الحسنية: انتصارنا حتميّ طالما في هذه الأمة أبطال يستشهدون دفاعاً عن الأرض والكرامة

أحيت مديرية عينطورة التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى شهداء مجزرة عينطورة بقداس في كنيسة السيدة، حضره إلى جانب عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية وعميدة البيئة ميسون قربان، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، ناموس مكتب الرئاسة رندا بعقليني، المندوب السياسي في جبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، وأعضاء المجلس القومي: د. شوقي خيرالله، ناديا حجل، اسطفان قربان، وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

كما حضر عبدو عازار ممثلاً التيار الوطني الحر وفاعليات اجتماعية وأهلية.

وبعد قداس ترأسه الأب يوسف الخوري بمعاونة لفيف من الكهنة توجه المشاركون إلى نصب الشهداء حيث وضعت الأكاليل، وأقيم احتفال خطابي عرّفته خلود فارس، فقدّمت التحية لأرواح الشهداء، ورأت أنّ دماءهم أكدت الهوية الوطنية والقومية الجامعة، حيث لا مكان للتفرقة والتجزئة والبغض والكراهية في بلدتنا.

وألقت كلمة الجيل الجديد روى الحاج التي رأت أنّ إحياء الذكرى هو تأكيد على إرادة مواجهة كلّ أنواع الشرّ والجريمة، خصوصاً المجازر التي ارتكبت بحق رفقائنا والإنسانية في عينطورة وغير مكان. لقد ظنّ المجرمون أنهم سيقضون على أصحاب الفكر القومي الوحدوي، لكنهم فشلوا في كسر إرادة القوميين، وبقيت عينطورة منارة للنضال.

وألقت الزهرة اليان بعقليني كلمة الأشبال فقالت: تغيّرت السنوات، وتغيّرت معها وجوهنا، أسماؤنا، أجيالنا، أساليبنا، وتغيّر الكثير الكثير، باستثناء شيء واحد بقي ولن يتغيّر شاء من شاء وأبى من أبى، هو وفاء الحزب السوري القومي الاجتماعي لشهدائه.

ورأت أنّ شهداء عينطورة هم قدوة للأجيال المتعاقبة، فهم رحلوا ودخلوا التاريخ، لكن القتلة لم يتمكنوا من القضاء على جذوة النهضة المتوقدة في نفوس أبناء عينطورة.

وألقى ميشال عازار كلمة أهالي الشهداء فأكد أنّ ذكرى شهداء مجزرة عينطورة عصية على الموت، ونحن نحييها كلّ عام، لأنّ ما تحمله من معان يكوِّنُ جزءاً من شخصيتنا، وأيّ كلام آخر مهما بدا معتدلاً ومطمئناً يهدف إلى إمكانية وقف إحياء هذه الذكرى، أو عدم ذكر الأشياء بأسمائها، ليس سوى كلام خبيث مجرم بحق العدالة.

أضاف عازار: لقد نبّه القوميون من مخاطر الطائفية، من خيانة يهود الداخل ومن الانعزالية المضطربة، لكن يبدو أنّ بعض الناس معجبون بكونهم قطعاً على لوحة الشطرنج الأجنبية، وإياكم أن تظنوا أنّ ظاهرة الإرهاب المتمثلة بـ«داعش» تختلف كثيراً عن الذين ارتكبوا المجزرة هنا، أو مجزرة حلبا، إنهم من نفس المدرسة الصهيونية، لا بل أكثر من ذلك، يمكن لهؤلاء أن يلقنوا دروساً لـ«داعش» في ما يخصّ التفنّن بأساليب التوحش، ما يختلف هو أنّ وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة آنذاك لتخبر العالم بفظائعهم، وللتذكير فقط: انّ عادة تعليق آذان الضحايا على مناشير الغسيل سابقة لتفنّن «داعش» و«النصرة».

وختم عازار: لا يمكن ولا يجوز ان نغيّر وجوهنا نحو العدو الخارجي، متجاهلين يهود الداخل الذين ينتظرون أيّ فرصة ليطعنونا من الخلف.

وألقى كلمة التيار الوطني الحر عبدو عازار، فتساءل: ما الذي يدفع الى ارتكاب هكذا جريمة في حق القوميين ومعتنقي فكر سعاده، زعيمهم يُعدم وهم يُضطهدون من بعده ويقتلون ويستشهدون؟

وقال: لقد حذر سعاده من ويلات تهدّدنا في وجودنا وتقف حاجزاً منيعاً بيننا وبين النهضة، أيّ التقدم وتطور المجتمع، حذر من التعصب الديني والخطر الصهيوني والاستعمار والتبعية للغرب، وما زلنا وما زالت منطقتنا تعيش تبعات هذه الويلات حتى يومنا هذا.

أضاف: ما زلنا ندفع من لحمنا ودمنا، من أبنائنا وأطفالنا، من رزقنا ومالنا، ثمناً للتعصب، وأكبر دليل مجزرة عينطورة وكلّ مجزرة ترتكب في الشام، في حمص، في حلب، في الموصل، في طرابلس، في غزة، في عرسال، في قانا، في حلبا… والسبحة لا تنتهي.

واشار إلى أنّ مرتكبي هذه الجرائم والمجازر المروّعة هم دمى تحرّكهم أطماع وأحقاد الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية.

كلمة عميد الإذاعة والإعلام

وألقى عميد الإذاعة والإعلام في الحزب وائل الحسنية كلمة أكد فيها أنّ حزب سعاده يحارب الطائفية والإقطاعية والعشائرية، ويعمل من أجل وحدة المجتمع ونهضته، وفي الوقت ذاته هو حزب الشهداء الذين هم طليعة انتصاراتنا الكبرى.

وقال: نحن نحيي الذكرى لا لننكأ الجراح، بل لنكرّم الشهداء الأبطال الذي قضوا في مجزرة وحشية مروّعة، فنحن حزب لا ينسى شهداءه وأبطاله المقاومين.

ولفت الحسنية إلى أنّ الأمة تمرّ بأخطر مرحلة من تاريخها، نتيجة الجهل والتخلف وانعدام الوعي والثقافة الذي نشهده من خلال ارتماء البعض في حضن المذهبية والطائفية، ومن خلال انتشار وباء الإرهاب والتطرف الذي يستهدف تفتيت المجتمع وتقويض الوحدة الاجتماعية وينشر القتل والدمار لمصلحة العدو الصهيوني.

أضاف الحسنية: إنّ كلّ ما يحصل في بلادنا هدفه حماية أمن «إسرائيل» وتصفية المسألة الفلسطينية، بتواطؤ وتآمر من قبل بعض العرب الذين يدعمون الإرهاب في بلادنا وينأون عن فلسطين.

وقال الحسنية: بالأمس اجتمعوا في «شرم الشخ» واتفقوا على إنشاء قوة عربية مشتركة، لذلك، نسأل: ما هي وظيفة هذه القوة العربية، وهل ستكون قوة من أجل تحرير فلسطين؟

وأشار الحسنية إلى أنّ ما يحصل في سورية والعراق من تدمير وقتل وخراب واعتداء على الآثار، وما يتهدّد لبنان من مخاطر إرهابية، هو لتدمير مجتمعنا والقضاء على تاريخنا وهويتنا القومية، وكلّ ذلك مرتبط بمسار تصفية المسألة الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.

وأكد الحسنية على إرادة مواجهة الاحتلال والإرهاب والتطرف، والوقوف إلى جانب الجيش في لبنان وسورية والعراق، هذا الجيش الذي يواجه الإرهاب والتطرف، مشدّداً على ضرورة تسليح الجيش اللبناني وترجمة الهبات له فعلاً لا قولاً، وتسليحه تسليحاً حقيقياً وليس مجرد خردة.

وختم قائلاً: نحن متمسكون بفكرنا وبعقيدتنا، وسنظلّ نعمل من أجل وحدة المجتمع، ونؤكد أنه لطالما في هذه الأمة أبطال يستشهدون دفاعاً عن الأرض والكرامة، فان انتصارنا حتمي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى