حقيقة خلفيات زيارة بلينكن للبنان
يوسف المصري
كشفت شخصية سياسية لـ«البناء» أن نائب وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن، يأتي إلى لبنان في زيارة استطلاعية تشمل دولاً عدة في المنطقة. وأكد أن بلينكن أسرّ لمحادثيه داخل فريق عمل السفارة الأميركية أن زيارته بيروت تمّ إقرارها من أجل منع التأويلات بصدد أن واشنطن تكثف في هذه المرحلة اتصالاتها السياسية مع كل دول المنطقة، ما عدا لبنان، وهذا يعني أن بلد الأرز في هذه المرحلة وحتى إشعار آخر مداه إلى ما بعد المفاوضات الأميركية الإيرانية غير موجود على خريطة الاهتمام السياسي الدولي وبالتالي مكشوف دولياً.
وبحسب هذه الشخصية إن أميركا وجدت من خلال تكليف بلينكن بالمرور على لبنان في إطار جولته الشرق أوسطية، إنما بذلك تمنع أطرافاً عدة من اعتباره ساحة مفتوحة لمشاريعها. بكلام آخر بلينكن زار لبنان «ليخدع» الأطراف التي لديها أجندة تخريب في لبنان، بأن واشنطن معنية، علماً أن إدارة أوباما وأيضاً خارجية كيري ليستا معنيتين في هذه المرحلة ببذل أي جهد يخص لبنان. وحده البنتاغون مكلف بمتابعة الحدّ الأدنى من شؤون الجيش اللبناني، علماً أن وزارة الدفاع الأميركية كلفت الأردن بتقديم مساعدات عسكرية ضرورية للبنان إن احتاجها الأخير.
وتضيف الشخصية عينها أن بلينكن لاحظ خلال زيارته إلى بيروت أن اللبنانيين باتوا مستسلمين لوضعهم داخل الثلاجة الدولية والإقليمية، وأن هواجسهم تتصل بمسألة عدم تردي الوضع الأمني وإبقائه عند حافة الاستقرار النسبي.
ونقلت الشخصية عن أجواء محيطة ببلينكن بأنّ واشنطن لديها الترتيب التالي لاهتمامها في المنطقة:
في المرتبة الأولى الإرهاب ومكافحته وفق أجندة أميركية وليس وفق أحداث الصراع في المنطقة.
في المرتبة الثانية وعلى نحو قريب من المرتبة الأولى يأتي موضوع الاتفاق النووي مع إيران واستيعاب نتائجه الإقليمية والدولية والأميركية الداخلية.
أما في المرتبة الثالثة فيأتي موضوع الصراع في أوكرانيا.
وبحسب هذه الأجواء فإن بلينكن استبعد في مجالس خاصة له في بيروت أن تكون هناك أجندة عمل جدية عربية أو إقليمية لشن مرحلة جديدة من المواجهة في سورية، وأكد أن الأمور ستراوح مكانها. مضيفاً أن أجندة الشرق الأوسط ستظل لثلاث سنوات مملوءة بأولوية مقاتلة الإرهاب. ولن يزاحم هذا الهدف إلا الملف النووي الإيراني المفترض أن يتم حسمه نهائياً في حزيران المقبل.