الخبر الثقافي
يحلّ كتّاب عرب ضيوفاً على الدورة 28 للمعرض الدولي للكتاب والصحافة في جنيف، ويحضر أكثر من 800 مشارك بين أديب ومترجم وفيلسوف من سويسرا ومختلف بلدان العالم. ومن الكتّاب العرب الذين يحضرون معرض جنيف هذا الروائيان الجزائريان واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي اللذان تجمعهما محاضرة حول «الكتاب العرب في مواجهة تحديات الراهن»، فضلاً عن محاضرة «حرية الكتابة في البلدان العربية في ظل المعوقات المختلفة» التي يشارك فيها أيضاً الروائي المصري جمال الغيطاني. ويشارك الأعرج ومستغانمي كذلك في ندوة أخرى عنوانها «أصوات نسائية حاملات العصرنة ـ تطلعات المرأة الروائية في البلدان العربية ونضالها في سبيل العصرنة والمساواة» وتشارك فيها كذلك الروائية السورية سمر يزبك.
يعتبر واسيني الأعرج من أهم الأقلام الروائية العربية، من أعماله «كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد» 2004 الذي حاز جائزة المكتبيين الكبرى الجزائر في 2006 و«أصابع لوليتا» 2012 و«مملكة الفراشة» 2013 . أما أحلام مستغانمي فهي من أبرز الأقلام النسوية العربية، من أعمالها «ذاكرة الجسد» 1993 التي حازت جائزة نجيب محفوظ في 1998 و«فوضى الحواس» 1997 و«عابر سرير» 2003 و«الأسود يليق بك» 2012 .
من ناحية أخرى، يشارك الأنتروبولوجي والكاتب المتخصص في الدراسات الإسلامية وحوار الأديان مالك شبل في ندوة عنوانها «عصرنة الإسلام كما يراها مالك شبل». ويعرف هذا المثقف المقيم في فرنسا منذ أكثر من عشرين عاماً في الأوساط الفكرية الغربية بأنه من الداعين إلى عصرنة الإسلام وضرورة انفتاحه على قيم الحضارة الغربية، ومن مؤلفاته «الإسلام والعقل: معركة الأفكار» 2006 . ويشارك الروائي والصحافي كما داود في ندويتي «الحياة الأدبية في أفريقيا» التي ستتطرق إلى مختلف فضاءات الحياة الأدبية الأفريقية مثل جمعيات الكتاب والحصص الأدبية، ومعه الروائي الغابوني إيريك جويل بيكالي.
ومن الأسماء البارزة أيضاً في هذه التظاهرة الأدبية الروائي والكاتب السوري فاروق مردم باي والروائي المغربي الطاهر بن جلوان والروائي والكاتب التونسي المقيم في فرنسا عبد الوهاب المدّب والفيلسوف السنغالي سليمان بشير ديان وآخرون.
لوحات إسبانية
من وحي الشعر العربيّ
نظم معهد ثيربانتس في الرباط لمناسبة اليوم العالمي للكتاب لقاء فنياً وأدبياً مع الفنان التشكيلي الإسباني خوسي مانويل دارو الذي قدّم كتاباً رقمياً عنوانه «غرناطة… سبع جنان» ويتضمن حواراً بين لوحات تشكيلية وقصائد شعرية باللغتين الإسبانية والعربية. وقدّم المؤلف الرقمي عبر شاشة كبيرة يحرك فيها صفحات الكتاب انطلاقاً من الكمبيوتر، وتجاوب الجمهور مع قصائد شعرية لكبار الشعراء، من العرب والإسبان، مثل رافاييل ألبيرتي وغادة السمان وأنطونيو ماتشادو وروبن داريو وابن زمرك وأدونيس وريلكه وخورجي لويس بورخيس وماريا ثامبرانو وسان خوان دي لا كروث وإلينا مارتين فيفالدي وفيديريكو غارسيا لوركا وخوان رامون خيمينث وابن الفارض وخوليا دي بورغوس ويوسا بوسون ورفائيل ألبرتي وأنطونيو نافاريط وجبران خليل جبران ومارغريت بورسنار ومحمود درويش. وأمام كل قصيدة لوحة جميلة من لوحات خوسي دارو، من وحي القصيدة.
تميزت لوحات هذا الفنان بسبع جنان من الشعر قال إنها تعبير مجازي عن أشياء في الطبيعة يعتبرها ذات طابع فردوسي، كالماء وانعكاس المعمار على الماء والحدائق ومعمار قصر الحمراء في غرناطة، والحب الذي تعكسه رمانتان متلاصقتان في حديقة بيته.
تميزت لوحات هذا الفنان الإسباني بجماليتها، خاصة الماء وتساقطه المتدرّج بين القوة والخفوت، إلى النباتات وبعض أجزاء الأزهار، فضلاً عن نوافذ قصر الحمراء وبعض بناياته وانعكاس بعض أجزائها الأخرى على صفحة الماء حالة قاعة السفراء مثلاً .
يقول خوسي مانويل دارو إن رسمه كان يتمّ إما بتأثير من بعض شذرات قصيدة تحتفظ بها الذاكرة، أو يصادف قصيدة كاشفة يستمدّ منها بناء جسد اللوحة، مشيراً إلى أن تعامله مع الماء يتمّ عبر تمثله كمفهوم أو كفكرة أكثر منه شيئاً فيزيقياً.
حول التقنية والمواد في لوحاته، يشير إلى استخدامه الألوان الزيتية والحبر الصيني وماء الشاي والقهوة وعصير الرمان، فضلاً عن ماء جميع المنقوعات الطبيعية التي تفرز ألواناً.
يضم فهرس الكتاب الرقمي الذي قال عنه صاحبه إنه مفتوح لكل من أراد المساهمة فيه من الشعراء نصوصاً لكارلوس فانولا تحت عنوان «كتابة الماء» و«أسرار الماء» لإيغانسيو إينارس كويللار و«ألعاب النور والظل والشفافية» لخوسي ميغيل بويرتا، فضلاً عن سيرة الرسام الذاتية والنصوص الإسبانية والأعمال الفنية.