الإمام لـ«أنباء فارس»: الاتفاق النووي سيشكل قفزة في تاريخ المنطقة
أكد أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة دمشق الدكتور وائل الإمام أن «الاتفاق النووي المبدئي بين إيران والمجموعة الدولية سيشكل قفزة في تاريخ المنطقة على المستوى الاقتصادي لما له من تبعات استثمارية كانت المنطقة بانتظارها منذ زمن، معتبراً انتصار ايران الكبير بانتزاع اعتراف العالم بدخولها النادي النووي من أوسع أبوابه يعكس حالة التراجع الكبير في القدرة السياسية لأميركا».
وأوضح الإمام أن «الاقتصاد الإيراني سيبدأ مرشحاً، ليكون أقوى اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط لعوامل عدة أهمها القدرات الكبيرة للحكومة الإيرانية على إدارة الملفات الاقتصادية الداخلية والخارجية منذ العقوبات التي فرضت عليها، كما إن إطلاق السيولة المالية المحتجزة من قبل البنوك الأوروبية وفق العقوبات التي فرضت على إيران ستشكل حالة من الدفق المالي كانت إيران بانتظاره لرفد اقتصادها بالقدرة والمرونة اللازمتين لتطوير البنى التحتية في ظل ما ستشهده من تهافت الشركات العالمية للاستثمار في مختلف القطاعات».
وبين إن «الاقتصاد الإيراني بات يمتلك المساحة اللازمة للمناورة في مختلف المجالات وأهمها الطاقة، فاستعادة الحصة اليومية المقدرة بمليونين ونصف المليون برميل من النفط يومياً إلى الأسواق العالمية ستكون كافية لجعل إيران قادرة على تطوير برامجها التنموية، كما أن المنشآت النووية بحد ذاتها كنز اقتصادي لجهة توفير الطاقة للصناعات التي ستعمل إيران في شكل طبيعي على تطويرها خلال المرحلة المقبلة».
وأضاف: «وبما أن السوق الإيرانية قابلة لاستقبال المستثمر العالمي فإن الطاقة وتأمينها من أهم احتياجات البنى التحتية اللازمة لتطوير كافة قطاعات الاقتصاد، وبهذا تكون إيران الدولة العلمية والعقائدية في الوقت ذاته هي من انتصرت على المشروع الأميركي الرامي الى جعل شعوب المنطقة تحت الرحمة الصهيو – أميركية».
وأشار الإمام إلى أن «العلاقات التشاركية بين سورية وإيران تفرض واقع أن تكون دمشق من أهم الدول المنتظرة لرفع العقوبات عن طهران وذلك بكون ايران كانت وما زالت الرئة التي تتنفس بها سورية منذ بداية الأزمة والخط الإئتماني الذي أنشئ بينهما يعكس حجم الثقة الاقتصادية بين البلدين، كما أن إيران وبكونها الدولة الشريكة في الهم ستكون من أهم الدول وأكثرها ثقة بدخول سوق الاستثمار السوري في مرحلة إعادة الإعمار التي ستحتاج فيها سورية إلى القوى الاستثمارية والاقتصادية الموثوقة بالنسبة للشعب السوري، وبالتالي فإن رفع العقوبات عن إيران سيمكنها من دخول هذه السوق بقوة وهذا ما سيعطي دفعاً آخر للاقتصاد الإيراني بكون القطاعات كافة في سورية ستكون سوقاً خصبة لجذب المستثمر العالمي».
كما أشار إلى أن «العلاقات التي تجمع كل من سورية وإيران على المستوى الاقتصادي تؤهلهما للسيطرة على الاقتصاد في المنطقة وبالتالي فإن الخوف «الإسرائيلي» من القوة الإيرانية مبرر، بكون هذا ما سيكون أحد عوامل أمان الدولة السورية خلال المرحلة المقبلة من المواجهة مع أدوات «إسرائيل» في الداخل السوري، والضغوط الخارجية المفروضة».
وشدد الإمام على أن «الانتصار الإيراني في الملف النووي وعدم سقوط سورية الدولة والشعب، سيكونان الهزيمة الكبرى بالنسبة الى الكيان «الإسرائيلي» والكيانات الخليجية في الوقت نفسه وعلى ذلك لا بد من التحذير من المكائد التي يمكن أن تحيكها هذه المجموعة الصهيو – خليجية لإحباط وعرقلة التقدم الإيراني لإسقاط الدولة السورية».