بقرادوني: الحرب على الحوثيين مفتوحة على كل الاحتمالات واليمن قد يصبح فيتنام العرب
حاورته: روزانا رمال
أكد الرئيس السابق لحزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني أن «الاتفاق النووي بين إيران والغرب هو اتفاق رابح – رابح لأن إيران ربحت اعترافاً دولياً بامتلاك الطاقة النووية وأميركا ربحت أيضاً في موضوعين استراتيجين، الأول موضوع الإرهاب فاختارت إيران الدولة التي تؤثر في سياسة المنطقة والمتفقة معها على مواجهة الإرهاب كما أن الاتفاق النووي قد يتحول لإنشاء مشاريع اقتصادية في إيران تتعلق ببناها التحتية.
ولم يستبعد بقرادوني، في حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، رؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما في طهران كما رأينا الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في بكين، معتبراً أن ما قام به نيكسون مع الصين على المستوى العالمي يقوم به أوباما مع طهران على المستوى الشرق الاوسطي.
وأعرب بقرادوني عن اعتقاده بأن «إسرائيل قد تكون الخاسرة من هذا الإتفاق وبالتالي ستحاول حتى حزيران المقبل منع إعلان الاتفاق النهائي من خلال الذهاب إلى حربٍ مع سورية أو جر اليمن والسعودية الى توسيع الحرب في الخليج وحينها تصبح أولوية أميركا حماية النفط».
وأشار إلى أن «حرب اليمن مفتوحة على كل الاحتمالات والسعودية لا تزال غير مدركة لتداعيات الحرب»، محذراً من انه إذا توسعت الحرب فنحن ذاهبون الى حرب إقليمية وتصبح اليمن فيتنام العرب، معتبراً أن السياسة السعودية تغيرت مع الملك سلمان.
وتطرق بقرادوني إلى الملف السوري، مؤكداً أن «أميركا تتجه للتحضير النفسي لتسوية سياسية مع النظام في سورية».
وفي الشأن المحلي، جزم بقرادوني بأن لبنان ليس على جدول أعمال الخارج وأن حل الملف الرئاسي يكون لبنانياً أو لا يكون.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً
من المعروف أن إيران مستفيدة من توقيع الإتفاق النووي مع الغرب، ماذا تستفيد أميركا وماذا تريد منه؟
– أميركا أخذت ما تريد من هذا الاتفاق، والقول إن هناك رابحاً وخاسراً فيه هي مقاربة خاطئة، هذا اتفاق رابح – رابح وصحيح أن إيران ربحت ولكن أميركا أيضاً ربحت على الأقل في موضوعين استراتيجيين بالنسبة للإدارة الأميركية الحالية، الأول موضوع الإرهاب، لأن أميركا جربت مع «إسرائيل» أن تواجه الإرهاب فرأت أن «اسرائيل» قد تكون سبباً للارهاب أو متحالفة ضمنياً مع هذا الإرهاب، كما جربت مع تركيا على اعتبار أن «الإخوان المسلمين» قوة منتشرة في المنطقة وقادرة على أن تواجه الإرهاب، فاكتشفت أميركا وجود علاقات بين تركيا والإرهاب، في حين لا يوجد في العالم العربي أي حليف لأميركا مرادف لمواجهة الإرهاب فاختارت إيران الدولة، التي تؤثر في سياسة المنطقة والمتفقة معها على مواجهة الإرهاب ولمست باليد أن الإيرانيين قادرون على أن يقاتلوا ويؤثروا في العراق وسورية ولبنان والآن في اليمن، وبالتالي أميركا اختارت الشريك لأن الأميركيين قلما يشنون حروباً مباشرة خاصة في الشرق الأوسط بل يشنون حروباً بالواسطة لأنها أسهل وأربح وخسائرها أقل.
معظم القرارات بين عامي 1990 و2005 كانت قرارات مشتركة بين أميركا وسورية كاتفاق الطائف في لبنان مثلاً، فهو اتفاق أميركي – سوري سعودي. الآن أميركا ليس لديها أي بلد عربي تتكل عليه بحربها على الإرهاب، لذلك يوجد شراكة حقيقية في الاتفاق النووي وصحيح أنه أعطى لإيران الحق بامتلاك النووي على أن لا يكون عسكرياً بل لأغراض سلمية، وأمر مهم أن تعترف أميركا بإيران دولة نووية ولو بلا النووي العسكري بل للتطوير العلمي لأنه يؤثر على الاقتصاد والمجتمع وفي إعادة تركيب البنية التحتية في إيران وفي المقابل أميركا بات لديها شريك لمعالجة ما تهتم به وهو الإرهاب ومعالجة أوضاع المنطقة.
