حزب الله: رد عسيري على نصر الله تدخل في الشؤون اللبنانية يستوجب التنبيه من الحكومة
أكد حزب الله «أن تكرار السفير السعودي تصريحاته التي يتعرَّض فيها للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هي خروج عن الأصول الديبلوماسية ويعبِّر عن خيبته وإحباطه جراء فشل ديبلوماسية تعمية الحقائق». ولفت حزب الله إلى أن الردود على خطاب السيد نصر الله تعمدت التعتيم على فكرة أساسية هي دعوة اليمنيين إلى الحوار والعمل لإيجاد حل سياسي في ما بينهم .
وشدد حزب الله على أنه يجب على اللبنانيين، في ظل التوتر السياسي الذي يضرب منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، ألا يغرقوا في ما بينهم في الصراعات الحاصلة، وأن يعملوا ما أمكنهم من أجل تحييد علاقاتهم الداخلية وبلدهم عن الصراعات الجارية».
ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن تكرار السفير السعودي في لبنان تصريحاته التي يتعرَّض فيها للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تشكل خروجاً عن الأصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، والتي تفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومن هذه الأصول عدم التعليق على مواقف قياداته، أو تحديد ما يجب على نوابه القيام به من خلال الإدعاء بأنَّ هناك من يمنعهم من النزول الى المجلس النيابي، كما فعل السفير السعودي الذي توهم بأنَّه يستطيع التطاول على هامة وطنية وعربية من حجم السيد نصر الله، أو يؤثِّر على خيارات اللبنانيين المستقلة عن الإرادة الخارجية ، مشدداً على أن مثل هذا السلوك غير المتوافق مع مهماته الديبلوماسية يستدعي تنبيهاً عاجلاً من الحكومة اللبنانية لوضع حدٍّ لهذا التدخل في الشأن الداخلي اللبناني».
وأشار فضل الله في تصريح له من مجلس النواب «إنَّ ما أدلى به السفير السعودي يعبِّر عن خيبته وإحباطه جراء فشل ديبلوماسية تعمية الحقائق من خلال الضخ المالي والإعلامي في مواجهة كلمة الحق والمنطق التي أعلنها السيد نصر الله حول دور وزارة الخارجية السعودية في تعطيل الملف الرئاسي في لبنان، وحول حقيقة العدوان على الشعب اليمني المظلوم، وما تضمنته من وقائع وبراهين لا يمكن لأي منصف إلا أن يقر بصدقيتها، فلم يجد هذا السفير إلا إطلاق كلمات تعبر عن طبيعة شخصيته ودوره البعيد كل البعد عن الصفة الديبلوماسية».
وشدد فضل الله على «أن التعبير عن الموقف الحر اتجاه ما يعانيه الشعب اليمني جرَّاء هذا العدوان الظالم يعني كل عربي ومسلم وشريف في هذا العالم ونحن سنبقى في طليعتهم، ولا يعني فقط أولئك الذين يخضعون لديبلوماسية الضخ المالي، ويُفرض عليهم تأييد العدوان وتمجيد نتائجه الواهية، فما يجري ليس أمراً عادياً، وبسيطاً، فهو استهداف مكشوف لبلد وشعب مستقل له سيادته على أرضه، وله الحق في اختيار سلطته المناسبة بعيداً من محاولات الفرض من الخارج بقوة الحديد والنار، ومثل هذا الاستهداف لا يمكن السكوت عنه مهما كانت الحروب النفسية والسياسيَّة والاعلاميَّة التي تعودنا على مواجهتها، فهي تزيدنا ثباتاً على موقفنا وتمسكاً بحقنا في الدفاع عن المظلومين».
وأضاف: «كم كنا نتمنى أن نرى الطائرات الحربية السعودية تساند الشعب الفلسطيني في صد العدوان «الإسرائيلي» عن أرضه ومقدساته، فتستهدف جيش العدو ومطاراته وبنيته التحتية، بدل أن تصب حممها على مخيمات النازحين اليمنيين فتقتل العشرات وتدمر محطات الكهرباء والماء وحقول النفط والمطارت اليمنية لتزيد من شقاء هذا الشعب الذي يحتاج إلى من يمد له يد العون، فمساعدته تكون بالبحث عن الحلول السياسية بوقف نزيف الدم وجمع اليمنيين على طاولة حوار للتوفيق بينهم، وهو ما عبَّر عنه السيد نصر الله».
