سبيعي: يا سادة يا كِرام… العروبة ورطة! الدبس: يكرّمك حزبنا لأنك قيمة تسْكُنُ حَدَقات الناس
بصوتٍ معتّق بعبق حارات الشام وياسمينها، وبالعبارة التي يستهلّ الحكواتيّ بها حكاياته… «يا سادة يا كرام»، بدأت حكايةٌ من نوعٍ آخر في إحدى قاعات مسرح المدينة. حكايةٌ حملت المستمعين إلى الحضور في رحلة عبر التاريخ، التاريخ الحقيقيّ، غير ذلك المدّون في كتبنا الدراسية، وغير المُستَقى ممّن أرادوه على هذه الشاكلة، التي تجعل الخائن بطلاً، في حين ترسل البطل إلى غياهب النسيان.
«يا سادة يا كرام، بلهجتي الشامية المحكية سأحدّثكم فاعذروني». هكذا بدأ رفيق سبيعي ـ فنّان الشعب ـ حكايته التي أعطاها سريعاً عنوان… سورية!
يا سادة يا كرام… وراح يتذكّر، وفي تذكّره تدوينٌ جديد للتاريخ. تذكّر كيف كان الأهلون يحلمون بالحرّية من نير الاحتلال العثمانيّ مطلع القرن الماضي، وكيف أنّ الغباء لدى بعض المتزّعمين رماهم في أحضان فرنسا وإنكلترا ففوجئوا بـ«سايكس بيكو» و«وعد بلفور». تذكّر كيف ضاعت فلسطين وكيليكيا والاسكندرون، وكيف قُسّمت الأمّة. وتذكّر كيف هلّل بعض شعبنا لثورة آتية من الصحراء، وإذ بقائد الثورة ينصّب ولديه ملكيْن، ويصبح الثلاثة جواسيس للإنكليز.
جميلاً كان أبو صيّاح، في مسرح المدينة كما في كلّ إطلالاته عبر عقودٍ من الزمن. السنون لم تتعبه وإن جعلت جسده نحيلاً، ومحيّاه متجعّداً، لكنه هو هو، بصوته اللطيف القويّ، الذي يسمعه القلب قبل أن تتلقفه الأذن.
«مسا الخير»، هي العبارة الأولى التي قالها فور دخوله القاعة التي غصّت بحشد محبّيه، فالتهب المسرح تصفيقاً استمرّ حتى جلس أبو صيّاح منتصباً في حفلٍ نظّمته عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد اتّخذ منحاه الاعتياديّ، بالأناشيد والتعريف والخطابات، لكن هذه السطور، خُصّصت للكتابة عمّا كان وراء الكلمات، ووراء الخطابات، ووراء المشاهدات. هي سطور عن عَبَراتٍ لم تعرف التوقف بينما كان الحكواتيّ الأصيل معتلياً عرش الحكاية.
يقول سبيعي ـ إنني كلّما أفكّر عميقاً في التاريخ، وفي ما جرى على مدى عقودٍ من الزمن، أتوصّل إلى نتيجةٍ واحدة… إنّ سورية تدفع ثمناً فظيعاً نتيجة ورطة اسمها العروبة.
يا سادة يا كرام ـ يقول سبيعي بلهجته الشامية ـ سورية كانت دايماً تحضن الكل، لجأ إلها من القفقاس سنة 1860 الشركس والداغستانيون، والأرمن سنة 1915 لمّا تعرضوا للمذابح الوحشية على يد الأتراك، واحتضنت العراقيين بعد الغزو الأميركي، واللبنانيين بعد العدوان «الإسرائيلي»، وصوماليين وسودانيين وأفغاناً وباكستانيين، والأخوة الفلسطينيين… وما سمعنا مرّة أنّه نصبنا خيمة واحدة لإقامة لاجئ… خيمة وحدة مو مخيّم! اللي بيوجّعني، إنّه نحنا كنّا نحسّ بوجع الكلّ، بس ما حدا بيحسّ معنا!
يا لذلّ كلّ من توانى عن عون النازحين السوريين، يا لصغرهم أمام سورية والضمير!
يا سادة يا كرام، حكى رفيق سبيعي الكثير الكثير، وعلق في جوانيّتنا الكثير الكثير، نتذكره كلّما وخزنا الضمير، وكلّما عنّت على بالنا… حكاية
أحمد طيّ
نظّمت عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لقاءً ثقافياً مع الفنان القدير رفيق سبيعي أبو صيّاح في مسرح المدينة بيروت، حضره
رئيس المجلس الأعلى محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا،وأعضاء القيادة :نزيه روحانا،وائل الحسنية، ميشال نخلة ، النائب مروان فارس، صبحي ياغي،لور خليل، سامي بو فواز ،ميسون قربان،فارس سعد، عاطف بزي ،رئيس الحزب الأسبق مسعد حجل، كريمة مؤسس الحزب أليسار أنطون سعاده، و نَجْل المكرّم المخرج والممثل سيف الدين سبيعي،الفنانان بيار جاماجيان وأحمد الزين وعدد من الفنّانين السوريين واللبنانيين، ومن ممثلي الأحزاب والهيئات الثقافية، والقوميين والمهتمين.
