الحرب لو تقع

بلال شرارة

أنا أزعم أنّ «إسرائيل» ستعترض بالنار على التفاهم حول البرنامج النووي الإيراني، والذي تمّ التوصل إليه بين إيران ودول 5+1.

أنا أزعم أنّ ما وصفه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأنه اتفاق أسوأ مما كان يتوقع سيضع «إسرائيل» أمام حتمية اختيار الحرب لمجموعة أسباب أبرزها:

1 ـ إنها لا تريد دولة إقليمية أن تنافسها في الشرق الأوسط، والتجربة التركية حول الأدوار انتهت بالإجهاض بإطلاق النار على سفينة مرمرة التركية، على رغم محاولة تركيا إعادة تشكيل السلطنة عبر التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، وعلى رغم موقعها في حلف الأطلسي.

2 ـ إنها لا تريد لدولة إقليمية مسلمة أن تمتلك وسائل القوة التي تتجاوز حدودها تريد أن تقطع أياديها الطويلة فكيف إذا كانت لهذه الدولة القدرة على إنتاج صواريخ باليستية وأكثر إيران مثلاً .

3 ـ إنها لا تريد لدولة إقليمية تملك إمكانيات موارد طبيعية وتملك أيضاً موارد بشرية ضخمة قوة عمل وإنتاج منافسة في شتى المجالات أن تتشكل وأن تضخ إنتاجاً بمليارات الدولارات عبر حدودها الإسلامية وإلى الضفة العربية من الخليج إيران .

4 ـ إنها لا تريد لدولة مشروعها الأيديولوجي يرفض السيطرة «الإسرائيلية» والعدوانية ويدعم الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني أن يقيم خطوط مقاومة على طول الحدود وعلى مساحة الانتشار البشري الفلسطيني وداخل فلسطين.

5 ـ إنها ستواجه محاولات ما تصفه «إسرائيل» بالأذرع الإيرانية حزب الله- والمقاومة في غزة وستعمل لمنع…

أ ـ تعزيز عناصر قوة حزب الله في الجنوب.

ب ـ منع الحزب من إقامة بنية تحتية في الجولان.

ج ـ نشر فكرة المقاومة الرادعة.

د ـ إعادة تعزيز ترسانة المقاومة في غزة، وهي التي وصلت صواريخها إلى كلّ المدن والمستوطنات «الإسرائيلية».

6 ـ الانتقال السوري مع الحلفاء لتهديد «إسرائيل» بالردّ على كلّ محاولة للعدوان على سورية والتهديد بالمقاومة عبر الجولان.

لذلك ولعشرات الأسباب الأساسية والتفصيلية أنا أزعم أن «إسرائيل» ستعترض بالنار على تحول البيان التفاهم بين إيران ودول 5+1 قبل نهاية حزيران إلى اتفاق وستحاول أن توقع المنطقة في مصيدة للنار وأن تجر إيران إلى مواقع خارج حدود الاتفاق وأبعاده الاستراتيجية وتشير إلى العالم حول مسؤولية إيران عن أي حرب مقبلة.

أنا أزعم أن الحرب واقعة وأن «إسرائيل» ما قبل انتخاباتها العامة إلى اليوم أنجزت أكثر من خمس مناورات وأن رئيس أركانها الجديد الذي يتربع على منصبه منذ منتصف شباط سيحاول أن يثبت أنه قادر بواسطة النار أن يكسر الأذرع اللبنانية والفلسطينية وأن يحبط المشاريع المرتبطة بمقاومة وجود «إسرائيل» فيما سيسعى نتنياهو إلى محاولة إدخال إسرائيل إلى صلب اتفاق 5+1 عبر التأكيد على حقها في الوجود!

أنا أزعم أن إسرائيل وتحت زعم منع حزب الله من تثبيت بنية حربية في الجولان وكذلك منعه من الحصول على منظومات جوية جديدة وتحت التهديد بتكبير الحروب لمنع إيران من الحصول على منظومات دفاع جوي روسية s-300 متطورة تقوم -والله اعلم- بالحرب.

أقول ذلك نظراً لمتابعاتي لعدوانية «إسرائيل» فـ أنا لا تقول لي العصفورة ولا مصادر مطلعة دقيقة وكبيرة وأملك إحساساً مشابهاً لصديقٍ يرى أن منبع الخطر هو «إسرائيل» ويدعم نظرياتي.

هل تعلمون أنّ آخر مناورة «إسرائيلية» حملت عنوان «عصا الساحر» المضادّة للصواريخ، وربما رافقتها في نفس اليوم مناورات في منطقة شبعا وسبقتها بأيام مناورة في هذه المنطقة ومناورة للجبهة الداخلية و… و…

«إسرائيل» تستعدّ للحرب التي قد تقع كما أسرّ في أذني مرجع كبير بين لحظة وأخرى وتركني لمخيّلتي فهو لا يريد استدعاء أهبة وطنية ويعتبر أنّ استنفار قوى المقاومة يجب أن يكون تحصيل حاصل.

الحرب لو تقع ماذا ستفعلون؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى