الجميّل متأخراً يحاول تكرار مسيرة عون
تحوّل المؤتمر الذي كان من المفترض أن يكون لإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، إلى مؤتمر لإنقاذ الجمهورية. تراجع رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل مرة جديدة عن ترشحه الذي ينتظره الكتائبيون بفارغ الصبر. «ما بيد الجميّل حيلة». قبل المؤتمر الصحافي بساعات قليلة تبلغ الرئيس الجميّل من الرئيس فؤاد السنيورة في قصر بعبدا نصيحة بصيغة التهديد، بضرورة عدم الإفصاح عن نيته الترشح، الجو محرج ودقيق ولا يحتمل تشتت فريق 14 آذار وانقسامه أكثر مما هو عليه.
عاد الجميّل عما جرى تسريبه أنه سيكون يوم غد المرشح في جلسة انتخاب الرئيس، إلا أنّ إعلانه عن سلسلة اتصالات سيقوم بها في شأن الاستحقاق الرئاسي انطلاقاً من اليوم، أكد أنّ رئيس «الكتائب» الذي لم يعلن رسمياً ترشحه يحاول متأخراً تكرار مسيرة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، فأبقى على الآلية التي تتبع عملية الترشح، لجهة الزيارات للكتل النيابية ولقاء قيادات من كلّ الاصطفافات، للبحث في الاستحقاق الرئاسي، والترويج لنفسه مرشحاً توافقياً.
وجّه الرئيس السابق للجمهورية لوماً مزدوجاً لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي أعلن ترشحه من دون التنسيق بين الأقطاب الموارنة الأربعة، فأخلّ بـ«اتفاق الشرف» في بكركي الذي نصّ على التشاور بين الأربعة قبل إعلان أيّ منهم ترشحه، ولرئيس تكتل التغيير والإصلاح الذي أخلّ بالبند الثاني من الاتفاق الذي يؤكد على ضرورة حضور جلسات الانتخاب، فأعلن مقاطعته للجلسات إلى حين التوافق على اسم توافقي.
تحدث الرئيس الجميّل في المؤتمر الصحافي الذي عُطل نقله ربما عمداً من قبل بعض المحطات مباشرة كما قال، وأيده بذلك الوزير سجعان قزي، عن الاعتراضات داخل حزب الكتائب على مواقف الحزب الأخيرة من الاستحقاق الرئاسي، وأن قيادة الحزب قررت تجاوز المصالح الشخصية والحزبية والفئوية ضناً بوحدة قوى 14 آذار. وجه رئيس «الكتائب» في هذا الكلام رسالة تهديد لـ14 آذار أنه سار على مضض بترشيح رئيس حزب «القوات»، إلا أنّ ذلك لن يبقى إلى الأبد، يجب أن يكون هناك مرشحون يحوزون على ثقة الناس، ولديهم القدرة على انتشال الجمهورية من المستنقع الذي تتخبّط فيه».
يرى الجميّل نفسه مرشحاً وفاقياً، فهو أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أنه يطمح لأن يكون رئيساً توافقياً، وأن يكون رئيس المجلس النيابي نبيه بري عراب ذلك، وبالتالي فإنّ وجهة نظر الجميّل تقوم على أنّ تصويت الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط له هو في «الجيبة»، وعلى قوى 14 آذار وتحديداً تيار المستقبل أن يعتمده كمرشح، وسحب ورقة جعجع التي احترقت ولم تعد صالحة، بإدراك التيار الأزرق، وبالتالي على 14 آذار تقويم الوضع بعد جلسة الغد التي لن يكتمل فيها النصاب كما بات معلوماً، والنظر من زاوية أخرى.
رئيس حزب الكتائب أكد لـ«البناء» «أنّ المكتب السياسي سيأخذ في الوقت المناسب القرار بترشيحه، أما الآن فما يهمّه هو إنقاذ الجمهورية من خلال الانتخابات الرئاسية، وأنه لن يتوقف عند حسابات أنانية، فما يهمّه مصلحة البلد».
وأشار الجميّل إلى «أنّ بعض الخارج حريص على الاستحقاق أكثر من الداخل، وتتمّ دعوة اللبنانيين إلى الإسراع في إتمام الاستحقاق قبل 25 أيار»، معتبراً «أنّ عدم إتمام الانتخابات الرئاسية قبل 25 أيار جريمة».
هـ .د.