لبنى دعبول… تجربة تختزل دور الشباب الفعّال في العمل الإنساني
لمى الخليل
نظراً إلى جهودها التطوّعية الجادّة، نالت الشابة لبنى دعبول من فريق «جود التطوّعي»، لقب «المتطوّعة المثالية» عن آذار الفائت، إذ أثبتت خلال سنوات من العمل الجدّي، قدرتها على الانخراط الفعّال في مجمل الأعمال التنموية والخدمية التي قام بها الفريق، لا سيما تلك الموجّهة إلى شريحة الأطفال المتضرّرين من الأزمة الراهنة، والتي ترى أنّها أضافت إليها الكثير من السمات الإنسانية الايجابية على المستوى الشخصي، إضافة إلى ما كرّسته من قيم ومفاهيم عليا تتصل بتعزيز روح المبادرة والعمل الجماعيّ.
حول تجربتها التطوّعية المتميّزة، تحدثت دعبول إلى «نشرة سانا الشبابية»، موضحةً أنّها انتسبت إلى الفريق منذ بدايات عمله التطوّعي، إيماناً منها بالقدرة العالية للشباب على تغيير مجتمعهم نحو الأفضل، وتكريس طاقاتهم البنّاءة على أرض الواقع، في إطار فعاليات إنسانية وخدمية متنوّعة، من شأنها أن تحدث تغييراً حقيقياً لدى الجهات المستهدفة.
وأضافت دعبول أنها استطاعت إثبات جدارتها في كلّ الفعاليات التي قامت بها المجموعة من حيث القدرة على الانخراط في العمل التنموي الجماعي، الذي يقوم به الشباب السوري خلال الأزمة الراهنة، والذي اتّخذ شكلاً متكاملاً يعود بالفائدة على الشباب والمجتمع في آن. مؤكدةً أنّ أيّ عمل تطوّعي لا يؤتي ثماره ويحقّق غاياته إلا بتنظيم الجهود وتضافرها.
أما بدايات عملها التطوّعي، فانطلقت قبل سنوات، وتحديداً بعد حصولها على الشهادة الثانوية، إذ أشارت المتطوعة المثالية إلى أنها انضمت إلى فرع «الهلال الأحمر السوري» في دمشق لتثبت حضورها في سلسلة طويلة من الدورات التدريبية. ثم انتسبت لاحقاً إلى فريق «النحل الأخضر» التطوّعي، إذ اكتشفت المزيد عن أهمية العمل التطوّعي وقدرته على بلورة قدرات الشباب.
ولفتت دعبول إلى أنها استطاعت من خلال التطوّع أن تبني شخصيتها المستقلة وأن تستمع بشكل جيد للرأي الآخر. وتتعرف إلى رؤى إنسانية متنوّعة بعدما كانت في السابق ذات شخصية مزاجية. مؤكدة أن عملها في هذا المجال جعلها تستثمر كل ما هو إيجابيّ في داخلها، وتنبذ في الوقت نفسه السمات والأفكار السلبية.
كذلك، فإن امتلاك حسّ المبادرة وتطويره، إضافة إلى التواصل المستمرّ مع الآخرين، كلّ ذلك يساعد الشباب، كما قالت لبنى، في تقبل الأفكار المختلفة، ويزيد من انفتاحهم على التجارب الإنسانية الغنية، وهذا بالضبط ما ينمّي الشخصية ويرفع من قدرتها على التفاعل مع الآخرين وتحقيق الأفضل في الشأن العام.
أما عوامل اختيارها كمتطوّعة مثالية فهي متنوعة، إلا أن العمل المتميّز مع الاطفال خلال الأزمة الراهنة كان أبرزها، إذ شاركت لبنى في عدد كبير من الأنشطة الموجّهة إلى هذه الشريحة، والتي مكّنتها من الاقتراب والتفاعل مع الأطفال بصورة لافتة، انطلاقاً من شخصيتها المحبّبة بالنسبة إلى الطفل، وقدرتها على الولوج إلى عوالمه وتفهّم احتياجاته المختلفة.
وشاركت لبنى دعبول في عددٍ من الأعمال والمبادرات الموجّهة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الإضافية، كمبادرات: «خطوات إلى السلام» و«أنا متلك ما تنساني»، و«ومضة موسيقية»، وأيضاً مبادرة «جود بصفنا موجود» للدعم النفسي للطلاب من مختلف الأعمار، إضافة إلى عددٍ من البرامج المتخصّصة كبرنامج التربية المالية والاجتماعية للأطفال واليافعين، وبرنامج «أمن وسلامة»، وبرنامج «فضا»، وسوى ذلك من النشاطات والمبادرات الأخرى.
يشار إلى أن الشابة لبنى دعبول، هي طالبة في السنة الثالثة في كلّية الصيدلة في جامعة القلمون.