الجيش السوري يتقدم في حلب وينجز اتفاق حمص القديمة
طغت التطورات الميدانية والأمنية على الساحة السورية على الأخبار السياسية. فمن تفجيرين إرهابيين في بلدتي جدرين والحميري في ريف حماة أسفرا عن استشهاد 18 مواطناً وجرح 50 آخرين، إلى اتفاق بين الجيش والمسلحين في حمص القديمة على وقف إطلاق النار، انتهاءً بتقدم لوحدات الجيش السوري في حلب وريف دمشق.
أمس، وبعد مفاوضات طويلة وعمليات عسكرية متكررة للجيش داخل الأحياء القديمة، توصلت لجان المصالحة والوجهاء بالتعاون مع الجيش السوري إلى اتفاق مع قيادات المسلحين في أحياء حمص على وقف لإطلاق النار، يتبعه انسحاب المسلحين إلى الريف الشمالي للمدينة.
ويأتي هذا الاتفاق بعد جولات من الفشل وبعد إطلاق الجيش السوري والقوات الرديفة عملية عسكرية واسعة خلال الشهر الفائت، لاستعادة السيطرة على الأحياءِ القديمة، وطرد الإرهاب من حمص المدينة بشكل كامل.
وقد استمرت المفاوضات في شأن الانسحاب بعد خلافات على تسليم المسلحين أسلحتهم بشكل كامل، وانسحابهم إلى مناطق في الشمال لا تزال تحت سيطرتهم، فقد نقلت مصادر لـ«البناء» أن الجيش طالب بتسليم كامل السلاح، في وقت أصر المسلحون على تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والإبقاء على سلاحهم الخفيف قبل الانسحاب عبر ممر آمن عن طريق منطقة القرابيص عبر بساتين الوعر إلى الريف الشمالي في تلبيسة والدار الكبيرة.
يأتي ذلك في وقت تقدمت وحدات الجيش السوري في مناطق حلب وريفها، وسيطرت على البريج وتلتها ومستشفى الكندي وتلة المجبل وأجزاء من قرية العويجة، ما يمهد الطريق أمامها لفك الحصار عن السجن المركزي.
إلى ذلك، نفذت وحدات أخرى من الجيش عمليات استهدفت مسلحين في المدينة الصناعية ودارة عزة وقلعة سمعان والأتارب وخان العسل والليرمون والراشدين وحريتان وقبتان الجبل وعندان وتل رفعت والجندول والكاستيلو وبابيص والشيخ سعيد والنعناعي، وواصلت تمشيط منطقتي الراموسة والعامرية.
وواصل الجيش تقدمه في المليحة وجوبر بريف العاصمة، وسط اشتباكات عنيفة مع المسلحين، واستهداف لتجمّعاتهم في زبدين ودير العصافير ووداي عين ترما، فيما نفذت وحدات من الجيش عمليات في عدرا ومزارع دوما وجيرود ومناطق الزبداني وداريا.
وفي درعا، دمر الجيش السوري مستودعاً للذخيرة في بلدة عتمان بريف درعا، وقتل مسلحين على طريق السد عتمان وخربة جعيلية والنعيمة وحارتي البجابجة والمسلخ وجامع بلال الحبشي وجامع اليرموك في درعا البلد، واستهدف مسلحين في بلدات خربة ماما ونمر.
هذه التطورات تأتي بعد يوم واحد على إعلان عدنان زريق رئيس المحكمة الدستورية العليا في سورية عن إغلاق باب تقديم طلبات الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
وقال زريق إنه تقدم خلال المهلة القانونية 24 طالباً للترشح إلى المحكمة التي أعلمت بدورها مجلس الشعب بذلك، موضحاً أن المحكمة ستعكف على دراسة طلبات الترشح بدءاً من يوم الجمعة، وستعلن إعلانها الأوّلي خلال خمسة أيام على الأكثر.
وبحسب قانون الانتخابات السوري، يتعيّن على الراغبين بالترشح تقديم طلب إلى المحكمة الدستورية العليا والحصول على موافقة خطية من 35 عضواً في مجلس الشعب البالغ عدد أعضائه 250، كشرط لقبول الترشيح رسمياً.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن امتناعه التواصل المباشر مع الرئيس بشار الأسد لأنه لم يفِ بوعوده، بحسب بان الذي قال: «منذ فترة وأنا لا أتحدث معه. كنت أتحدث معه باستمرار في بدايات الأزمة، ولكن مع مرور شهور على التواصل المباشر، وعدم التزامه بالوعود، قررت بأن ذلك غير مُجدٍ وليس له داعٍ، ومنذ ذلك الوقت وأنا أستخدم مبعوثي الخاص للتواصل». وأكد الأمين العام أن المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي سيستمر بتنفيذ مهامه في هذا المنصب.
يأتي ذلك في وقت بدأ البحث عن بديل للإبراهيمي، حيث أكدت مصادر دبلوماسية انه سيستقيل قريباً، وأشارت إلى وجود عدد من المرشحين محتملين لخلافة الدبلوماسي الجزائري، من بينهم وزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجان.
وسيسافر الإبراهيمي إلى نيويورك حيث سيجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة، وسيطلع سفراء الدول الأعضاء في المجلس يوم 13 أيار على جهوده التي فشلت حتى الآن في إيجاد حل للأزمة في سورية.