وأكد النائب نواف الموسوي أنه يجب على اللبنانيين، في ظل التوتر السياسي الذي يضرب منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، ألا يغرقوا في ما بينهم في الصراعات الحاصلة، وأن يعملوا ما أمكنهم من أجل تحييد علاقاتهم الداخلية وبلدهم عن الصراعات الجارية، لتجري هذه الصراعات في جغرافياتها .
وشدد على وجوب أن نحيط الجغرافيا اللبنانية بعوامل الحماية والاستقرار، وبدلاً من أن تغرق القوى السياسية في سجال بينها، فإن على القوى السياسية التي تؤلّف الحكومة وتشارك في المجلس النيابي أن تبذل الجهد لحل المشكلات التي يعاني منها المواطنون .
وأكد الموسوي خلال احتفال تأبيني في بلدة الطيري الجنوبية ضرورة عدم نسيان مسؤوليتنا الوطنية في المبادرة إلى انتخاب رئيس للجمهورية .
وأعرب عن اعتقاده أن الانتخاب يمكن أن يتحقق اليوم قبل الغد إذا استقل اللبنانيون بقرارهم الذاتي، واعتمدوا المنهج الميثاقي في اختيار من يشغل سدة الرئاسة الأولى .
ولفت إلى أنه إذا كان مطلوباً مراعاة الشروط الميثاقية في تشكيل الحكومة وفي تكوين المجلس النيابي، فإن الشرط الميثاقي في انتخابات رئاسة الجمهورية واضح ويقوم على أساس الاعتراف بحق الأكثرية المسيحية الشعبية والنيابية بملء مقام رئاسة الجمهورية، والأمور في هذا المجال واضحة وليست بحاجة إلى استدلال، بل هي تحتاج فقط إلى قرار بالنزول عند رغبة الأكثرية المسيحية الشعبية والنيابية، والمقصود الأكثرية الميثاقية لا العددية، لأن القانون الانتخابي السابق لم يكن يعكس بصورة دقيقـة إرادة الناخـب اللبناني على الوجه الصحيح .
ورأى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في تصريح أنه «على مدار الأيام الثلاثة الماضية استمعنا واطلعنا على الكثير من الردود التي تعرضت لخطاب الأمين العام لحزب الله يوم الجمعة الماضي، والذي قدم فيه رؤيته للأحداث في اليمن وتحليله للأسباب والوقائع، ضمنه الكثير من المعطيات والمعلومات والحقائق. إلا أن ما صدر من تعليقات وردود كان بعيداً تماماً عن مناقشة هذه المعلومات والمعطيات والحقائق، عجزاً عن مقارعة الحجة بالحجة والمعلومة بالمعلومة، وانصرفت بدلاً عن ذلك إلى إطلاق الضجيج والصخب وتبرير العدوان.
ولفت إلى أن هذه الردود عمدت إلى التعتيم على فكرة أساسية وجوهرية في الخطاب هي دعوة اليمنيين إلى الحوار والعمل من أجل إيجاد حل سياسي في ما بينهم، بعيداً من التدخلات الخارجية، وفي هذه الدعوة تعبير عن الموقف الدائم لحزب الله والمتمثل بالدعوة إلى الحوار والعمل من أجل التوصل إلى تفاهمات سياسية في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين. ولم يظهر أبداً في أي مفردة من الخطاب تحريض لليمنيين بعضهم على بعض أو دعوة إلى التقاتل في ما بينهم، وإنما كان هناك تأكيد على أن من حقهم الدفاع والمقاومة والتصدي في وجه الغزاة.
أمام هذا الواقع، الذي يكشف عن سوء نيات البعض من أصحاب الردود وضعف قراءة البعض الآخر لما تضمنه الخطاب، نجد أن ما ورد على لسان هذه القوى والشخصيات غير ذات أهمية ولا يستحق الرد والتعليق .