هل يعني ذلك أن الدول العربية الحليفة لأميركا أصبحت أقل قدرة وقوة وهل تغيّرت العين الأميركية من السعودية؟
– السعودية هي من الدول الحليفة لأميركا ولكن الأخيرة تعرف الداخل السعودي جيداً ووجود عقيدة اسمها الوهابية وتدرّس في الكتب والتربية ويوجد بيئة حاضنة للوهابية التي هي الإسلام الأكثر تشدداً. وتعرف أميركا أنه سواء تنظيم القاعدة في العراق أو «داعش» أو «جبهة النصرة» أو غيرها جميعها وهابية الفكر أو هي نتاج وهابي او مستوحى منه وعلى المستوى الواقعي اكتشفت أميركا أن بعد عملية 11 أيلول أن 17 سعودياً نفذوا العملية من أصل 21 من المهاجمين، فمن غير المنطقي أن تراهن أميركا على السعودية في حربها على الإرهاب وفيها منبع فكري وهابي، فقررت الإتكال على قوى وجيوش أخرى ميدانياً لتحقق النتائج لأن سلاح الجو لا يحسم معركة بل الدخول الميداني، فهناك سعوديون تعرفهم أميركا بالأسماء يمولون «داعش» و«النصرة» كما مولوا «القاعدة»، فذهبت للاتفاق مع دولة مناهضة فكرياً للوهابية وهي إيران.
أميركا أدركت أن الجيش العراقي المتحالف مع ايران يحارب الإرهاب وأن سورية هي التي أوقفت الارهاب ومشروع «الاخوان المسلمين» في المنطقة ولو سقط النظام في سورية لسيطر «الاخوان» على المنطقة، لذلك أميركا رابحة بالتعاون مع إيران رغم بعض الاختلاف في وجهات النظر، فهم يتولون العمل الجوي ويتركون الميداني لإيران وحلفائها في المنطقة وهناك مرحلة آتية هي سورية.
يوجد خيار أميركي جديد للمستقبل حول العلاقة مع إيران، من مرحلة الشيطان الأكبر ومحور الشر إلى مرحلة التفاهم، فالاتفاق النووي سيلحق به لاحقاً، تعاون أميركي – إيراني يشبه ما كان عليه التعاون الأميركي – السوري من عام 1990 الى 2005، أميركا وجدت الدولة التي تستطيع محاربة الإرهاب فكرياً وواقعياً وعسكرياً، لأن الذي يقدر على حسم المعركة مع الإرهاب هو إيران التي لديها أيضاً، مصلحة في ذلك.
السبب الثاني، أبعد مدى وهو أن ما يدير السياسة الأميركية هو الاقتصاد، على رغم أن الأميركيين يتحدثون عن مبادئ وحقوق الإنسان والديمقراطية المتوافرة داخل اميركا والمفقودة في سياستها الخارجية. فمن المعروف أن إيران عام 2020 قد تكون من أكبر الأسواق في المنطقة لأن هناك سوقين كبيرتين في المنطقة مستقبلاًً هما السوق الايرانية وقد بدأت أميركا بالتفاهم معها والسوق السورية عبر إعادة إعمار سورية.
وهذا التفاهم على النووي قد يتحول لإنشاء مشاريع إقتصادية في إيران تتعلق بالبنى التحتية لإيران التي تحتاج الكثير من المشاريع والاستثمارات والقروض والشركات الأميركية ستقوم بذلك، وهذا يحتاج إلى تعاون بين الدولتين خصوصاً أن إيران تطالب بإعادة كل الأموال المجمّدة في الخارج لا سيما في البنوك الأميركية التي قد تقارب 120 مليار دولار وقد تعيدها أميركا مشاريع بدلاً من الأموال، لذلك مصلحة الارهاب والاقتصاد عبر الدخول إلى منطقة كبيرة جداً إسمها إيران، والخطوة الثانية ستكون سورية عندما تقف الحرب لأنه بحسب الأمم المتحدة تحتاج إعادة إعمار سورية 220 مليار دولار وإيران قد تكون تحتاج لإعمار بأرقام مشابهة.
هل يمكن أن يكون الرئيس أوباما مقيداً في هذا الاتفاق من الكونغرس؟
– المصلحة والاستثمارات والإلتزامات الأميركية أهم من كل الصلاحيات التي يملكها الرئيس الأميركي، هناك خط يسير عليه أوباما ومن سيأتي بعده سيقوم بما يقوم به أوباما اليوم، الديمقراطيون أكثر يهودية و«إسرائيلية» من الجمهوريين، والرؤساء الجمهوريون كانوا يتقربون من العرب ويبتعدون قليلاً من «إسرائيل». أما الديمقراطيون فبالعكس هم أكثر تقرباً من «إسرائيل»، توجد سياسة أميركية جديدة بدأت مع ما يسمى «الربيع العربي». ورؤساء الجمهوريات في أميركا همهم في أول أربع سنوات من ولايتهم كيف سيمددون أربع سنوات جدداً وآخر سنتين ماذا يقول عنهم التاريخ، لذلك لا أستبعد أن نرى أوباما في طهران كما رأينا الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون في بكين، فما قام به نيكسون مع الصين على المستوى العالمي يقوم به أوباما مع طهران على المستوى الشرق أوسطي.
هل يمكن أن يشكل هذا الاتفاق مدخلاً لأميركا إلى داخل إيران، ألا يشكل هذا خطراً على النظام في إيران على المستوى الأمني؟
– المنطق الاستخباري يقول أن الإستخبارات تدخل المناطق العدوة أكثر من المناطق الصديقة. والاستخبارات الأميركية موجودة في إيران عندما كانت في حالة عداء معها ولا شك في أن ايران على مستوى الأمن أثبتت قدرة وكفاءة وخبرة في الحفاظ على الأمن القومي وعندما تصبح إيران حليفة يتراجع حجم استخبارات أميركا فيها لوجود علاقات سياسية التي هي أوفر وأهم من الاستخبارية.
وأيضاً، لأن كل قدرات أميركا دخلت في المجتمع الإيراني ولكن لن تقدر ان تفعل كثيراً لأن المجتمع الإيراني عقائدي ولديه حرص على هويته ودوره، أما «إسرائيل» فموضوعها آخر، لأن أميركا تبذل جهوداً لإدخال حلفائها في هذا الاتفاق، «إسرائيل» في الحسابات الدقيقة، قد تكون الخاسرة، لأن كل تقارب بين أميركا وأي دولة في المنطقة تعتبره خسارة لها لذلك هي في حالة قلق وما ربحته من خلال الفوضى العربية خسرته في هذا الاتفاق.
وبالتالي ستحاول حتى حزيران المقبل منع إعلان الاتفاق النهائي أو على الأقل أن تصبح جزءاً منه أو تأخذ حصة.
والإعتقاد أن «إسرائيل» هي التي ترسم السياسة الأميركية في المنطقة اعتقاد خاطئ، أميركا لا تريد ان يكون لها في الموضوع الإيراني شريك آخر وتريد الإستفادة من إيران، الجمهوريون ضد الاتفاق لذلك يمكن لـ«إسرائيل» عبر اللوبي اليهودي في أميركا وبكل طاقاتها عرقلة الإعلان النهائي للاتفاق الذي سيتم بعد شهرين وما حصل الآن هو الإعلان عن الاتفاق.
ما هي خيارات «إسرائيل» في هذا المجال؟
– الخيار الأول لـ«إسرائيل» هو الذهاب إلى حربٍ مع سورية واميركا ستقف مع «إسرائيل» فيها ولكن هذا له ثمن، وأستبعد هذا الاحتمال لأنه إذا فتحت الجبهة السورية فإن حزب الله لن يسكت وسيكون جزءاً منها وإيران أيضاً وتعود الصورة الثانية الى ذهن «إسرائيل» وهي تحالف إيران – سورية – حزب الله. أما الخيار الثاني فهو جر اليمن والسعودية إلى حرب في الخليج وحينها تصبح أولوية أميركا حماية النفط، وإذا تطورت الحرب إلى ميدانية وجرّت الحوثيين للدخول الى السعودية ستتوسع الى حرب كبيرة في الخليج. السعودية رغم الدعم العربي لها لا تستطيع هزيمة الحوثيين لأن اليمنيين مقاتلون أشداء، السعودية وبعض العرب ضد الاتفاق أيضاً ومصالحهم تقاطعت مع «إسرائيل» على حرب اليمن أيضاً وبالتالي أصبح لـ«إسرائيل» منطقة تلعب بها وبعيدة من حدودها وتكسب بها وهي اليمن حيث النفط أولوية أميركية، إذا توسعت الحرب يمكن أن تؤثر على العلاقة الأميركية الإيرانية.
