من يردع العدوان السعودي على اليمن؟
حسين الديراني
عشرة أيام ولياليها ولم يتوقف العدوان السعودي الإرهابي الغاشم على دولة اليمن العربية الاسلامية، هذا العدوان لم يسفر إلا عن تدمير البنية التحية والمدنية والعسكرية والعمرانية والبشرية للشعب اليمني.
لم ينافس السعودية في عدوانها وجرائمها سوى الكيان الصهيوني، وقد يكون ذلك من اهداف هذا العدوان، بحيث يصبح اي عدوان صهيوني في المستقبل امراً عادياً لا يستوجب الاستنكار والتنديد كما كان يحصل في عدوانها السابق على لبنان وفلسطين.
الإعلام العالمي والعربي غائب تماماً عن نقل آثار العدوان السعودي ومشاهد الدمار والقتل والارهاب في اليمن، مئات الأطفال تدفن بصمت من دون ان تلاحقها عدسات الكاميرات! مئات الجثث المتفحمة ما زالت منتشرة في الاماكن التي استهدفها العدوان! آلاف الجرحى ممنوع أن تصل اليهم المساعدات الطبية لأنّ سماء اليمن مستباح من الغربان السعودية الطائرة! غاب الإعلام لأنّ عدساته قد غُطيت بأموال السعودية، والاعلاميون باعوا ضمائرهم وأقلامهم بالسوق السوداء وبأبخس الأسعار.
عشرة ايام من العدوان والضمير العالمي في نومه وثباته العميق، عشرة ايام من العدوان من دون ان تخرج تظاهرات تندّد به وتستنكره سوى بعض التظاهرات الخجولة، لم تخرج تظاهرات صاخبة ضخمة سوى في اليمن المنكوب نفسه، تظاهروا وهتفوا ونددوا وما هابوا الطائرات العدوانية الارهابية، تظاهروا تماماً مثلما تظاهروا حين خرجوا مستنكرين العدوان الصهيوني على «قطاع غزة»، وكما تظاهروا إستنكاراً على العدوان الصهيوني على لبنان، والعدوان الاميركي على العراق.
بدل ان نشاهد تظاهرات تخرج لوقف هذا العدوان، وتستنكر قتل الابرياء وتدمير البلاد والعباد، شاهدنا التأييد والإشادة بهذا العدوان، منابر الجمعة وخطبائها تهلل وتكبر، وتقدم الفتاوى التي تشرع للمعتدي عدوانه، وتفتح ابواب جهنم للمعتدىَ عليه، وابواب الجنة على المعتدين وكأنهم يملكون مفاتيح الجنة والنار!
بعد عشرة ايام من العدوان لم يحقق العدو السعودي اي هدف من اهدافه، الرئيس المستقيل «عبد ربه» لا زال منتظراً ليعود الى صنعاء هيروشيما او عدن ناكازاكي ليبسط سلطته على الاطلال، التحالف الكرتوني بدأت أطرافه تحترق ليصل الى رأسه، فمن تنصل مصر الى إنكفاء الامارات الى تصريحات المسؤولين الباكستانيين الى لجوء تركيا الى ايران، الى التصريح الخطير للرئيس «اوباما» الذي خاطب به حكام الخليج «ان الخطر عليكم ليست ايران بل الخطر من داخالكم المريض»، ولم يبق في الميدان إلا «حديدان» اي العدو السعودي الذي تسرع في عدوانه واتخذ خطوات انتحارية خطيرة بعد أن فقد السيطرة على اليمن، الخطوة الانتحارية اتخذها الصبية الذين اعتلوا عرش المملكة السعودية المتهالكة بعد موت الملك عبدالله، وما الملك سلمان سوى صورة فوتغرافية في المملكة مصاب بداء ألزهايمر ولا يدرى ما يجري من حوله، فكيف بالمنطقة!!، هؤلاء الصبية لديهم ارتباط مباشر مع اليمين الاميركي و«الاسرائيلي» الصهيوني، الوثائق والاهداف والحقائق تقول ذلك وليس هذا تحليلاً سياسياً يصيب او يخطئ.
من بنك اهداف العدوان بناءً على توصيات الكيان الصهيوني تعطيل الحوار حول الملف النووي الايراني، لكن حصل العكس كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تدير معركة المفاوضات وهي تعلم ما يخطط لها، أدارته بذهنية العمالقة وردت كيد المتآمرين الى نحورهم، لقد أنجز التفاهم النووي واستوعبته الدول العاقلة، ولم تستوعبه مملكة الشر، لأنها تعودت على الاستهتار بدماء المسلمين واستمرت في عدوانها، لا يهدأ لها بال إلا برؤية شلالات من الدماء تسيل من الشعب السوري والعراقي واللبناني والفلسطيني واليمني، ولا يقر لها عين إلا برؤية الدمار في المنشآت الحيوية والسكنية والعمرانية والعسكرية لتلك الدول العربية، تريد ان تستمد قوتها من ضعف الدول التي حولها، تريد ان تستمد قوتها وبقاءها من بقاء «إسرائيل» قوية في قلب الامة العربية والاسلامية.
عدم الرد على العدوان من قبل القيادة التي تدير المعركة في اليمن كان السهم القاتل للسعودية، فكل التهويلات الاعلامية، والتحشيد الاقليمي، ونشر الرعب في المنطقة، وتصوير حركة انصار الله الحوثيين في اليمن على انهم يريدون غزو السعودية وتهديد امنها والاستيلاء على مكة والمدينة، وتهديد الملاحة الدولية في باب المندب كل ذلك التضليل الإعلامي ذهب هباء منثوراً بفضل حكمة قيادة الثورة الشعبية في اليمن التي يتزعمها القائد عبدالملك الحوثي بعدم الرد على العدوان خارج حدود اليمن.
الى اين تذهب السعودية بعد عشرة ايام من العدوان على الشعب اليمني؟
فلا الرادع الاخلاقي والديني والانساني يردعها لأنها لا تملك شيئاً منهما، بالعكس لا تملك إلا العقل التكفيري التدميري الارهابي الرافض لكل نداءات التعقل الانساني، والحنكة السياسية، والحكمة البشرية.
ولا الرادع السياسي لأنها لا تفهم في بديهيات اللعبة السياسية، لأنها تعتقد إن كل شيء يخضع لها بالأموال وتستطيع ان تشتري جيوشاً ودولاً لتدافع عنها .
ولا الرادع الذي تنتظره من أنصار الله، لإن قيادة الثورة اليمنية خيبت آمالها وافقدتها تبريراتها لشن العدوان على اليمن.
فلم يبق سوى رادع الانتحار وإطلاق رصاصة الموت على رأسها، لكن من يطلقها؟ هل تنتحر برصاصة التناحر والتنافس بين المتصارعين على السلطة؟ أم برصاصة من مسدس سيده الأميركي الذي ضاق ذرعاً بغباء عبده السعودي؟ ام بالصاروخ الذي أذن الله للمعتدىَ عليه ان يطلقه على رأس المعتدين؟