محاولة في استشراف ما يواجهنا من تحديات د. عصام نعمان

نظّم أحد مراكز التفكير والدراسات ندوة بحثية لمناقشة وتحديد موضوعات برنامج أبحاثه لمرحلة السنوات الخمس المقبلة، وقد شارك فيها نفر من أهل الفكر والعلم من شتى الأقطار العربية.

قدّمتُ في مداخلتي ملخصاً لحال الأمة في المرحلة الراهنة وما يعتمل في داخلها من أزمات واضطرابات وانطلقتُ منها لاستشراف ما يواجهنا حالياً وفي المستقبل المنظور من تحديات، وذلك على النحو الآتي:

أولاً، انطواء تركيبة الأمة على تعددية راسخة ومرهقة قوامها قبائل وطوائف ومذاهب واثنيات متمايزة وأحياناً متصارعة ما أسهم في إخفاق العرب، حاكمين ومحكومين، في بناء دولةٍ وطنيةٍ مدنية ديمقراطية قادرة على إدارة التنوّع وتأمين العيش المشترك المستدام في ما بين مكوّنات الأمة.

ثانياً، استغلال القوى الخارجية، ولا سيما الولايات المتحدة، للتعددية الراسخة المرهقة وغياب الدولة الوطنية الديمقراطية القادرة والعادلة، وقيامها باحتلال أقطار عربية والسيطرة على مواردها والتحكم بسياساتها.

ثالثاً، نجاح القوى الخارجية، مقرونةً بتخلّف النُظُم السياسية القائمة، في استدخال التحدي الصهيوني إلى قلب وطننا وتعزيزه، ومن ثم نجاحها في تظهير تحدي الإرهاب الإسلاموي السلفي المتطرف ضدّ العرب، حكوماتٍ ومجتمعات. وقد أدى ذلك، بحسب الدكتور عبد الإله بلقزيز، إلى تعاظم ظاهرة العنف ومصانعه الخمسة: الإيديولوجيات المتطرفة، الفقر والعوز، الاستبداد، المال السياسي، ونُظُم التعليم القاصرة.

رابعاً، استجابةُ الأمة ومواجهتها لهذين التحديين كانتا قاصرتين ما أدّى لاحقاً إلى اندلاع خلافات وصراعات بين قوى المقاومة الفلسطينية ما أفقد قضية فلسطين مركزيتها وأولويتها. وقد أدى اعتماد صيغ تسووية للمصالحة الوطنية إلى فشلٍ مدوٍّ وحوّلها ملهاة مملة في الحياة السياسية الفلسطينية.

خامساً، في ضوء التحديات والممارسات والتحوّلات السالفة الذكر، تستشعر قوى حيّة فلسطينية وعربية، حاجةً وجودية لمراجعة التجارب السابقة وإعادة جدولة الأولويات بتقديم الأهمّ على المهم بدءاً بالانتقال من ممارسة ملهاة المصالحة الوطنية بين فصائل متناقضة في أهدافها وسلوكياتها إلى اعتماد ثقافة المقاومة، نهجاً وممارسة.

في ضوء هذا التشخيص لحال الأمة، اقترحتُ أن يعالج برنامج عمل صاحب الدعوة، أي مركز التفكير والدراسات، الموضوعات الآتية في كتب وندوات فكرية وحلقات مناقشات استشرافية:

1 – الطبيعة التعددية للأمة، ماضياً وحاضراً.

2 – إدارة التنوع في عالم متحوّل.

3 – نحو الدولة المدنية الديمقراطية كأساس للنظام العربي الجديد.

4 – العلاقات العربية التركية بعد صعود الإسلام السياسي.

5 – العلاقات العربية الإيرانية بعد صعود الإسلام السياسي.

6 – إعادة بناء مصر، دولةً ودوراً وقاعدةً لنظام عربي اتحادي.

7 – أيّ نظام إقليمي بعد التفاهم الأميركي الإيراني؟

8 – أيّ دور لـٍ»إسرائيل» بعد التفاهم الأميركي الإيراني؟

9 – نحو إعادة جدولة أولويات الأمة في عالم متحوّل.

10 – ما هي قضية العرب المركزية في المرحلة الراهنة؟

11 – إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بما هي حركة تحرير الأرض والإنسان.

12 – هل قيام الكتلة التاريخية ممكن بين القوميين والإسلاميين؟

13 – العرب والكرد مشكلة علاقة في عالم متحوّل.

14 – كيف يمكن الاستغناء عن الأمن الخارجي المستعار؟

15 – إعادة تدوير عائدات النفط لتمويل مشروعات التنمية العربية.

16 – المقاومة ثقافةً ونهجاً.

17 – العلاقات العربية الروسية في عالم متعدد الأقطاب.

18 – العنف الإسلاموي الأعمى، مشكلةً وحلاً.

19 – إعادة إشراك وانخراط الشباب العربي في العمل السياسي.

20 – العروبة كهوية حضارية أعلى من العصبية القومية.

وزير سابق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى