رندة برّي: مساحات العالم العربي أسواق عكاظ لتعميم الحقد والانقسام لا الثقافة
محمد أبو سالم
برعاية رندة عاصي برّي، عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أقامت «جمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية» مباريات سوق عكاظ للشعر العربي بين طلاب المدارس الرسمية والخاصة في منطقة صور، وذلك على مسرح مركز باسل الأسد الثقافي في صور، بحضور قائممقام صور محمد جفال، المدير العام القاضي عرفات شمس الدين، المدير العام المهندس ناصيف سقلاوي ممثلاً بالمهندس عبد المولى المولى، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، ناموس منفذية صور ممثلاً رئيس المجلس القومي منفذ عام صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور محمود أبو خليل، نائب رئيس بلدية صور صلاح صبرواي ووفد من أعضاء البلدية، مطران صور للموارنة شكر الله نبيل الحاج، مطران صور للروم الكاثوليك ميخائيل أبرص، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ممثلاً بالشيخ ربيع قبيسي، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبّال ممثلاً بالشيخ عصام كساب، مسؤول حركة أمل في إقليم جبل عامل علي إسماعيل، القيادي حسن حمدان، عضو قيادة حركة امل محمد غزال، وفد من حزب الله، آمر فصيلة درك صور المقدم عبدو خليل، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، مدير عام فندق «موريكس» نور حدرج، مدير الضمان في صور صلاح سلمان أمون، ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية غسان أبو جهجه، السيدة رباب الصدر ممثلةً بالدكتورة مهى أبو خليل، مدير فرع الجامعة الاسلامية في صور الدكتور أنور ترحيني، مدير الجامعة الأميركية للعلوم والتنكولوجيا الدكتور محمد الغول، مدير مكتب مجلس الجنوب في صور المهندس فضل الراعي، محامي الدولة جواد صفي الدين، رئيس جمعية «إسبرنسا» علي ياسين، ممثل المبرّات الخيرية علي حسين، ممثل جمعية البرّ والإحسان غسان قرعوني، المختارون فاطمة سحمراني وإبراهيم بيطار وخليل الزين، وحشد من الفاعليات التربوية والثقافية والسياسية والنقابية والإعلامية وأهالي المتبارين .
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدمت للاحتفال الزميلة الإعلامية عبير شرارة، ثم ألقى الرئيس الفخري لـ«مجموعة الفرح للعمل الإعلامي والاجتماعي» المدير العام للشؤون القانونية بالمجلس النيابي القاضي عرفات شمس الدين، كلمة أكد فيها أن الجمعية تكوّنت ضمن الإطار الوطني العام، وقال: «إنني في الإطلالة الأولى التي شرفتني بها المجموعة الوطنية للعمل الإعلامي الاجتماعي ـ فرح أعلن أمامكم الثوابت التالية :
أولاً: إننا ننتمي وبوضوح إلى مدرسة رسم إمامها لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، وأرسى رئيسها ثقافة الحوار والانفتاح، وأطلقت سيدتها العنان لدماثة وجدانها… فسرنا وعين الله ترعانا.
ثانياً: إننا إذ نوجّه التحية إلى جميع الجمعيات الأهلية وجميع المواقع الإلكترونية العامة في منطقتنا، ندعو أنفسنا وندعوهم إلى الاهتمام بالأنشطة التي تنمّي الانسان والمجتمع وتصون الوطن، كما ندعو أنفسنا وندعوهم إلى التحلي بثقافة الحب، والترفع عن الأنانيات الضيقة والمصالح الفردية والقبول بمنطق المنافسة الشريفة المشروعة أساساً للنمو والتطور .
ثالثاً: إننا نقدّر عالياً الجهود التي يبذلها المجلس البلدي في صور ورئيسه الخلوق المجتهد الوفي .
ندعو الجميع من قوى سياسية وجمعيات وشخصيات روحية واجتماعية للوقوف إلى جانب البلدية في جهودها الرامية إلى حفظ الأمن وسلامة الناس وعيشهم الكريم . من دون أن نترك حقنا في ممارسة الرقابة .
برّي
ثم ألقت برّي كلمة جاء فيها: «لطالما ردّدت في صور بأنها مرفأ الحرف واللون، وأن رمالها هي الدفاتر التي كتبنا عليها آمالنا وأحلامنا. هي المدينة التي أخفق الكثيرون في رسم صورتها وفكّ رموزها، وإن نجحوا في جانب، إلا أنهم لم يتمكنوا من الإحاطة الكاملة بحكاية صور التاريخ والحاضر والمستقبل. وحدهم الشعراء سكنوا هذه المدينة… فقدّموا صور بيتاً للشعر وقصيدة أبدية خالدة تردّدها الشفاه والألسن، فإذا كان للشعر يوم عالمي، فليس أجدر من جبل عامل ومن المدينة العالمية صور إحياء هذا اليوم الثقافي والتربوي والتراثي، لأن تراث هذه الأرض كما أنبت مقاومين هو أيضاً أنبت شعراء ومبدعين».
وأضافت: «لأنني في مقام الشعر والشعراء ومشاريع شعراء في المستقبل لن أطيل، لكن اسمحوا لي أن أنتهز فرصة هذا اللقاء كي أؤكد من خلالكم ومن خلال هذه المرحلة التي تحوّلت فيها كل مساحات العالم العربي إلى أسواق عكاظ، لا لتعميم الثقافة وتقديم الشعر العربي الذي يخلّد القيم الأصلية والمروءة والشرف، إنما العكس، تحولت إلى أسواق لتعميم ثقافة الحقد والانقسام ومحو الذاكرة العربية، وشطب كل ما هو مشرق من تاريخنا وحضاراتنا».
وتوجّهت إلى الحضور قائلة: «أنتم معنيّون أكثر من غيركم بالحفاظ على هذا الإرث والإبقاء على هذا العنوان مناسبة لدرء الخطر عن لغتنا العربية وثقافتنا وتراثنا بالعزيمة نفسها التي ندافع فيها عن إنساننا. فالشعر هو ديوان العرب وهو سجلّ أحسابهم وأنسابهم وأيامهم ومستودع حكمتهم وبلاغتهم، فيه الحق والصدق والحكمة، هو فصل من الخطاب وبيدر العقول والألباب وهو المفصل بين الماضي الغابر والمستقبل الآتي، هو مكارم الأخلاق من الوالد إلى الولد، هو ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد ترى فيه آثار الماضي مخلدة في الحاضر وعقول الأولين يرددها الآخرون، هكذا فهم أدباؤنا وهكذا يجب أن تحفظ فوائد ووظائف الشعر في هذه المرحلة التي يراد لنا فيها أن ننصرف عن كل ما هو مشرق وكل ما هو جميل وكل ما هو حضاري وإنساني وتكريس صفحة سوداء تشبه أفعالهم وأخلاقهم وتاريخهم».
ثمّ تبارى الطلاب بإشراف لجنة التحكيم المؤلفة من الشاعر فاروق شويخ، الدكتور علي نسر والأديب أحمد صعب.
بعدئذٍ، قدّم رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق ورئيس المنطقة التربوية الأستاذ باسم عباس ومؤسس «صوت الفرح» عبد العزيز شرف الدين، ورئيس «جمعية الفرح» علوان شرف الدين، الشهادات والجوائز للفائزين، إذ حلّت في المرتبة الثالثة ثانوية الشهيد محمد سعد، وفي المرتبة الثانية ثانوية الإمام جعفر الصادق ـ جويا، وفي المرتبة الأولى مدرسة «ستارز كولدج» ـ العباسية. وحصل الطلاب الفائزون على مبالغ نقدية من تقدمة مدير عام فندق «موريكس» نور حدرج، ومِنح جامعية للمرتبة الأولى من الجامعة الإسلامية، ومِنح جامعية للمرتبتين الثانية والثالثة من جامعة «AUT».