غزوة أحُد… عفواً غزوة سلمان… كان هذا خطأ مطبعيّ

ستنفجر الأزمة… عفواً: ستنفرج الأزمة، وكان ذلك خطأ مطبعياً! والأزمة يمكن أن تكون سياسية أو اقتصادية أو ميدانية أو غيرها! لكن هل يمكن تدارك الأخطاء المطبعية؟

نادراً ما تقرأ مجلة أو جريدة، أو تتصفح موقعاً إلكترونياً، إلا وتقع عيناك على بعض الأخطاء التي يمكن أن يكون بعضها قاتلاً. مع ذلك، تقع هذه الأخطاء ولا رادّ لها. وتكون كالقدر أحياناً.

لذلك نكرّر السؤال: هل يمكن تدارك الأخطاء المطبعية؟!

لكن، وقبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نشير إلى بعض هذه الأخطاء:

ـ كُتب إعلان يقول: «في أوسع الصحف انتشاراً»، نشرت إحدى الصحف الخبر على الشكل التالي: «في أوسخ الصحف انتشاراً!!!».

ـ وبدلاً من: «أن يستقبل الملك في قصره العامر»، ورد الخبر: «في قصره العاهر!!!».

ـ وفي صحيفة سعودية انقلبت: «الأخطاء الشائعة» إلى «أخطاء الشيوعية!!!».

ـ و«استقبلت الكلّية حرم السيد الوزير»، صارت: «واستقبلت الكلبة!!!».

ـ وبدلاً من «الحرب هي خريطة الطرق الاستراتيجية في الأمن القومي العربي.

عاصفة الحزن عفواً!!! عاصفة سلمان عفواااً!!! عاصفة الحزم حربٌ عادلة ومشروعة سياسياً وأخلاقياً وقانونياً، ولها أهميتها القصوى استراتيجياً، قالها كاتب سعوديّ ويطالب بمواصلة العاصفة التي أصبحت بمثابة خريطة طريق استراتيجية للنهوض بالعالم العربي من هزائمه. لكن، ليشرح صدره الكاتب ويغفر ذنبه، أيّ دولة تتكلم بالاستراتيجية الجيوسياسية، وإلى الآن لا خطة عسكرية ولا هم يحزنون…

ويتابع الكاتب السعودي انه «على السعودية والخليجيين مواصلة عاصفة الحزم، فهي التي ستُغيّر مجريات الأحداث ومعها صناعة السياسة والتاريخ…».

لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه أيضاً: أين الأخطاء الميدانية، وأين موقعهم الميداني؟!

بالتأكيد، ثمة أخطاء عدّة. لكن لعدم طرافتها، لا تلفت انتباه من يجمع تلك الأخطاء. مع أن بعضها يمكن أن يغيّر المعنى.

مثل: «عاصفة الحزم»، التي يمكن أن تكتب خطأ «عاصفة الحزن أو عاصفة سلمان».

و«الحوثي»، يصير… «الأمير».

و«تردّي الوضع اليمني» تصير «تردّي الوضع اليساري»… ونحن نعلم ما يوجد في يسار اليمين.

وبدلاً من «الحرب هي خريطة الطرق الاستراتيجية في الأمن القومي العربي»، ورد «خربطة الطرق الاستراتيجية».

أما الخطأ الميداني الفادح في البلاغات العسكرية غير الأخطاء المطبعية، ويصير الموضوع جدّياً، كقولهم بقصف مستودع سلاح وذخيرة. ولذلك بقيت النار تشتعل فيه يومان. وإذ هو مجمّع تعبئة الغاز، و«تدمير شاحنات ودبابات» وإذ الصور في حرب العراق والكويت، ويقول الناطق العسكري «الاجواء اليمنية صارت تحت السيطرة بصورة تامة!!!».

إذا القصد هو في اليوم السابع صارت تحت السيطرة، فمن اليوم الاول لا طيران يمنياً مقابل الطيران السعودي!

إذن، نرجع لنسأل: ما القصد؟

القصد أنّ الطيران السعودي تمكن في اليوم السابع من السيطرة على البرّ من الجوّ، صار يتحكّم بالعمليات البرّية.

ما الدليل الجديد غير مجمّع تعبئة الغاز ومعمل الألبان مثلاً؟

الدليل أنّ الحوثيين دخلوا باب المندب وعدن في ظل هذه السيطرة. فهل هذا خطأ ميدانيّ، أم خطأ صوتيّ لأنه على الهواء مباشرة؟

كيف يدخلون باب المندب وعدن والطيران يسيطر على الأجواء؟

ماذا كان يفعل الطيران في الأجواء؟

تقول «القناة الإسرائيلية السابعة» إن طيّاري «إسرائيل» شاركوا في الغارات على اليمن. إذن، لا يعقل أن يكون الخطأ من طيار سعودي؟

لا بدّ أنها «مؤامرة إسرائيلية» لتسهيل سيطرة الحوثيين على عدن وباب المندب، ولذلك دخلوا الحرب مع السعودية.

لا بدّ أن الحوثيين اتفقوا مع «الإسرائيليين» ليقصفوهم حتى تكون المؤامرة.

هكذا تتّضح الاخطاء المطبعية والميدانية والصوتية، ويصير المواطن هو الخطأ، لأن الكلام موجّه إلى أهالي المريخ حتى يجد من يصدّقه.

إننا نقرأ بِالعين أحياناً. وبمجرد أن نفهم المعنى لا ندقق على بعض الأحرف أو النقاط، وأكثر من يخطئ هو كاتب المقال نفسه، إذا كان هو من أعاد تصحيحه لأنه يدرك مسبقاً ما كتبه، لذلك لا يمكن إلا أن يتجاوز ـ من دون قصد ـ بعض الكلمات والحروف.

في كل الأحوال: لا مبرّر لوجود أخطاء مطبعية لا في صحيفة، ولا في موقع إلكتروني. ومع ذلك تقع. وكلّنا خطّاؤون، ونختم بسؤال: هل وقعت أخطاء مطبعية في هذه المادة أو غيرها؟

ربما، ونعتذر سلفاً.

عبد الستّار حسين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى