«القاعدة» وعاصفة الحزم

ناديا شحادة

لعبت السعودية منذ انطلاق ما يسمى «الربيع العربي» أدواراً، وكانت السبب الاول في تدمير ليبيا والسبب الرئيسي في الحرب الدائرة في سورية من خلال توظيف وكلاء عنها من المجموعات الارهابية كتنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» لتنفيذ المؤامرات التي تكلف بها من قبل اميركا و«إسرائيل».

وبعد انتصار سورية وفشل من وظفتهم السعودية من تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» لتدمير سورية ولاسقاط النظام، وهذا ما أكده سماحة السيد حسن نصر الله في 7 نيسان 2015 حين قال ان الحرب على سورية فشلت ولم تحقق الهدف منها وهو تدمير الدولة السورية، وان سورية ستحسم مستقبل الصراع العربي – «الإسرائيلي»، وكذلك فشل تنظيم «القاعدة» الذي يعتبره المراقبون انه الجناح العسكري للسعودية في محاربة الحوثيين المستمرين في تحقيق النصر ميدانياً رغم الضربات الجوية لعاصفة الحزم، الامر الذي جعل من تنظيم «القاعدة» المستفيد الاكبر من الغزو السعودي ليهاجم مناطق جديدة محاولة منه لاحكام السيطرة على مساحة أوسع من الاراضي اليمنية، ويصدر بياناً في 8 نيسان 2015 يعرض مكافأة قيمتها 20 كيلوغرام من الذهب لمن يتمكن من قتل او اعتقال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أو الرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح، الامر الذي يجعل من المتابع للشأن اليمني يؤكد ان السعودية تقف في صف واحد الى جانب تنظيم «القاعدة» لمحاربة الحوثيين وحلفائهم الذين حققوا نصراً للشعب اليمني.

السعودية التي انساقت الى حرب في اليمن متحالفة مع عشر دول قاموا بتوجيه ضربات جوية في سيناريو خططت له دوائر أميركية «إسرائيلية» لإشعال منطقة الشرق الاوسط برمتها ولاضعاف محور المقاومة خدمة للمشروع الصهيوني الذي يرمي الى تكريس هيمنة «إسرائيل» من دون غيرها ولضمان بقائها كأقوى قوة اقليمية في المنطقة.

ويرى مراقبون ان التحالف العربي الذي يضم عشرة دول والمستمر بتوجيه ضربات جوية على مواقع الحوثيين وعلى قوات تابعة للرئيس السابق صالح وارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب اليمني، لم يستثن لا مدنيين ولا اطفال، حيث امتلأت ثلاجات الموتى بالضحايا من الشعب اليمني، ولم يستثن التحالف مخازن القمح حيث استهدفت الطائرات السعودية مخازن القمح والدقيق بصوامع الغلال في عدن، الامر الذي دفع المراقب إلى طرح سؤالاً: كيف تدعي السعودية ان ضرباتها منسقة وذكية وتستهدف فقط المواقع العسكرية للحوثيين وحليفهم صالح ويتحدثون عن الانتصارات التي حققوها في اليمن؟

ويرى المتابعون انه بمقارنة التطورات الخطيرة التي يشهدها اليمن والمجازر التي ترتكب فيه على ايادي التحالف العربي بحق الشعب اليمني وبين وما يجري في سورية والعراق، هناك تشابك حقيقي وتنسيق على أعلى المستويات بين افرقاء العدوان من تل ابيب وواشنطن والرياض هدفه الاساس وضع حد لسلسلة الانتصارات التي حققها محور المقاومة في الفترة السابقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى