صالحي: نتطلع لبناء محطات نووية صغيرة
شدد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة رفع العقوبات الأممية المفروضة على إيران بالتزامن مع توقيع الاتفاق في شأن برنامج طهران النووي.
لكن ريابكوف أكد للصحافيين أن ذلك لا يعني رفع كل العقوبات في آن واحد، مشيراً إلى أن «تحديد أنواع العقوبات التي يمكن تعليقها أو رفعها بالكامل وكيفية القيام بذلك وغيرها من المسائل يجب أن تكون موضوعاً للتفاوض».
واعتبر ريابكوف أن عدم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن يوضح إلى حد كبير صدور إشارات متناقضة من واشنطن وكذلك طهران، مؤكداً «أن جولة لوزان حققت توافقاً على قضايا أساسية متعلقة بالملف النووي الإيراني تسمح بتوسيع فرص للتوصل إلى اتفاق نهائي في الموعد المحدد».
لكن ريابكوف اعتبر أن المهمة الصعبة المقبلة تكمن في صياغة نص الاتفاق نفسه، وقال: «إن كل الأطراف الآن تشير إلى وجود صعوبات، وإن الشيطان يكمن في التفاصيل».
ووصف كـبیر المفاوضین الایرانیین عباس عراقجي من جهته، ملخص البیانات، بأنه یعكس حقیقة المفاوضات التي أجريت بین الوفود المشاركـة وما تم التوصل الیه من توافق، وقال: «ان ملخص بیانات ایران عن المفاوضات هو الكلمة التي القاها وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف».
وأضاف عراقجي: «ان من الطبیعي ان یتم الاعلان بعد كـل مفاوضات او حادثة سیاسیة عن ملخص بیانات ازاء ما جری»، وشدد علی ان «كـل جانب من المتفاوضین یتحدث عما جری ویحاول ان یبرز الأجزاء المقبولة لدیه في المفاوضات».
وأضاف المسؤول الايراني «ان ملخص بیانات اميركـا عن المفاوضات والذي تم نشره یعكس رؤیة الاميركـیین للمفاوضات الاخیرة»، موضحاً ان الاميركـیین «اعلنوا عن بیانهم بشكل مدون، وكـانوا قد دونوا جانباً منه في وقت سابق، ونحن من جانبنا أعلنا ذلك بصورة شفهیة، واذا كـان ضروریاً سندون بیاننا في شأن المفاوضات».
وفي ما جاء في خطاب قائد الثورة في شأن نكث العهد وطبیعة الاميركـیین بالطعن بالظهر قال: «لقد لمسنا جانباً من هذه الخصال الاميركـیة في المفاوضات»، مشيراً الی الحظر الذي فرضته اوروبا علی بعض الاشخاص والشركـات الایرانیة، موضحاً «ان هذا الامر یعتبر نكثاً للعهد، وعبارة عن اختلاف في تفسیر اتفاق جنیف».
وفي السياق، أعلن رئیس منظمة الطاقة الذریة الايرانية علي اكـبر صالحي إن «اياً من منشآتنا النوویة لن تغلق وان دورة الوقود النوویة ستستمر».
وأجاب صالحي في مقابلة متلفزة علی الاسئلة الفنیة والعلمیة المتعلقة ببرنامج ایران النووي ومساره التاریخي وجولة المفاوضات الاخیرة التي أجريت في لوزان بسویسرا والاتفاق الاطاري وكـذلك العمل في محطة نطنز ومنشأة فردو وأجهزة الطرد المركـزي وملخص البیان.
وحول نشاط خمسة آلاف من أجهزة الطرد المركـزي من الجیل الاول في محطة نطنز وما اذا كـان هذا العدد سیكون كـافیاً لتغطیة حاجات ايران خلال السنوات العشر المقبلة؟ قال صالحي: «ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة قررت اعادة نشاطها النووي السلمي بعد انتهاء الحرب المفروضة وادركـت ان بناء المفاعل النووي بحاجة الی ضمان الوقود».
وأوضح انه «لا یمكن دفع ملیارات الدولار لبناء المفاعل بینما یمدنا الآخرون بالوقود لانه في حال عدم رغبتهم في تسلیم الوقود لنا فإن استثماراتنا في بناء المفاعل البالغة نحو ملیارات الدولارات ستذهب هباء».
وتابع صالحي قائلاً: «انه تم التخطیط لضمان الوقود في الداخل لكن هذا لا یعني اننا نوفر جمیع الوقود الذي نحتاجه علی الأمد الطویل لذلك خططنا ان نوفر كـمیة منه في الداخل لانه ان امتنع الطرف الآخر عن تزویدنا بالوقود علیه ان یعلم بأننا نملك الامكانیة لتوفیر الوقود».
وحول ملخص البیان أوضح صالحي «أن البیان الذي قدمته اميركـا یحوي معلومات صحیحة وخاطئة وهذا لیس غریباً لأن اميركـا وخلال المفاوضات التي أجريت في لوزان وعلى رغم التوصل الی نتیجة حول القضایا الفنیة كـانت تطلب اعادة النظر فیها بعد ساعتین بحجة ان الجانب الاوروبی مارس علیها ضغوطاً في هذا المجال وكـررت هذا العمل».
وأعلن صالحي «أن ايران قررت بناء محطات نووية صغيرة بطاقة 50 و100 ميغاواط» مؤكداً «انها اكثر فائدة وجدوى اقتصادية وان بلاده لديها الشروط الصناعية لبناء مثل هذه المحطات».
وأوضح المسؤول الايراني «أن مثل هذه المحطات يمكن بناؤها في مختلف مناطق البلاد وهي لا تحتاج بالضرورة الى مياه كثيرة وخطوط نقل الكهرباء»، مشيراً الى ان «الصناعيين الايرانيين بامكانهم انتاج عناصر هذه المحطات الصغيرة»، لافتاً الى وجود مفاوضات حول هذا الشأن مع عدد من البلدان في هذا المجال «وقد حققنا تقدماً جيداً».
وأفاد صالحي بأن «اذا توصلنا الى اتفاق نهائي فإننا سنبني محطتين صغيرتين في السواحل الجنوبية للبلاد وقد اتخذنا التمهيدات اللازمة لذلك منذ أشهر».