بالحبّ والحبر تختتم «إبداع» معرضها السنوي وتكرّم الشهيد حمزة الحاج حسن والشاعر الراحل نصري حجازي
لمى نوّام
بشجرة الأرز وتراب الجنوب، وجوّ من الشموع والدموع والتأثّر والاشتياق، اختتمت «جمعية إبداع» معرضها الفنّي السادس «بالكلمة واللون والضوء» في قصر الأونيسكو، بأمسية شعرية وموسيقية عنوانها «الحبّ والحبر»، تكريماً للإعلامي والشاعر الشهيد حمزة الحاج حسن، وفقيد «إبداع» الشاعر نصري حجازي، وذلك وسط حضور إعلاميّ وثقافيّ وفنّي كبير، ضمّ أيضاً أهل المحتفى بهما وأصدقاءهما.
استُهلّت الأمسية الموسيقية بالوقوف للنشيد الوطني اللبناني، وعزف على آلة العود من الفنان علي حيدر تحية لروحَي المحتفى بهما. ثمّ اعتلى المنبر الشاعر أحمد حسين منصور، وألقى قصيدة عنوانها «وقائع»، ومما جاء فيها:
ما بيقدروا يا موت يتحدّوك
نحن بشر يا خالق الأكوان
والموت حق وواجب يطيعوك
لكن فراق الأهل والخلّان
يبقى جرح لنفوسنا مملوك
عفوك يا ربي وبرحمتك طمعان
نصري ما غاب وبالقلب شريان
عايش معي ومع كل يلي حبّوه
حمزة الشهيد استفقدك نيسان
شاعر مقاوم للحقيقة كان
اغتالوا الصورة وإنت ما اغتالوك…
ثمّ ألقى الشاعر الشاب علي طالب قصيدة وفاء للشهيد حمزة والراحل نصري، وألقت رحاب نصري حجازي قراءات شعرية من ديوان والدها فقالت:
هارب أنا من الشعر إليك
مثل فراشة حمقاء
تعرف أنّ النور قاتلها وتعشقه
بهذه العبارة عبّر والدنا الشاعر الحبيب عن مدى حبّه وعشقه للكتابة، خصوصاً كتابة الشعر. ثمّ ألقت قصيدة عنوانها «إلى أن»، وشكرت «جمعية إبداع» على تكريم والدها في هذه الأمسية.
وبحضور الأهل والأصدقاء استمع الحضور لما كتبه الشهيد حمزة الحاج حسن قبل استشهاده، وذلك على لسان شقيقه الدكتور عباس الحاج حسن الذي قال:
جايي إحكي عالمذياع قصة صغيرة مش أكتر
قصّة شاعرنا الشّجاع يللي قدّم دمه وما تأخّر
وتوجّه بِاسمه وبِاسم عائلته بالشكر إلى «جمعية إبداع» ورئيسها شاعر المقاومة علي عبّاس، وأعضائها المحترمين وبارك لهم نجاح معرضهم.
ومنحت رئيسة ملتقى الشعراء والأدباء اللبنانيين الشاعرة أمل طنانة شهادة تقديرية لعائلة الراحل نصري حجازي. وبدوره، منح رئيس «جمعية إبداع» الشاعر علي عباس قلادة التألّق والتميّز للشهيد الشاعر حمزة الحاج حسن، وقلادة التألق والتميّز للراحل نصري حجازي، وشهادات تقديرية لعائلتَيهما.
ختاماً، قدّمت «جمعية إبداع» شهادات تقديرية للفنانين العرب واللبنانيين المشاركين في المعرض، وتذكار شجرة الأرز وُضعت فيه حفنات من تراب الجنوب والبقاع.
وفي إضاءة على فعاليات اليوم الثاني من المعرض، دعى الناقد التشكيلي أحمد بزون إلى لقاء حواريّ ئحت عنوان «النقد التشكيلي والإعلام في لبنان»، بحضور عدد من الفنانين المشاركين في المعرض ومهتمين بالنشاط الفني. فقدّم قراءة لتاريخ الكتابة النقدية، وبدايات الاهتمام بالفنّ التشكيلي في الصحف اللبنانية، ثم عرض لأهم الأشخاص الذين ساهموا في تأسيس النقد التشكيلي، والصعوبات التي تواجه النقّاد، من حيث تدنّي عدد القراء المهتمين بهذا النوع من الكتابة، ثم غياب التربية الفنية، وغياب الثقافة الفنية في المجتمع عموماً.
وبعد تقديمه عدداً من الوقائع التي يواجهها النقد التشكيلي في مجتمعنا، وتفصيله وقائع التعامل الضعيف مع هذا الفن من قبل وسائل الإعلام المرئي والمسموع وحتى المكتوب، بدأ حوار بينه وبين الحضور، تناول مشكلات النشاط التشكيلي، وأهمية الدور الذي تلعبه «إبداع» في إيصال الرسالة الفنية إلى جمهور أوسع في العاصمة والمناطق، وتحفيز جمعيات المجتمع المدني على الاضطلاع بدورها في هذا المجال، في ظل غياب الدولة، وضعف إمكانيات وزارة الثقافة.
منسّقة الفنون في «إبداع» الفنانة التشكيلية إيفا هاشم تحدّثت إلى «البناء» قائلة: «المعرض كان مميّزاً هذه السنة بالمشاركات العربية من السعودية، وبمشاركة فنانين إيرانيين أيضاً. وأضاف الفنان برنارد رنّو رونقاً خاصاً للمعرض، إضافةً إلى الحوار مع الناقد أحمد بزون وتكريم الشاعرين حمزة الحاج حسن ونصري حجازي، ومرافقة الشعر بالعزف على آلة العود».
وأضافت هاشم: «إننا نعتبر هذا المعرض، بفعالياته المتواضعة، حجرة تسند خابيةً من أجل إعلاء الشأن الثقافي في لبنان. كما نعتبره محطّة لنقدّم فعاليات أوسع، من شأنها أن تبقي لبنان منارةً ثقافيةً في العالم».
يذكر أنّ إيفا هاشم شاركت بلوحة تشكيلية عنوانها «وراء كل امرأة عظيمة رجل»، تحيّة منها للرجل الذي يدافع عن المرأة ويدعمها لتحقّق أهدافها، فهو رجل يستحقّ التقدير.