الحوثيون لم يردوا حتى الآن على العدوان السعودي لا بالصواريخ ولا بالدخول البحري والبري ولا بإغلاق مضيق باب المندب، لماذا برأيك؟
– إذا تطورت الحرب إلى تدخل خارجي حقيقي بحري وبري، سيتمركز الحوثيون في أماكن محصنة وتتحول إلى حرب استنزاف لليمن وللسعودية ولكل العرب وهذا مكسب لـ«إسرائيل» وقول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحوثيين قادرون على الرد يعني وجود قرار بعدم توسيع الحرب ولا يوجد مصلحة حوثية بتوسيعها لكي لا يعطوا المبرر للسعودية للاستعانة بجيوش عربية وفي أي وقت الحوثيون قادرون على ضرب الداخل السعودي كما فعل حزب الله مع «إسرائيل» في جنوب لبنان ولكن الحروب تبدأ بسيناريوات معينة ولاعبين معينين وتنتهي بسيناريوات أخرى ولاعبين آخرين، وحرب اليمن مفتوحة على كل الاحتمالات والسعودية لا تزال غير مدركة لتداعياتها وفي حرب الاستنزاف الغني يخسر أكثر من الفقير وإذا توسعت نحن ذاهبون الى حرب إقليمية وتصبح اليمن فيتنام العرب.
إلى أي مدى السعودية مستعدة لهذه الحرب وهي التي لم تخض حرباً عسكرية حقيقية سابقاً؟
– السياسة السعودية كانت إما لا تتدخل وإما تتدخل وسيطاً لإنهاء الحرب كما تدخلت لحل مشكلة لبنان من خلال اتفاق الطائف ولأول مرة في تاريخ السعودية الحديث نرى أن السعودية تدخلت طرفاً وطرفاً عسكرياً ربما تسرعت أم أن هناك شيئاً تغيّر داخل السعودية وفي السياسة السعودية مع الملك سلمان لأن ما يحصل ليس من تقاليد المملكة.
ألا تدرك السعودية أن آخر المطاف هناك حل سياسي لهذه الحرب؟
– ربما تعتقد السعودية أنها تستطيع حسم الحرب عسكرياً وأي دولة تذهب إلى المفاوضات تكون أدركت أنها لا تسطيع حسم الحرب عسكرياً والسعودية عندما تدرك انها لا تسطيع حسم الحرب تذهب للتفاوض والتسوية وسلطنة عمان لها دور مهم في هذه المرحلة ولها علاقات جيدة مع إيران والسعودية وأميركا واليمن.
كيف تصف الموقف الأميركي الجديد تجاه سورية؟
– أميركا حاولت حقيقة إسقاط النظام وتشجيع تركيا والأردن على الحرب عليها وحاولت أيضاً احتلال جزء من دمشق وخلق معادلات على الحدود لكن لاحقاً أدركت أميركا أن الرئيس بشار الأسد لن يسقط في السياسة ولن يسقط عسكرياً والمدن الكبرى الرئيسية لا تزال بيد النظام والبراغماتية الأميركية دفعتها إلى خيار التفاوض مع سورية وروسيا تعطي هذه الإشارات أن بالإمكان جلوس المعارضة والنظام على طاولة واحدة للحوار، أميركا تتجه للتحضير النفسي لتسوية سياسية مع النظام في سورية.
ماذا عن لبنان وعن جولة المبعوث الأميركي توني بلينكن؟
– يجب علينا كلبنانيين أن لا ننتظر شيئاً من الخارج لأن لبنان ليس على جدول أعماله وعلينا مسؤولية داخلية والحل في رئاسة الجمهورية يكون لبنانياً أو لا يكون ولن يكون خارجياً.
توجد مشكلتان يخاف منهما الخارج، الأولى ماذا سيحصل في عرسال ورأس بعلبك لأن ذلك جزء من حربه على الارهاب، والثاني أنه رغم أن أميركا تقول عن الرئاسة انها شأن لبناني إلا انه تخشى أن يطول الفراغ الرئاسي وحينها يمكن أن تقوى القوى المتطرفة وتضعف المؤسسات لذلك تماسك المؤسسات يؤمن الاستقرار ما يريح أميركا.
هل تتخوف من إنفراط العقد الحكومي بعد الخلاف على ملف اليمن مع تدخل السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في الشأن الداخلي والضغط على بعض الوزراء؟
– السعودية التي أخذت عام 1989 كل مجلس النواب والزعامات وأوقفت حرباً دامت 15 سنة عبر اتفاق الطائف وصلت الآن لتختلف مع جريدة وتلفزيون هذا يعني أنها تدرجت نحو الأسفل وليس إلى الأعلى ونتمنى أن تستعيد السعودية دورها في إنهاء الأزمات والمشاكل لكنها الآن تمر بمرحلة غير عادية.
في الشهرين القادمين يجب أن نكون يقظين حتى إعلان الاتفاق النهائي الإيراني – الأميركي وأيضاً ما بعد الاتفاق لنرى تداعياته وحتى هذه المدة لن نشهد انتخاب رئيس جمهورية وعلينا أن نلتف حول المؤسسة العسكرية والحفاظ على الحكومة ولو لم تكن منتجة وعلى النظام البرلماني حتى لو كان ممداً له، وعيلنا ان نقبل الستاتيكو الحالي في هذه المرحلة.
يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» تردد 12034