قالت له
قالت له: بعينين مغلقتين، رحلت معك إلى بيت رخيص، سرير بسيط، لحافنا صدق الكلمات. بعينين مفعمتين بالحياة مشينا الطريق، تعباً، أملاً ومصاعب كانت ذكرياتنا المضحكات. وعدت يوماً بعينيّ غادر تبحثان إ عن جسد، فقط عن جسد. قاسية كلماتك التي خرجت سكاكين عطشى للدماء محملة بقدر من المحبة والرقة قتراف أبشع الخيانات. آه… أملك سوى لحظة أخيرة أستلحق فيها ذكريات تتسرّب كماء من ا صابع. شيء فيّ ا ن سوى جرح بليغ وآثار فراق. قال لها: حبيبتي افهميني. يحدث للإنسان أن يتعثر في الطريق. قلبي يشعر بضيق عميق. أنت لي ا ولى وا خيرة، وأريد أن نمضي معاً إلى أبعد، أن نتقدم كجدول يجري إلى ا بد. امنعي عنّي الهواء والخبز إذا أردت لكن تتركيني. فأنت وحدك رفيقة دربي.
قالت له: بقاء؟ عودة؟ لَكَم أودّ لو أستطيع. عندما تحطّمت أمامك تدفّق بحر من ظلام فأغرق حياتي الواهمة معك. ا ن أنا شجرة وحيدة بلا ظل أو أوراق ألملم أجزائي جزءاً جزءاً عن الطريق. بدّ أن أتمسك بالنسيان ليرشدني إلى الحياة. بقاء… عودة… مستحيل، فا نهار أبداً تعود إلى الينابيع.
رانيا الصوص