vقال كـبیر المفاوضین في الفریق النووي الایراني عباس عراقجي ان الجولة المقبلة من المفاوضات ستعقد علی مستوی مساعدین وزراء الخارجیة والخبراء.
وفي تصريحات صحافية على هامش ملتقی الیوم الوطني للتكنولوجیا النوویة قال عراقجي: «نجري حالیاً اتصالات مع مساعد منسقة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الاوروبي لتحدید تاریخ ومكان المفاوضات».
وأشار المسؤول الايراني أمس الی ان صیاغة نص الاتفاق الشامل ستبدأ في المفاوضات المقبلة، وقال: «ان صیاغة نص مفاوضات فیینا كـانت قد بدأت الا ان النص بقی في شكل اطار لعدم التوصل الی حلول آنذاك، والآن وبعد التوصل الی حلول، یجب تحدیث هذا النص وان نسعی الی الاشارة الی التفاصیل موضحاً أن صیاغة النص ستكون معقدة وشاقة جداً».
وفي شأن انتشار «ورقة الحقائق» الایرانیة Fact Sheet أكـد عراقجي ان المسؤولین الایرانیین سیما السید وزير الخارجية ظریف بیّنوا وبوضوح المواضیع المعنیة من قبل الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، وقال: «ان الطرفین بیّنوا روایتهما عن المفاوضات، الروایة الایرانیة للبیان المشترك هي ما أعلن في وسائل الاعلام من قبل وزیر الخارجیة الایراني».
وفي السياق، قال قائد الثورة في ايران السيد علي خامنئي أنه لم يتخذ اي موقف حول الاتفاق النووي لأن المسؤولين الإيرانيين يقولون إن الموضوع لم ينجز بعد، مضيفاً: «لا يوجد ما هو ملزم حتى الآن، حالياً انا لست موافقاً ولا معارضاً».
وأضاف خامنئي: «الكلام في التفاصيل، فقد يحاول الطرف المقابل المعروف بنكثه للوعود أن يطوق بلادنا في التفاصيل. فلا معنى لتقديم التهاني لي وللآخرين في الوقت الراهن. ما تحقق حتى الآن لا يضمن اصل الاتفاق ومحتواه، بل حتى لا يضمن استمرار المفاوضات لنهايتها».
وقال قائد الثورة: «لم أكن متفائلاً يوماً بالمفاوضات مع اميركا، وعلى رغم ذلك فإنني وافقت على هذه المفاوضات، ودعمت المفاوضين الايرانيين وسأدعمهم»، مضيفاً: «نوافق على اتفاق يحفظ مصالح وعزة الشعب الايراني لكن عدم الاتفاق هو أشرف من اتفاق يهدر مصالح الشعب وكرامته».
وأكد المرشد الايراني ان ايران ليست معنية بألاعيب إلغاء الحظر التدريجي وانه يجب إلغاء الحظر دفعة واحدة في اليوم الذي نوقع فيه على اتفاق نووي ولا يمكن القبول بشيء أدنى من ذلك.
وشدد على ان التفاوض هو من أجل إلغاء إجراءات الحظر ولا يمكن القبول بأي شيء آخر، مضيفاً: «أطلب من مسؤولي البلاد بأن لا يثقوا بالطرف الآخر ووعوده. وأن اي اتفاق نووي مع القوى الكبرى يجب ألا يستهدف اصدقاءنا في جبهة المقاومة»، منوهاً بأن «المفاوضات مع أميركا هي فقط حول النووي ولا نحاورها في أي موضوع آخر سواء كان إقليمياً أو دولياً أو داخلياً».
وأكد خامنئي ان الشعب الايراني وجه صفعة قوية للاعداء بامتلاكه القدرات الدفاعية، لافتاً الى ان «متابعة تطوير البرنامج السلمي هو ضروري ويجب الاهتمام به»، موضحاً «ان المفاوضات النووية ستكون تجربة اذا نجحت يمكن التفكير بالانتقال الى مواضيع اخرى»، وقال: «سنواصل المفاوضات اذا نجحت المرحلة الحالية منها».
ونوه قائد الثورة بأن «المجتمع الدولي يثق بنا ومن هم مقابلنا ليس المجتمع الدولي بل اميركا وثلاث دول اوروبية»، مضيفاً: «ليست لدينا ضمانات بأنهم سيلتزمون بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات».
ورأى انه لا مانع في تمديد المفاوضات شهراً آخر طالما أنهم قاموا بتمديدها أشهراً عدة ولن نتفاوض مع أميركا في أي موضوع آخر غير النووي، مشيراً الى ان «البرنامج النووي الايراني يستخدم في مجال الأدوية والصناعة الطبية والزراعة وان ايران حصلت على هذه الطاقات داخل البلاد ولم تأخذ التقنية من أحد»، منوهاً بأن «هناك دولاً استخدمت الأسلحة النووية كالولايات المتحدة ضد أعدائها كما ان فرنسا أجرت ثلاث تجارب نووية خطرة في البحر».
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس: «إن بلاده لن توقع أي اتفاق نووي نهائي مع القوى العالمية الست إلا إذا رفعت في اليوم نفسه كل العقوبات المفروضة عليها:. وأضاف: «لن نوقع أي اتفاق ما لم ترفع كل العقوبات في اليوم نفسه… نريد صفقة مرضية لجميع الأطراف المشاركة في المحادثات النووية».
وأوضح روحاني في كلمة بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية «هدفنا في المحادثات هو صيانة الحقوق النووية لشعبنا. فنحن نريد نتيجة تكون في مصلحة الجميع»، وأضاف: «الشعب الإيراني كان وسيظل المنتصر في المفاوضات».
وزاد روحاني: «أن هدفنا الرئيسي في المحادثات هو ما سلم به الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الايرانيين لن يستسلموا للضغط والعقوبات والتهديدات». وتابع: «إنه انتصار لإيران أن تسلم القوة العسكرية الأولى في العالم بأن الايرانيين لن يذعنوا للضغط».
وفي السياق، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي بأن ايران دخلت مرحلة صنع مجمعات الوقود النووي الافتراضي لمحطة بوشهر النووية جنوب البلاد.
واعتبر صالحي ازاحة الستار عن اول مجمع للوقود النووي الافتراضي لمحطة بوشهر انجازاً باهراً وقيماً ربما يفاجئ الآخرين ايضاً، وقال: «لقد تم في اقراص الوقود في هذا المجمع استخدام الرصاص وليس الوقود الاساسي، الا ان بقية اجزائه هي بالضبط كمجمع الوقود الذي يجب استخدامه في محطة بوشهر مستقبلاً». وأضاف: «انه بناء عليه فقد دخلنا مرحلة صنع مجمعات الوقود النووي الافتراضي لمحطة بوشهر ولقد كان نقاشنا حول الانشطة النووية السلمية منذ البداية هو اننا نريد الاطمئنان الى توفير الوقود لمحطة بوشهر».
الى ذلك، تقدم السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس كونز بتعديل على مشروع قانون يتعلق بالاتفاقية النووية مع إيران يقضي بالفصل بينه وبين الإرهاب الذي ترعاه إيران، حيث من المتوقع أن يجتذب هذا التعديل فيما لو تم تبنيه المزيد من الدعم بين صفوف الديمقراطيين لمشروع القانون.
وعلى رغم تهديد الرئيس باراك أوباما باستخدام حق النقص ضد مشروع القانون خوفاً من تقويضه المرحلة الأخيرة الحساسة من المفاوضات مع إيران، فإن عدداً غير قليل من الديمقراطيين يساندون الجمهوريين لتمرير المشروع الذي يمنح الكونغرس حق إبداء الرأي في أي اتفاق نهائي.
ويخطط كونز لمناقشة التعديل المقترح يوم الثلاثاء عندما تجتمع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للعمل على مشروع القانون الذي تقدم به أعضاء من الحزبين. ومن غير الواضح حجم التأييد الذي سيحصل عليه اقتراح كونز في لجنة العلاقات الخارجية التي يسيطر عليها الجمهوريون.
وسيساعد تبني التعديل في حشد الدعم الديمقراطي لمشروع القانون الذي يمنح الكونغرس 60 يوماً لمراجعة الاتفاق النهائي مع إيران وخلال هذه الفترة يجري تعليق تخفيف العقوبات ويمكن لأعضاء الكونغرس التصويت على ما إذا كانوا يوافقون على العقوبات أم سيعترضون عليها.
ومن المتوقع أن يلغي تعديل كونز فقرة في القانون تلزم إدارة أوباما بإبلاغ الكونغرس في شكل مستمر في شأن الدعم الإيراني لأعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة أو أي شخص أميركي في أي مكان في العالم، في حين وصف المتحدث باسم البيت البيض جوش إرنست التعديل بأنه «غير واقعي».