مشاركة أنت… وقهوتي!

رشفات سمراء، كانت شفتاي تلامساها كلّ صباح، وأحياناً ذات مساء. لم يكن مذاقها ليثير بي أكثر ممّا تفعله رائحتها المنبعثة من فنجاني الصغير… ذاك الفنجان المغموس مرشفه بقليل من نضار الشمس، وقد وشّي بزهرة من اللجين! ما سرّ تلك النكهة المخبوءة في حبيبات، تقلّبت على الجمر، لتحترق شوقاً قبل أن تصل إلى عاشقيها؟ كانت تنقلني من مكاني، وتطوف بي مع النسمات، بين الزهور والرياحين في فجر ربيعي، وتحت المطر في الصباحات الباردة! شجن كان يغمرني، كطائر صغير أغواه غصن يانع، فاقترب ليبعده ـ فجأة ـ ظل صياد آت. ها هو يغطّ على نافذتي، يوقظني من سفري، ويعيدني… يعيدني إلى فنجاني… فأتناوله وأرشف قهوتي، فإذ بملامحك السمراء تهلّ على صفحته!

وأهيم في صفاء عينيك، المتلالئ في جذوته، وأذوب في روحك وقد سكنتني! ربما أدركت لهفتي: تلك لم تكن قهوتي، كنتَ أنت بهجتي!

سحر عبد الخالق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى