«أنصار الله» يتحدثون عن مقترحات للحوار

استمرت الغارات السعودية على اليمن مستهدفة مناطق سكنية ومرافق مدنية بالتزامن مع دخول الجيش اليمني إلى وسط عدن ونفيه إنزال عشرات الجنود من جنسيات غير معروفة في ميناء المدينة، أعقبه اعتراف الرياض بمقتل عنصر وإصابة آخرين من جنودها على الحدود مع اليمن، وبالتزامن سيطر تنظيم «القاعدة» في شكل شبه تام على محافظة حضرموت.

وفي حين نفى الجيش اليمنيّ ما تناقلته وسائل الإعلام عن إنزال عشرات الجنود من جنسيات غير معروفة في ميناء عدن، دخل إلى وسط المدينة. وفي موازاة ذلك، أعلنت الداخلية السعودية مقتل عنصر وإصابة عشرة من حرس الحدود السعوديّ على الحدود مع اليمن.

وفي تطور ميداني، بدأت فرق من الجيش السعودي بتفكيك أجزاء من السياج الحديدي على شكل منافذ أو بوابات عبور على امتداد الحدود مع اليمن، وتحديداً من جهة المزرق باتجاه الملاحيظ وصولاً إلى حرض وهي مناطق تطل على صعدة وحجة.

وكانت الغارات قد استمرت على اليمن واستهدفت شبكة الاتصالات في جبل العر بمديرية منبه ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المنطقة، كما استهدفت شمال وشرق مخيم المزرق فيما استهدفت غارة أخرى منطقة الخاور بجانب مخيم النازحين كما استهدفت الطائرات المغيرة مخازن الغذاء والتموين للمؤسسة الاقتصادية اليمنية.

وعلى رغم القصف نجح الجيش اليمني في الدخول إلى وسط مدينة عدن كذلك دخل إلى معسكر بدر وحي السعادة، وتحدثت وكالات عن مقتل 44 شخصاً بينهم 18 مدنياً في معارك بمدينة عدن. في حين تحدث مصدر أمني عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة 8 جراء الغارات والقصف السعودي على مناطق باقم ورازح ومنبه في صعدة.

مقترحات للحور

وفي سياق متصل، أكدت الخارجية الروسية أن لصوصاً نهبوا القنصلية الروسية في عدن، موضحة «أن موسكو لا تتعاطى مع محاولات تلبيس الحوثيين تهمة الاعتداء». وقالت الوزارة إن «الخبراء يؤكدون أن القنصلية الروسية في عدن تضررت نتيجة القصف الجوي».

وأفاد مصدر بأن طائرتين روسيتين هبطتا الخميس في مطار صنعاء لإجلاء رعايا روس وأجانب، في حين ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الأسطول الروسي أجلى من عدن رعايا كل من روسيا وأوزبكستان وأوكرانيا وبيلاروسيا والأردن ومصر وليبيا.

من جهته، أكد المتحدث باسم حركة «أنصار الله» محمد عبد السلام إن الجيش يسيطر على قصر المعاشيق الرئاسي في عدن، وأنه لم يزل إلاّ بعض الجيوب التي لم يصلها الجيش.

وقال: «إن من سيدخل اليمن كعدو سيدخل في مستنقع لن يخرج منه إلاّ مهزوماً، فاليمنيون يعملون ليلاً ونهاراً للدفاع عن بلدهم وكل الخيارات مفتوحة أمام اليمنيين».

وإذّ أكدّ أن الصراع سياسي وليس طائفياً أو بين إيران والسعودية ولا يوجد إيران في اليمن، أشار إلى أن هناك تحركاً روسياً، مثمّناً دور موسكو السياسي والداعي للحلّ عبر الحوار.

واعتبر عبد السلام أن عملية نهب القنصلية الروسية في عدن «هي للرد على الموقف الروسي الرافض للحرب». وشكر القيادي اليمني باكستان على موقفها «الرافض للمشاركة بالحرب ضد اليمنيين».

وقال إنه لم «تتبلور حتى الساعة رؤية للحلول المقترحة ونحن ندرك أن الحوار هو الحل»، لكنه أكدّ أن «هناك اقتراحات كثيرة لإجراء حوار في دولة أخرى بعيدة عن الضغوط ونحن على تواصل مع المبعوث الأممي جمال بن عمر».

«القاعدة» يتمدد

على صعيد آخر، سيطر مسلحو تنظيم «القاعدة» في شكل كامل على محافظة حضرموت ودخلوا القصر الجمهوري في المكلا ونهبوا محتوياته، وأن عمليات نهب واسعة طاولت البنوك والمقار الحكومية ومجمع المحاكم والنيابات في المدينة.

وأفيد عن احتراق إذاعة المكلا بعد حرق مبنى السلطة المحلية وإدارة أمن محافظة حضرموت. وقال مصدر إنّ 60 في المئة من عناصر «القاعدة» الذين هاجموا مدينة المكلا هم من خارج حضرموت ومن جنسيات أجنبية.

واستغل تنظيم «القاعدة» الفوضى الأمنية ليجدد هجماته ويطلق 300 سجين من سجن المكلا منهم قائد في التنظيم وهاجمت مقار حكومية وعسكرية. وتم تهريب أحد أخطر العناصر الإرهابية ويدعى خالد باطرفي. ومن الجدير بالذكر أنّ عملية اقتحام السجن سبقها قصف جوي نفّذ من طائرات قطرية.

وتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب يحظى باهتمام دولي. عملياته لا تعرف حدوداً جغرافيّة، هو تبنى عدداً من الهجمات داخل اليمن وخارجه آخرها أحداث «شارلي ايبدو» في فرنسا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى