معركة كسر العظم من القلمون إلى مشارف القنيطرة

لمى خيرالله

يبدو أن التحضيرات لمعركة القلمون تسير على قدم وساق، فالحكومة السورية تضع في القلمون هدفاً لا بد من تحقيقه لينقشع الغبار عن معركة الزبداني التي بدأها الجيش السوري بسيطرة تدريجية استغرقت خمسة أيام.

إن انتصار هذه الجبهة يعني حكماً قطع كلِّ السبل على المجموعات الإرهابية ومن معها في إطار محاولاتهم الوصول إلى دمشق، فبعدما سيطر الجيش قبل أيام على أكثر من 10 تلال أساسية واستراتيجية على سلسلة الجبال الغربية لمدينة الزبداني في القلمون عازلاً غرب المدينة من هذه الجهة، لتصبح المنطقة الممتدة من حدود بلدة سرغايا شمالاً حتى قرى الأسد جنوباً، وعلى طول الحدود السورية ــ اللبنانية القريبة من معبر جديدة يابوس خارجة عملياً من نطاق نفوذ المعارضة المسلحة ليقضى على آخر تجمعات عناصر «جبهة النصرة» في سفوحه.

يدرك الجيش السوري أن للحسم العسكري في القلمون طعماً خاصاً لذلك يريد به إنهاء المعارك في ريف دمشق، وإبعاد التهديد العسكري من العاصمة، والإمساك بجبهة حمص، وحصر المعارك في حلب ودرعا، وإقفال الحدود مع لبنان ومحاصرة عرسال لتخفيف تأثيرها في الداخل السوري بينما تريد المعارضة المسلحة إفشال هذه المخططات، من أجل تعزيز الضغوط على العاصمة، ولعب هذه الورقة الاستراتيجية أملاً باستنزاف الخط الحدودي اللازم لمرور الدعم الخارجي لـ»جبهة النصرة».

تكتسي معركة القلمون بأهميةٍ أبعدَ من موضوعها الداخلي، لتغدو معركة مصيرية ترسم حجم المجموعات الإرهابية وداعميها في النزاع، ولتحدد دورهم الإقليمي فالمُهمّة لا تبدو سهلة هنا، لما تُمثّله المنطقة من ثقلٍ عسكريٍ استراتيجي، ليس فقط للجيش السوري، بل للمجموعات الإرهابية التي تسعى إلى مضايقة مدينة اللاذقية من خاصرتها الشرقية، حيث ترى «النصرة» في مدينة إدلب، عـاصمة إمارتها المزعَمُ إعلانُها منافسةً لـ»إمارة داعش» شرق سورية.

محاولة بسط قوتها للسيطرة على إدلب يرجعه متابعون إلى الرغبة في إنشاء كيان خاص بها هناك، في مسعى منها لإعطاء المجموعات الإرهابية الشرعية وإظهارها تحت عنوان المعارضة المعتدلة، حيث يبرز الدعم التركي الواضح من خلال فتح الحدود وإرسال المقاتلين ودعمهم بالجنود الأتراك إضافة إلى ترحيب ما يسمى بالائتلاف السوري بسيطرة النصرة وتوابعها على إدلب ما يعزز الكلام عن تعويم الجماعة الإرهابية بعد انهيار العديد منها والتي كانت محسوبة على واشنطن وحلفائها على أيدي القوات السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى