مشاورات بشأن حكومة انتقالية في جوبا
اتهمت القوات المتمردة الموالية لنائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار قوات الرئيس سلفاكير ميارديت، باستخدام أسلحة كيماوية محرمة دولياً في ولاية الوحدة، في وقت أعرب مشار وسلفاكير عن استعدادهما للقاء مباشر، بعيد جهود دبلوماسية، قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مدعوماً بوساطة إثيوبية، محورها تشكيل حكومة انتقالية.
وأبدى مشار في تصريحات مقتضبة أول من أمس، موافقته على إجراء مفاوضات مع سلفاكير، كما أعلنت واشنطن. وقال: «تحدث معنا كيري حول حكومة انتقالية في جنوب السودان»، واستطرد: «الحكومة تأتي بعد اتفاق سلام».
وحض وزير الخارجية الأميركي مجدداً رئيس جنوب السودان ومسؤول المتمردين على بدء مفاوضات مباشرة من أجل إنقاذ البلاد من «الهاوية». وتعهد في كلمة ألقاها في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، أنه سيبقى ملتزماً الجهود من أجل إنهاء المعارك، وأفاد: «رأيت كيف يمكن أن تواجه أمة فتية كانت لها رؤية متفائلة للمستقبل تحديات بسبب أحقاد قديمة تحولت إلى أعمال عنف». وأضاف: «عبرت عن قلقي الشديد أمام سلفاكير حول القتل المتعمد للمدنيين من الجانبين من أجل تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن تنقذ هذه الأمة من الهاوية، واتصلت بنائب الرئيس السابق، وطلبت منه الأمر نفسه». وتابع كيري: «إذا لم يتخذ الجانبان خطوات جريئة لوقف العنف، فإنهما يخاطران بجر جنوب السودان إلى مأساة أكبر وحتى المجاعة. سيدمران بالكامل كل ما يدعيان أنهما يحاربان من أجله».
سلفاكير مستعد
وبعد لقائهما في جوبا، قال كيري إن سلفاكير مستعد للقاء مشار بوساطة إثيوبية، فيما كان تحدث هاتفياً الليلة قبل الماضية، مع مشار الذي قال، إنه «منفتح أمام إجراء محادثات لإنهاء النزاع».
وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور حضت القائدين المتخاصمين على «تحديد موعد لقاء بينهما بشكل عاجل»، ملوحة مجدداً بعقوبات دولية ضد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات. وقالت باور إن «ثقافة الإفلات من العقاب يجب أن تتوقف، وعلى سلفاكير ومشار مسؤولية تجاه أنفسهما ومواطنيهما لمنع بلادهما من الغرق».
اتهامات الكيماوي
وبالتوازي، اتهمت القوات المتمردة الموالية لمشار القوات الحكومية باستخدام أسلحة كيماوية محرمة دولياً في هجوم وقع الجمعة الماضي على مقاطعة ميوم في ولاية الوحدة التي يسيطر عليها المتمردون. وصرح القائد الميداني جيمس كونق أن قواته «صدت هجوماً استخدمت فيه أسلحة متقدمة تطلق ذخائر وقنابل كيماوية». وقال كونق، إن «بعض الأفراد أصيبوا إصابات حارقة، وإن فريقاً طبياً يجري الإسعافات اللازمة لهم».
وأوضح أن السلاح المستخدم «غير معروف» لديهم، ونبه إلى «رفض استخدام سلاح قريب من المستخدم أخيراً ضد المتمردين سابقاً، عندما كان قائداً للفرقة الرابعة في الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، قبل انضمامه إلى قوات مشار.