مصادر لـ«البناء»: يعزّز قدرة طهران على دعم قوى المواجهة… والغرب سيقدّم أثماناً

بعد زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط طوني بلينكن إلى بيروت حيث وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء نتائج اتفاق الإطار الإيراني الغربي حول الملف النووي الإيراني، يصل الى بيروت في غضون ساعات، للغاية نفسها، المبعوث الخاص للرئيس الإيراني مرتضى سرمدي، علماً أن لا انعكسات مباشرة للاتفاق على الملفات السياسية اللبنانية العالقة بإجماع كل الجهات والأطراف.

وأكدت مصادر نيابية لـ«البناء» أن نتائج الاتفاق محصورة بالجانبين الإيراني والغربي، لكنه سيعزز قدرة إيران على دعم قوى المواجهة وتخفيف حدة العداء لها من قبل بعض الدول الغربية. وأشارت المصادر إلى ان من أهم نتائج الاتفاق أنه سيسمح بإعادة العلاقات الإقتصادية الإيرانية – الغربية وبالتالي إجراء صفقات صناعية وتجارية واستثمارية بين الجانبين، وفتح أبواب إيران للشركات الغربية، لكن في المقابل سيكون لهذه المنافع الاقتصادية، أثمان سياسية لا بد من أن يقدمها الغرب في عدد من ملفات وقضايا المنطقة خصوصاً في فلسطين والتسوية السياسية في سورية بعد أن وصلت حربهم فيها إلى طريق مسدود.

أما لبنانياً، فقد عاد الحديث عن مصير هبة الأسلحة الإيرانية للجيش اللبناني التي كان أعلن عنها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال زيارته بيروت في أيلول 2014، وقد امتنعت الدولة اللبنانية آنذاك عن قبولها نظراً الى العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وفي السياق، أوضح الخبير في القانون الدولي شفيق المصري لـ«المركزية» أن «لبنان غير مقيد بعقوبات الولايات المتحدة على إيران بل بعقوبات مجلس الأمن. واذا أصدر هذا المجلس قراراً بإلغاء كامل أو جزئي للعقوبات نتيجة الاتفاق النووي الذي أبرم، تصبح الأمور طبيعية، ويمكن أن نجري تبادلاً تجارياً أو صناعياً أو عسكرياً مع طهران، ويمكن حينها أن نوافق على هبات الأسلحة التي كانت تنوي اعطاءها للجيش اللبناني تماماً كما نتلقى هبات من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

مواقف وتمنيات لبنانية

وفي إطار المواقف اللبنانية من الاتفاق الإطار النووي، أعلنت وزيرة المهجرين أليس شبطيني في تصريح، تأييدها للاتفاق، متمنية أن «يشكل هذا فاتحة أمل لشعوب المنطقة باتجاه إحلال السلام وأن يساهم في إيقاف لعبة سفك الدماء الحاصلة في حق الأبرياء في العراق وسورية واليمن وغيرها من الدول وتداعياته على لبنان».

وأضافت: «أما نحن اللبنانيين، فما يهمنا هو أن يكون هذا الاتفاق نافذة نعبر منها لسد الشغور الرئاسي وترسيخ الاستقرار وانتظام العمل الدستوري وتحريك عمل المؤسسات، وينعش بالتالي الاقتصاد اللبناني».

ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية في حديث إلى إذاعة «صوت الشعب» أن الاتفاق «هو انتصار لإيران في تثبيت حقها بامتلاك التكنولوجيا النووية وبالتخصيب باعتراف العالم الذي كان يرفض ذلك»، معتبراً أن «انهيار مسار المفاوضات يعني الذهاب الى حرب إقليمية».

ورجح أن «نشهد بعض شد الحبال والمساومات والضغوط المتبادلة لتقاسم قالب الحلوى»، واضعاً مسألة إنشاء ما يسمى بالتحالف العربي «في إطار حجز السعودية موقعاً لها ضمن التوازنات الاقليمية والدولية بعد اتفاق لوزان».

واستبعد «أي انعكاسات لهذا الاتفاق على الداخل اللبناني في المدى المنظور»، معتبراً ان «الهم الغربي والأميركي ليس في رئاسة الجمهورية بل في منع تفكك لبنان للحد من سيطرة داعش وغيره من التنظيمات الارهابية».

ورأت أمانة سر اللقاء الوطني في بيان بعد اجتماعها برئاسة الأمين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب أن «تفاهم لوزان يمثل خلاصة توازن القوى الجديد الذي يؤكد انتهاء مرحلة الهيمنة الأحادية الأميركية، وهو يعتبر انتصاراً لمحور يمتد من الصين شرقاً إلى البرازيل غرباً واعترافاً من الدول الكبرى بإيران كدولة نووية في المنطقة وإقراراً من الغرب بفشل العقوبات في الضغط على إيران ومحاولة إخضاعها، الأمر الذي رفضته إيران جملة وتفصيلاً مصرة على فصل الملفات وعدم وضعها كلها في سلة واحدة».

ولفتت الأمانة إلى «أن وجود إيران نووية قوية هو قوة للعرب جميعاً وهو المدخل لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي».

وأعربت الأمانة، من جهة أخرى، «عن الألم الشديد للمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب العربي في اليمن نتيجة الحرب»، مطالبة «الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقفها وما تتسبب به من مجازر لفقراء اليمن»، مؤكداً «أن أزمة اليمن لا يمكن أن تحل إلا بحوار سياسي بين مكونات المجتمع اليمني بعيداً من أي تدخلات خارجية للخروج من هذه الأزمة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها، وبما يحفظ وحدة اليمن وعروبته».

وأمل الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، أن يكون الاتفاق الذي «اعترف بإيران دولة محورية إقليمية في المنطقة»، وانجازاتها العلمية «حافزاً للدول العربية لا سيما الخليجية منها، ان تستفيد منه لفتح حوار حقيقي وفعلي معها لضمان أمن الخليج، وتحقيق الاستقرار فيه، والعدول عن شن حروب تدميرية عبثية ستكون كلفتها عالية جداً، كما حصل في الحرب العراقية – الإيرانية واليوم في الحرب السعودية – اليمنية، وهي استنزاف لقدرات العرب وسلب مواردهم وثرواتهم ووضعهم في حالة من التدمير الذاتي ووضع إيران في خانة العدو، وانحراف عن المعركة الوجودية المصيرية مع العدو الحقيقي إسرائيل».

واعتبرت جبهة العمل الإسلامي بحسب بيان، خلال اجتماعها الدوري، برئاسة منسقها العام الشيخ زهير الجعيد وحضور النائب كامل الرفاعي وأعضاء مجلس القيادة: «أن الاتفاق في الإطار المتعلق بالملف النووي الإيراني هو إنجاز كبير وضخم، حققته الجمهورية الإيرانية الإسلامية رغم صعوبته وتشعباته المعقدة»، مشيدة بـ«فريق العمل الإيراني مجتمعاً برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف».

وأمل الأمين العام لـ«التيار الاسعدي» معن الاسعد، في تصريح «أن ينعكس الاتفاق النووي الايراني الأميركي إيجاباً على لبنان ويساهم في وقف خطابات التشنج والتطرف واثارة النعرات الطائفية والمذهبية»، داعياً «اللبنانيين إلى تحصين انفسهم ووطنهم واقتناص الفرص التي تريحهم من شرور وسلبيات تقاطع المصالح الاقليمية والدولية، وإبعاد لبنان من التجاذبات والصراعات التي في حال استمرارها ستدمر لبنان وتجر ابناءه الى أتون الفتن والاقتتال».

وشدد الأسعد على «ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وان يكون هذا الاستحقاق من أولوية الأفرقاء».

ودان «مواقف نائب وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن لجهة استهدافه المقاومة والتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، مركزاً على خطاب الرئيس الاميركي اوباما الذي اعتبر ان الخطر على العرب ليس من إيران بل من شعوبهم المقموعة، رافضاً كل اشكال التحريض والفتن».

وهنأ لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية عقب اجتماعه الدوري الأسبوعي في مركزه في بيروت، برئاسة نائب رئيس اللقاء الشيخ عبدالرحمن الجبيلي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية على إنجاز الإتفاق النووي، مشيراً إلى ان «إيران لم تتنازل عن حقها، وحق شعبها والشعوب المقاومة التي تقف في وجه الهيمنة وغطرسة الدول الاستعمارية».

ورأى اللقاء أن «التدخل العسكري في اليمن لن يحل المشكلة، بل سيزيد الخلافات، ولن يخدم مصالح الشعب اليمني، بل سيخدم مصالح العدو الصهيوني من دون غيره»، مشدداً على أن «الحل الوحيد هو وقف التدخل العسكري وجلوس جميع اليمنيين على طاولة الحوار».

وأشادت حركة الأمة في بيان بـ«نجاح المفاوضين الإيرانيين بالتوصل إلى الاتفاق الإطار، معتبرة أن انتصارها هو «انتصار لكل الشعوب الرافضة للاستسلام والتبعية، وكذلك لكل الشعوب الإسلامية».

ورأى رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين، في تصريح «أن هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة نضال طويل خاضه الشعب الإيراني»، ودعا الدول العربية الى «العمل لمصلحة شعوبها والاستفادة من قدراتها وإمكاناتها في وجه العدو «الاسرائيلي» الغاشم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى