غادة حرب… صوت سوريّ أوبراليّ مفعم بالحياة صدّاح على المسارح
مهران أبو فخر
صوت سوريّ أوبراليّ، يصدح على مسارح الثقافة، يسرق الدهشة والإعجاب، مليء بالأنوثة ومفعم بالحياة، يتدفّق من حنجرة الفنانة غادة حرب التي تميّزت في حفلاتها بفقراتها الارتجالية وتقديمها أصعب أنواع الغناء الذي يحتاج إلى قوة في الأداء ومتانة في الصوت، لتقدّم من خلال فنّها وموهبتها الفريدة، قيمة ثقافية وفنية تضاف إلى المنتج الانساني السوري المتميّز.
أحيت الفنانة حرب بصوتها الملائكيّ عدداً من الحفلات الأوبرالية. كان آخرها ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مشروع «شغف» الثقافي في المركز الثقافي العربي في السويداء. وحظيت بحضور لافت، إذ استطاعت أن توفّق بين شخصيتها الفنية وموهبتها المتّقدة، يرافقها بالعزف على آلة البيانو الفنان فادي جبيلي.
ويفيض صوت حرب بطبقات مخملية تبعث الاحساس وتعمل على الارتقاء بالذوق الفني إلى مستويات عالية. وفي ذلك تأكيد على تميّز الفنّ السوريّ وما يحويه من إمكانات وطاقات إبداعية هائلة.
ترمّم الفنانة حرب بصوتها وفنّها الراقي بحسب تعبير المهندس وائل أبو عاصي أحد الحاضرين نفوساً هشّمت الحرب على سورية روحها، وفتحت الأبصار أكثر فكانت كشرارة أمل في ما تبقى من وطن نازف دماً.
وعلى رغم صعوبة فهم هذا النوع من الغناء كونه يستخدم لغات عالمية عدّة، إلّا أنّ حرب حازت بطريقة أدائها إعجاب الحضور. إذ اعتبر أجود الزغير أنّ هذا النوع من الغناء حديث نسبياً على مجتمعنا ونحتاج إلى وقت كبير كي نستطيع أن نصبح مستمعين ومستمتعين.
الرهبة والمسؤولية وشعور الامتنان هي الإحاسيس المختلطة التي انتابت الفنانة حرب، إذ عبّرت بقولها «إن متعة الموسيقى والظهور على خشبة المسرح، توازي متعة الجمهور، خصوصاً بعد جهد وتعب وتدريبات كثيرة قبل الحفل». مشيرة إلى انبهارها بعدد الحضور الكبير ومن مختلف الشرائح العمرية.
غنّت حرب باقة من الأغنيات منها: «أريد أن أبقى حرة»… من أوبرا «ترافياتا جوزيبه فيردي»، و«منذ ذلك اليوم»… من أوبرا «لويز»، و«أريد أن أحيا»… من أوبرا «روميو وجولييت»، و«موطني هو الجبال»… من أوبريت «ملكة التشارداز»، وهي رقصة شعبية هنغارية، و«يا زهرة في خيالي» لفريد الأطرش وغيرها.
ولحرب مشاركات عدّة كمغنية منفردة مع الكورال الكبير للمعهد العالي للموسيقى، كورال الطلاب، والأوركسترا الوطنية السيمفونية في عدد من الأعمال الكورالية الكبيرة. ولها عدد من التجارب والمشاركات في مجال الموسيقى المسرحية عبر غناء حيّ على خشبة المسرح في عدد من العروض التابعة للمسرح القومي.
يذكر أنّ الفنانة حرب متخرّجة في المعهد العالي للموسيقى عام 1999 في اختصاصَيْ غناء أوبرالي وعزف على آلة الفلو، وتابعت دراستها في الغناء الأوبرالي لأربع سنوات على يد مغنّية الأوبرا السورية آراكس شيكيجيان، وهي منذ عام 2001 مغنية سوبرانو في فرقة «كورال الحجرة» التابعة لمعهد الموسيقى، وعملت كمساعدة الخبير الروسي فيكتور بابينكو في تدريب كورال الطلاب في المعهد بين عامَي 2004 و2011. وأستاذة الغناء الأوبرالي في المعهد، والغناء الجماعي لمجموعات موسيقى الحجرة فيه، ومدرّبة الكورال في ماجستير التربية الموسيقية في جامعة دمشق.