعات الحربية الروسية إلى وحدات سلاح الجوّ السنة الحالية، وذلك بهدف مواصلة الاختبارات بشتّى أنواعها.
وقال نائب وزير الدفاع إن الاختبارات الجارية تدل على أن طائرة «تي ـ 50» جاهزة للإنتاج التجاري. لكن يحق لوزارة الدفاع أن تحدد بنفسها عدد طائرات الجيل الخامس التي تشتريها في الوقت الراهن، وذلك تماشياً مع بعض التعديلات ألتي أدرجت في الآونة الأخيرة على برنامج تسليح الجيش الروسي وتحديثه حتى عام 2020، والذي يقضي بأن تصل نسبة الأسلحة والمعدات الحديثة لدى القوات المسلحة الروسية إلى 70 في المئة.
وتنقل الصحيفة عن يوري بوريسوف قوله إن الظروف الاقتصادية الجديدة التي تعيشها روسيا وقواتها المسلحة حالياً قد تتطلب إدخال تعديلات على الخطط.
وأعاد بوريسوف إلى الأذهان أن طائرات «سو ـ 30» و«سو ـ 35» التي تنتمي إلى الجيل الرابع، لا يمكن الاستغناء عنها، علماً أنها بحسب تقييم الطيارين العسكريين الروس تتمتع بمواصفات ممتازة. وقال: «يستحسن أن يتوفر لدينا احتياطي على شكل طائرة «تي ـ 50» من الجيل الخامس يمكن أن نطلق إنتاجه في أي وقت مع الاستفادة القصوى من المقاتلات التي تنتمي إلى الجيل الرابع، علماً أن شركة سوخوي التزمت السنة الحالية تزويد سلاح الجو بـ14 مقاتلة متعدّدة المهام من طراز «سو ـ 35» وخمس مقاتلات من طراز «سو ـ 30 أم 2»، ناهيك عن أربع مقاتلات «تي ـ 50» من الجيل الخامس.
وتقول الصحيفة أيضاً إن طائرة «تي ـ 50» التي قامت بأول تحليق لها في 29 كانون الثاني عام 2010 في مدينة كومسومولسك في أقصى شرق روسيا، تملك بعض الميزات الفريدة من نوعها وتجمع بين وظائف المقاتلة والطائرة الضاربة في وقت واحد. أما استخدام المواد المركبة والتكنولوجيات والمبتكرات الحديثة فتجعلها غير مرئية لرادارات العدو وأجهزته البصرية والأجهزة العاملة بالموجات تحت الحمراء.
صاروخ «ياخونت»
كشفت مصادر عسكرية «إسرائيلية» أن صاروخ «ياخونت» الروسي المتطور انتقل من سورية إلى لبنان وصار فعلياً في حوزة حزب الله. الأمر الذي يفرض على الجيش «الإسرائيلي» تغيير استراتيجياته وإعادة تموضعه واستعداده القتالي، إزاء الحرب المقبلة مع الحزب.
ونقلت القناة الأولى العبرية عن المصادر أن الصاروخ الروسي المتطور جداً قد وصل بالفعل من سورية إلى لبنان، لافتة إلى أن أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» عاجزة حتى الآن عن تحديد عدد الصواريخ وما إذا كانت محدودة أو بالعشرات. وأوضحت أن هذا الطراز المعروف بدقته وقدرته على التملّص من الرادارات، يشكل تهديداً استراتيجياً هائلاً على قطع البحرية «الإسرائيلية»، وعلى المنشآت الاقتصادية للكيان الغاصب في عرض المتوسط.
وقال قائد قاعدة حيفا البحرية في الجيش «الإسرائيلي» العقيد دافيد سلامي، إن القطع البحرية في الجيش تتعامل مع الساحة الشمالية سورية ولبنان على أنها تهديد محتمل بصواريخ «ياخونت»، وإن فرضية العمل الاستخبارية لدى الجيش، تشير إلى أن كل ما يمكنه أن يهدّد «إسرائيل» من الساحة السورية صار في حوزة حزب الله، وإيران التي ترسل السلاح إلى سورية، ترسله أيضاً إلى حزب الله في لبنان.
ولفت الضابط «الإسرائيلي» إلى أن الحرب المقبلة ضد حزب الله ستكون مغايرة للحرب الماضية، إذ إن الحزب لم يكن يملك وسائل قتالية متطورة تشكل تهديداً جوهرياً لـ«إسرائيل» في حرب 2006. أما اليوم، فباتت هذه القدرة موجودة لديه، مشيراً إلى أن صواريخ برّ ــــ بحر الموجودة لدى سورية والحزب زادت خلال السنوات الأخيرة من ناحية العدد ومن ناحية النجاعة العملياتية، ما لا يهدد فقط قطع البحرية «الإسرائيلية»، بل أيضاً المنصات البحرية العائمة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المتوسط. وزاد أن «ياخونت» ليس سلاحاً بحرياً فقط، بل يصلح كي يكون صاروخاً موجهاً أيضاً ضد أهداف برية.
وأشار الضابط «الإسرائيلي» إلى أن الجبهة الشمالية، بشقيها اللبناني والسوري، باتت موحدة في وجه «إسرائيل»، وقال: «أنا لا أعرف كيف ستبدأ الحرب المقبلة، كذلك لا أعرف إذا كانت سورية ستقف على الحياد، ولا أعرف قوة هذه الحرب وشدتها. ما أعرفه أننا نرى باستمرار تدفق السلاح، ونحن نتعامل فقط مع الأسلحة المتطورة ذات القدرات العالية، وأعتقد أن إدخال هذه الأسلحة إلى لبنان سيبقى مسألة تشغلنا».
وأعاد الضابط تذكير المراسلين الذين استُدعوا إلى قاعدة حيفا البحرية لمعاينة الغواصة الجديدة «تنين» التي تسلمتها «إسرائيل» أخيراً من ألمانيا، بأن أمين عام حزب الله حسن نصر الله، يتحدث عن المجال البحري بنحو واسع جداً، وأكثر بكثير مما كان يفعل في الماضي، وهناك عدة أمور تساهم في ذلك، وتحديداً في ما يتعلق بالمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة، حيث توجد منصات غازية ونفطية عائمة وثابتة، تشكل هدفاً مشروعاً للهجوم، في حالة التصعيد مع حزب الله.
وحذّر الضابط من ضرب المنصات الغازية في عرض المتوسط، إذ إن حزب الله يدرك أن 55 في المئة من إنتاج الكهرباء في «إسرائيل» يعتمد على الغاز المستخرج من البحر، أي إنه يعلم أن استهداف هذه المنصات يؤثر سلباً في قطاعات حيوية أخرى، مثل قطاع الطاقة. ورأى أن الردّ على تهديد كهذا مكوّن من عدة طبقات، ويأتي العمل الاستخباري والجمع المعلوماتي في المقدمة، يليه عمل القطع البحرية العسكرية لحماية المنصات، ثمّ عمل سلاح الجو الموكل إليه تأمين الرد المسبق في وجه التهديدات، سواء جاء من فوق أو من تحت البحر. وتحدث بإسهاب عن قدرة الغواصات «الإسرائيلية» في مواجهة التهديدات، التي تعمل في عمق العدو وبشكل سرّي غير ظاهر، ولديها القدرة على التحرك المدمر والدقيق، وهي تشكل مدماكاً إضافياً في قدرة الجيش «الإسرائيلي» على الردّ العملياتي إزاء التهديدات.