ترحيب لبناني بالإتفاق النووي الايراني: قلق نتنياهو من انعكاساته يكشف صوابية ا تفاق
أنجز الاتفاق النووي الايراني بعد سنوات من المواجهة مع الدول الغربية، في ظل حصار سياسي واقتصادي خانق امتد لأكثر من ثلاثة عقود، تعرض خلاله الشعب الإيراني لضغوط قاسية ومستمرة في محاولة لإعادته إلى عصر الهيمنة الأميركية الغربية». وهنأت القوى السياسية إيران على هذا الإنجاز واعتبرت «أن مجرد التوصل لهذا الإتفاق المبدئي إنما هو انتصار للدبلوماسية الإيرانية والدبلوماسية العالمية على السواء». ولفتت إلى «أن انزعاج العدو ا سرائيلي وقلق بنيامين نتنياهو من كل انعكاساته يكشف عن صوابية ا تفاق».
وفي السياق، قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك «انتصرت الجمهورية ا سلامية بقيمها ا نسانية، وكان لفتوى الامام الخامنئي الحضور القوي في هذا المجال»، معتبراً «أن انزعاج العدو «ا سرائيلي» وقلق نتنياهو من كل انعكاساته يكشف عن صوابية ا تفاق، الذي هو انتصار للإسلام المحمدي ا صيل وكل مستضعفي العالم».ورأى يزبك خلال إلقائه خطبة الجمعة بمدينة بعلبك، «أن العدوان السعودي – الأميركي على اليمن، لم يراع فيه منطق العروبة والقومية والاسلام ومصالح الشعوب، وإنما هو نزوة الطغاة لتستمر بتحكمها في رقاب الشعوب»، مديناً «ما يجري من قتل ودمار لكل البنى التحتية في سكرة من المنظمات الدولية»، ومؤكداً «أن الشعب اليمني يقترب كل يوم من النصر رغم كل ما يجري، فإرادة الشعوب تقهر والغزاة موطئ قدم لهم في اليمن». وأكد يزبك «أن الكل يقف خلف الجيش اللبناني داعماً ومباركاً تصديه للإرهابيين التكفيريين، وقطع طريق المتسللين من جرود عرسال، دفاعاً عن كل مواطن في عرسال وغيرها، وعن كل ذرة تراب من ارض الوطن»، مطالباً الدولة «بتأمين كل ما يلزم تحصيناً للأمن وا ستقرار وحماية الوطن من كل إرهابي متآمر وصهيوني مهدد ومستفز بخروقاته، وهو ما زال مدنساً لقطعة غالية من ارضنا في كفرشوبا ومزارع شبعا».
وتمنى «أن يجري انتخاب رئيس للجمهورية لتتم الفرحة مع حلول الأعياد»، معتبراً أنه «اذا عزم اللبنانيون على تفعيل مؤسساتهم ووضع حد للفساد والتباعد بالحوار والتفاهم فإنهم قادرون، وعلينا كلبنانيين ان نبعد النيران عن وطننا بتحمل مسؤولياتنا بوحدتنا الوطنية، وما يتطلب ذلك من تبادل الثقة وا حترام والتكامل».
واعتبر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان «أن مجرد التوصل لهذا الإتفاق المبدئي إنما هو انتصار للدبلوماسية الإيرانية والدبلوماسية العالمية على السواء، والذي إنما يدل على أن الحوار هو مدخل الحلول الحقيقية تحت سقف الاستقرار والاعتراف بالآخر والحق بالاستعمال السلمي للطاقة النووية».
وشدد ارسلان على «أن نشوة هذا الانتصار لا تكتمل إلا بإخضاع الكيان «الإسرائيلي» لاتفاق مماثل، وهو الذي يتفلت من أية رقابة على حيازة الأسلحة النووية مهدداً بذلك الأمن الإقليمي والأمن العالمي وخارقاً التوازنات التي من شأنها أن تضفي طمأنينة على شعوب المشرق العربي».
ورأى لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية «أن هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة نضال طويل خاضه الشعب الإيراني في ظل قيادة واعية وحكيمة وشجاعة، لم تتنازل عن حقوق شعبها في مواجهة كل القوى الاستعمارية، المدعومة دولياً من خلال مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الخاضعة للهيمنة الأميركية».
وشدد اللقاء على «أن انتزاع إيران لاعتراف العالم بحقها النووي يؤكد أن التطور العلمي والتكنولوجي ليس حكراً على الدول الغنية، بل هو في متناول جميع الشعوب إذا ما قررت أن تعتمد على نفسها وتتخلص من التبعية، وأن الإرادة الحرة هي التي تصنع تاريخ الأمم من خلال الاستقلال الفعلي والحقيقي عن القوى المستكبرة، كما أن اكتساب الاحترام بين الدول لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام إرادة الشعوب والدفاع عن سيادتها وحريتها ومصالحها، ولا سيما أن الواقع يؤكد أن تمسك إيران بثوابتها السياسية والمبدئية لجهة مناصرة ودعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في مواجهة العدوان «الإسرائيلي» المستمر على شعوب أمتنا، لم يمنعها من تحقيق التقدم في مختلف المجالات، على رغم الأثمان الباهظة التي دفعتها بسبب مواقفها التحررية، بل إنها بقيت ثابتة في دعوتها إلى التفاهم والحوار مع محيطها العربي لخدمة قضاياه العادلة والمحقة «.
ودعا الدول العربية إلى «العمل لمصلحة شعوبها والاقتداء بالجمهورية الإسلامية الإيرانية في التنمية والتطور العلمي والإكتفاء الذاتي، بدلاً من إهدار الأموال الطائلة على مشاريع لا تخدم إلا القوى الأجنبية وتجلب لشعوبنا المآسي والويلات على كافة الصعد»، داعياً إياها إلى «المبادرة فوراً للتعاون مع إيران والاستفادة من قدراتها وإمكاناتها لما في ذلك من مصلحة عربية وإسلامية، تعيد لهذه الأمة احترامها وتقديرها، بعد الإخفاقات الكبيرة التي منيت بها بسبب بعض السياسات الخاطئة».
وهنأ رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني إيران على «الحوار الجدي والنفس الطويل في مفاوضاتها النووية، التي تجري في لوزان»، لافتاً الى «أن ما يجري يدل على الموقف المقاوم من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية، اذ إن المحادثات صعبة جدا ومعقدة جدا بهدف التوصل الى تفاهم سياسي من دون تقديم تنازلات حول الأبحاث والتطوير التي تتيح لايران تطوير أجهزة طرد عالية الأداء».
وتمنى البعريني من مصر كدولة عربية كبيرة ومن الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصياً وضع اليد على الملف السعودي اليمني، والسعي الى تقريب وجهات النظر، وإيقاف الصراع الدموي الذي لا يولد سوى الدمار وخراب المؤسسات وهدر ثروات وقدرات البلاد العربية، وهذا ما يخدم العدو الصهيوني بالدرجة الأولى، ويحقق أطماعه في المنطقة». وشدد على ضرورة تعزيز جو الحوار القائم في البلد بين حزب الله وتيار المستقبل إذ إن مجرد التئام الحوار يعد عنصراً ايجابياً بحد ذاته.
و دعا الأمين العام للتيار الاسعدي معن الأسعد «إلى عدم التفاؤل وتوقع الايجابيات من الاتفاق النووي الإيراني – الأميركي قبل الإعلان عن بنوده بالتفصيل والمباشرة في التنفيذ، ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل»، مشيراً إلى «أهميته الكامنة في توقيعه، عله يقارب القضايا الخلافية والأزمات الكثيرة المستعصية على مستوى العالم».
ورأى في تصريح: «أن هناك متضررين من هذا الاتفاق الذي تم بعد مخاض سياسي عسير لإفشاله قبل الشروع بالتطبيق»، مطالباً الولايات المتحدة بما لها من سيطرة وتحكم على دول وجهات فاعلة ومؤثرة على مستوى المنطقة بـ «أن تكبح جماحهم وتضع حدا لجنونهم».وأمل الاسعد في «أن يساهم هذا الاتفاق في إحداث ثغرة أو بصيص أمل للازمات المتفجرة في سورية والعراق واليمن»، لافتاً إلى «أن الإعلان عن توقيع الاتفاق لا يعني تنفيذه، أقله في المدى القريب»، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة «شد حبال بين المتفقين والرافضين».
ونوه رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، لدى استقباله وفوداً شعبية أمت دارته في المنية، بالاتفاق الايراني الاميركي». وهنأ «القيادة الايرانية وعلى رأسها السيد علي الخامنئي والشعب الايراني على الإتفاق النووي الذي ما كان ليكون لولا الصمود الإيراني، والذي جاء ثمرة لمواقف إيران وتضحياتها على مدى عشرات السنين». وأضاف: «نحن على ثقة بأن هذا الاتفاق سيعود بالفائدة والمزيد من الازدهار للشعب الايراني، وبالتالي على المقاومين في الامة».
من جهة أخرى، طالب الخير «أمراء آل سعود بوقف العدوان والمجازر المستمرة منذ ثمانية أيام بحق الشعب اليمني المظلوم وعدم التدخل في الشؤون الوطنية الداخلية لليمن».