صباح الخير لسيّد الشرح المفصّل إذا تفضّل
صباح الخير
صباح الخير للعقل إذا تفكّر والقلب حّباً أمطر
صباح الخير للسيّد يمضي في رحلة الفكر يحاضر ويحضر
صباح الخير لتسلسل المعاني والأفكار
صباح الخير لسلاسة المنطق والاستذكار
للمعادلات المترابطة وبساطة الشرح المفصّل
تُفتَح له العقول والقلوب وتقول تفضّل
لك وسادة الروح تسترخي على أهدابها وتستسلم للحنين
منك كلمات الصدق ونحلة القلب تعشق رحيقها وتطرّز بالشغف بستان ياسمين
جولة الساعات سحرٌ بين يديك في شرح أدقّ المسائل وتبيان الأخطر
أبيض وأسود لا رماديّ بينهما، فالساعة الفاصلة والقضايا الحاصلة لا يحسمها إلا الأحمر
بدأ السيّد لمن فاته التسلسل في الأحداث من قبل ثلاث سنين
كيف بذل الجهد بالتنسيق مع الأسد لتسويق الحوار بين السوريين
وكيف جاءه لبنانيون يتوسّطون لغليون وكيلو وسائر المعارضين ويطلبون من السيّد مبادرة
و«حماس» ومن مصر الأخوان وعلاقاتهم وكم طرح عليهم فرضية ومشاورة
وأن الحصيلة اليوم واضحة لمن يريد الإنصاف في الأمور
لا صراع داخلياً في سورية على طبيعة الإصلاح والدستور
إنها الحرب بكلّ ما فيها من معانٍ وأبعادٍ تطاول الوجود
بلا لفّ ودوران هي حرب على سورية يخوضها بنو سعود
فليس للسوريين المتورطين فيها أسبابهم السورية
ولا للبنانيين في الخلاف مع المقاومة أسباباً لبنانية
بل حتى لا ـ أو لم يعد بعد سقوط الأحلام والأوهام للفرنسيين والبريطانيين والأتراك ـ أسباب وطنية أو حتى تطلعات استعمارية
إنها السعودية
إنه مال السعودية
والمصالح مع السعودية
ونفوذ السعودية
وتلك ببساطة هي القضية
لا قضية اسمها مطالب الائتلاف
ولا شيء اسمه الأحلاف
هناك ببساطة من يقبض وهناك من يخاف
ليست أسباب الحريري حريرية
ولا تعنّت المعارضة تفسّره ادعاءتها السورية
فاليوم يتحدّثون عن جنيف وعن الحوار
فما الذي تغيّر وما الذي صار؟
وضعهم السياسيّ صار أشدّ سواداً
ووضعهم في الميدان ينهار اضطراداً
فكيف يقبلون وهم أضعف ما كانوا يرفضون وهم أقوى؟
وقد غادرهم بعدما استعملهم من بهم استقوى
لأنّ أسبابهم ليست سورية
لأنهم جزءٌ من حرب كبرى خارجية
تلك هي القضية
لو كانوا سوريين لما ارتضوا الخراب وخرّبوا بلدهم
ولا سمحوا للمستجلَبين بالتسلّل ولا لمن جلبهم
كلّهم آلة للحرب والحرب سعودية
وحدها أميركا أسبابها أميركية
وقد استعملت حربهم ونالت الثمن بحدود ما تسمح الموازين والمعادلات
فمع سورية الحرب مقابل الكيماوي ومع إيران التفاهم النووي مقابل العقوبات
وصارت حرب أميركا بعدئذٍ حرباً للسعودية
وبقيت «إسرائيل» وأسبابها «إسرائيلية»
ولا حول لـ«إسرائيل» ولا قوة كي تحارب فتحارب بالسعودية
في لبنان والعراق وسورية يحاربون
وها هم يخسرون ويقتلون
يخرّبون ويدمّرون ويحاربون
لأنّ الحقد والكيد من الصفات السعودية
«إسرائيل» تحارب بالسعودية والسعودية تحارب بالآخرين
والقضية مع سورية والمقاومة وإيران قضية سياسة لا مذهب فيها ولا دين
أيّ شرق أوسط جديد سيكون لقادم السنين
تلك هي القضية منذ البداية
والسعودية قرّرت الذهاب في حربها حتى النهاية
ونحن لها بالمرصاد
سنحمي المقاومة وسلاحها ونحمي البلاد
وسيُهزَمون
قالها السيّد بابتسامةٍ ولم يرفع السبابة
ولا احتاج للحاجبين وشرر العينين والمهابة
فهؤلاء دون مستوى أن ينزل بكلّ الأسلحة
تُحرّكهم أحقادهم السوداء، وداء الحقد دواؤه الهدوء، ويبتسم السيّد ويقول: «ما في مصلحة»
فقد تغيّر العالم والنصر آتٍ و«الوقت معنا على مهله»
ولماذا يستعجل «مين عند أهله»
الغرباء والدخلاء وحدهم مستعجلون
وقد حسم الأمر مهما حاولوا سيعودون بخفَّي حُنين
وبعدئذٍ في لبنان تسير الأمور ولن نحتاج ضربة كفّ أو كفَّيْن
وفي سورية سينتصر الأسد ويعود الاستقرار إلى البلد
وعن حزب الله يشارك بجدّية وتواضع وشهداء وكبرياء لكن ليس هو العدد
فالجيش السوري يحسم والجيش السوري يرسم ونحن «حجرة تسند الخابية»
شهداؤنا أقلّ من توقعاتنا في حرب وجود وأسماؤهم ليست خافية
والسيّد مرتاح جدّاً لِما سيكون عليه الصبح القريب
وسيرون أنّ الغد كالصبح قريب قريب
أن ما كُتب قد كُتب ومن صبر ظفر
دماء الشهداء صانت البلاد من كل خطر
صباح الخير لك يا سيّد الكلام
يا عِمّة الإمام
يا هِمّة الهمام
يا حارس الأعمار والأرواح ساهر على أحلامنا لا تنام
صباح الخير لانسياب التاريخ بين كفّيك
وترقرق جدول الانتصارات من بريق عينيك
صباح الخير لأوراحنا بين يديك
رهن إشارة الإقدام والهجوم والدفاع كلمة سرّها لبّيك
لبّيك يا نصر الله
لبّيك نصر من الله
25/12/2013