استهلّ اللقاء بعرض فيلم قصير موثق عن مسيرة الفنان سبيعي، ثمّ ألقت ناموس عمدة الثقافة والفنون الجميلة مينار الناطور كلمةً أكدت فيها أن «المجتمع معرفة والمعرفة قوّة»، وأنّ الأمم تقاس بتاريخها الثقافي والحضاري، ولذلك نرى كيف تقوم القوى الإرهابية الظلامية المتطرّفة والرجعية المتخلفة، بتشويه حقيقتنا وثقافتنا وحياتنا، عبر قتل الإنسان وهدم الصروح وتدميرها، ومحو التراث الحضاري ، وفرض قواعدَ لا تمتّ للإنسانية الحقّة بِصلة، تنفيذاً للمؤامرة الصهيونية على أمتنا.
بعد ذلك، ألقى رئيس الدائرة الفنية في عمدة الثقافة والفنون الجميلة الشاعر عماد زهر كلمة أشار فيها إلى إطلاق مجموعة من الأنشطة الثقافية، وكانت له قصيدة .
كلمة مركز الحزب
وألقى كلمة الحزب المركزية عضو القيادة الدكتور ربيع الدبس، الذي قال: «الفن أسمى من الحياة». قالها فلوبير بكثافة وصَدَق. أما نحن فنقول: مخطئ من يظنّ أنّ الثقافة منفصلة عن الحضارة، أو السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو الأمن أو تفاصيل الحياة. وما الفن الذي يُفْرع من الجذع الثقافي سوى ربيع مشذّى بموشور الجمال: رسماً، ونحتاً، وغناء، وتأليفاً موسيقياً، ومسرحاً تمثيلياً، وواحاتٍ من الضوء الذي لا ينطفئ.
رفيق سبيعي شراع من تلك الأشرعة التي أبحرت نحو آفاق أبعد من نوعٍ فنّي واحد، ومن تصفيق يتلاشى كالزبد. والأحرى بنا أن نسميه «أبا صدّاح»، لأنه لم يكُ صيّاحاً بمقدار ما غنّى و أطرب، من إحدى باكوراته الشهيرة: «يا ولد لِفّلّك شال، إلى صلاة الزين، إلى يا إبني الله يخليك، هاي هيّي الشام، أنا سوري، وباقات أُخَر».
هذا الفنان المخضرم لم يشبع من التجذّر في الأرض، ولا تعب من التصدّي للإرهاب الظلاميّ فكراً وصوتاً وكلمةً ومواقف، وهو منذ مولده في حيّ البزورية في دمشق، إلى مشاركته في المسرح القوميّ في الشام، وزّع نشاطه ما بين الإذاعة والسينما والمسرح والتلفزيون، فقدّم برنامجاً إذاعياً أسبوعياً بعنوان «حكواتي الفن»، كما شارك في مسلسلات: حمّام الهنا، ومقالب غوار، ووادي المسك. ومن مسرحياته: حبْسُ الأحلام، الإخوة كرمازوف مع الإشارة إلى أهمية المغزى وراء هذه الرواية الروسية العميقة ، وقد مثّل حوالي أربعين عملاً فنيّاً بدءاً من «مسحّر رمضان»، مروراً بالمؤسسة الرحبانية التي شهدت مشاركته في بعض أعمالها كـ«سفر برلك» و«بنت الحارس»، وهو الآن عاكِف على تصوير دوره في مسلسل «حرائر».
لقد لعب الأستاذ رفيق الإنسان المنتمي، بل دور الفنّان المنارة، كما كان الزعيم أنطون سعاده يشدّد على الأدباء والفنّانين أن يفعلوا. ففي كهوف هذا العالم المظلمة، لا بدّ للإنسان الحضاريّ من أن يتوجّه نحو النور، فيقتدي به الشعب في الوعي والصراع والمقاومة والثقة والعمل الهادف إلى الانتصار. إنّ مثقفاً واحداً ذا ضمير لا يمكنه التنكّر لدور النهضة القومية الاجتماعية الرياديّ في الإيقاظ والاستشراف والإبداع والحداثة الثقافية، شعراً ونثراً وفنّاً ومسارح. لذلك، تأثّر أبو عامر بذلك التيار الحداثيّ الذي أطلقته نظرة الحزب الجديدة إلى الحياة والكون والفنّ، وهي نظرة فلسفية عمّدتِ التجددَ بالأصالة. أليستِ الحداثةُ برعَمَةً جديدة من الجذور؟ أليست في جوهرها موقفاً ؟ نعني به الموقف العقلاني المتقدّم، خصوصاً من الترّهات والخرافات والنمطيات الجامدة؟ نحن مدعوّون أحياناً إلى أن نمزّق أفكارنا حتى لا تتكرّر، عندها فقط تسوء علاقتنا بالببغاوات وتتوثق بالعنادل.
من هنا مثلاً، لم تستسغ مدرستنا النقدية شعر أحمد شوقي ولم تعترف به أميراً، على رغم المبايعة. لا لأنه كان شاعر البلاط السلطانيّ فقط،ولا لكونه تقليدياً مغُرقاً في استنساخٍ رتيب للنموذج العباسيّ فحسْب ، بل لأنه لم يُصِبْ من تقنية المسرح شأواً، وضاق لديه مجال التجلّي الداخلي لضآلة ثقافته السيكولوجية والفلسفية. وبديلَ أن تنمو الحياة في مسرحه نموّاً ذاتياً طبيعياً، نراه يستقي وقائعه من مرويّات التاريخ غير المدقَّق، يأخذها أخذاً قريباً جاهزاً عن أخبار كليوباترا وقمبيز وعنترة، أو كما دوّنها الرواة عن المجنون في «الأغاني». والأصل في هذا الفنّ أن التاريخ لا يعدو كونه إطاراً ومعطياتٍ عَلِقَتْ في ذهن الجمهور، وأنّ المسرح هو إعادة بناء الحياة من قلب الحياة. أي أنّ المعطى التاريخي ليس لمجرد القصّ والسرد، بل ليخفق بالامتداد الحيّ الكونيّ لمبنى المسرحية المُحْكَم، وهذا هو البعد المعرفيّ لقول سعيد عقل: «أجملُ التاريخ كان غدا».
لذلك، كانت الثقافة العضوية قوة مبتكِرة ، مخترِعة ،لا تراكمَ محفوظات. من هنا، نصح المفكرُ الفرنسي جول رينار الكاتبَ بالقول: «ضع قمراً صغيراً في ما تكتب». وتعبيره لطيف لفظاً عميق معنىً. أما الشاعر الكبير علي أحمد سعيد أدونيس فكان أقسى، فسأل، وهو المولود ثقافياً في كنف النهضة، ثم أجاب نفسه: «متى نَقدِر أن نقول عن فكر أو أدب أو فنّ إنّه يطيل أمد التخلّف؟… عندما يكون خارج المغامرات الكبرى، متصالحاً، ولا يطرح أي سؤال خلّاق على أي شيء».
فيا ابن العَقْد التاسع من العمر المعتّق، أيها النبت الصالح النامي بالعناية، لئن كرّمك حزبُنا في دمشق خلال العام الماضي، فهو يكرّمك اليوم في بيروت تقديراً لقيمتك الفنية المستمرة في إعلاء شأن الأمّة والوطن، وتثميناً لمواقفك الصلبة من العدوان السامّ على القلب القوميّ النابض، وتأكيداً على الكأس المشتركة التي نشربها من الكرمة الواحدة. فباسم الحزب السوري القومي الاجتماعي قيادةً وأعضاء، نحيّي في عينيك قاسيونَها الحاني، وفي جبهتك حرمونَها العالي، ونقول لك: الذين يعمّرون في التربة المباركة لا يتقاعدون، إنهم في حدقات الناس.
كلمة سبيعي
وألقى الفنان والممثل القدير رفيق سبيعي كلمة أشار في مستهلّها إلى تساؤل في الوسط الاجتماعي والفنّي في الشام، عن السبب الذي دفعه إلى الانتماء للحزب السوري القومي الاجتماعي مؤخّراً، وأنّ البعض من هذا الوسط اعتبروا هذا الانتماء انقلاباً، لذلك أوضح بأنّ قراره بالانتماء، لأن هذا الحزب يريد الحياة لسورية.
وتحدّث سبيعي عن «سايكس ـ بيكو» التي جزّأت سورية الطبيعية، وعن «وعد بلفور» الذي أضاع فلسطين، وعن احتلال كيليكيا ولواء اسكندرون، وعن بعض قبل قرن من الزمن، وكانوا جواسيس للإنكليز ينفّذون أوامر أسيادهم.
واعتبر سبيعي أنّ سورية تتعرّض للوحشية والغدر من قبل الذين قدّمت لهم الكثير، وهي تدفع ثمناً فظيعاً نتيجة تبنّيها فكرة العروبة. مضيفاً: «سورية كانت دائماً تحمل هموم العرب جميعاً وتشاركهم الوجع وتقف معهم، والمستغرب أنّ معظم العرب يشاركون في المخطط التآمري الذي يضاعف من أوجاع سورية».
وأضاف: «سورية التي خاضت حرب تشرين ضدّ إسرائيل، بقيت وحدها في الميدان، بعدما ذهب السادات إلى الكيان الصهيوني ووقع اتفاقية كامب ديفيد وأخرج مصر من الصراع المصيري مع العدو الصهيوني». مشيراً إلى أن الضغط والحصار على سورية ومحاولات زرع الفتن والخراب فيها، كل ذلك بدأ منذ ذلك الوقت، وقد فشلوا في ذلك، إلى أن جاءت المصيبة المسمّاة «الربيع العربي»، إذ نجح أعداؤنا بالدخول علينا بطريقة خبيثة وماكرة… زرعوا فتنة سبّبت دماراً كبيراً لسورية التي تدفع منذ أربع سنوات ثمن قرن كامل من الصمود والمواجهة والمقاومة والتمسّك بالحقوق والمبادئ.
وقال: «شكّلت سورية على الدوام ملاذاً آمناً للجميع، فلجأ إليها من القفقاس الشركس والداغستانيون والأبخاز بعدما تعرّضوا للاضطهاد، وكذلك الأرمن عام 1915 بعدما تعرّضوا للمذابح الوحشية من قبل الأتراك، واحتضنت العراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق، واللبنانيين بعد العدوان الإسرائيلي، وصوماليين وسودانيين وأفغاناً وباكستانيين وآخرين… مضيفاً: ولم نسمع يوماً أن خيمة واحدة نصبت في سورية لإقامة لاجئ، خيمة لا مخيماً، لكن حينما تعرضت سورية مؤخراً للحرب والعدوان، واضطر آلاف السوريين لمغادرة سورية من جرّاء الإرهاب، أصبحنا نسمع قصصاً عن إذلال السوريين، عن عائلات لا تجد طعاماً… وعن أشخاص يموتون من الصقيع والبرد، وعن نساء يُغتصبْنَ وتُهتك أعراضهن… وبنات بعمر الورد يُبَعن في سوق النخاسة لسماسرة خليجيين تحت اسم زواج السترة … وصرنا نسمع عن لاجئين يبيعون أعضاءهم ليعيشوا.. وعن آخرين يُقتلون وتُسرَق أعضاؤهم…
وأكد سبيعي أنّ سورية بلد الحضارة والثقافة والفن والإنسانية والمحبة، وهي بلد التنوّع والتعدّد، حيث العديد من الشرائح الاجتماعية والأطياف تتّحد على المحبة والأخاء القومي.
وحمّل سبيعي مسؤولية حفلة الدم في سورية لدول غربية وعربية، مؤكداً أن قناعته صارت راسخة بأننا سوريون أولاً، وثانياً وثالثاً وعاشراً. وكلمة سوري قادرة وحدها أن تجمع كلّ السوريين.
وقال: «أتمنى في ما تبقى لي من الحياة، أن أخدم سورية وأخدم قضية هذا الحزب، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يناضل منذ عقود من أجل أن تحيا سورية».
وفي سياق كلمته، روى سبيعي أنه في عام 1947 أو 1948، شاهد تجمّعاً ضخماً للناس أمام سينما السفراء في دمشق، وحين سأل عن سبب هذا الحشد، علم أنّ الزعيم أنطون سعاده يلقي خطاباً، وأنه حين دخل القاعة، رأى الناس مسحورين ومبهورين بسعاده… وما يتذكره حتى اليوم شخصية سعاده القوية، وثقته العالية بالنفس، وشموخه وهيبته وقدرته على شدّ اهتمام الناس بشكل استثنائيّ.
وأضاف: «إنها لحظات لا تُنسى، وإنني اليوم أقول أن بلادنا أضاعت فرصة ذهبية لأنها لم تأخذ بأفكار الزعيم سعاده ومبادئه».
وبنبرة صوت عبّرت عن وجعه حيال ما تتعرّض له بلادنا قال سبيعي: «أعدكم بأن أقوم بكلّ ما يُطلب من أجل سورية وقضيتها، وإنني أوصي الأجيال الشابة: أبقوا عيونكم على سورية، وافعلوا أيّ أمرٍ من أجل إنقاذ سورية، ولا تتهاونوا أبداً في الدفاع عن سورية. إننّي استودعكم سورية… ولتحيَ سورية».
وفي الختام، قدّم أعضاء القيادة لسبيعي درعاً تقديرية من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتلقّى التهاني من جموع الحاضرين.
تصوير: أكرم عبد الخالق