مصر: تواصل الحرب بين مؤسسات الدولة والإسلاميين
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
بعيداً من الساحات التي تركز عليها وسائل الإعلام العربية جلّ اهتمامها من سورية والعراق إلى اليمن، تتواصل في مصر حرب ذات وتيرة منخفضة اندلعت عقب الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، بين مؤسسات الدولة المصرية والتنظيمات الإسلامية في البلاد، إذ كانت آخر حلقات تلك الحرب اقتحام جديد لقسم ثالث العريش بسيارة انتحاري مفخخة، ما أدى إلى سقوط العشرات من أفراد الأمن والجيش المصريين بين قتيل وجريح، ويأتي التفجير الانتحاري بعد مقتل ضابط مع 5 جنود من الجيش المصري، وإصابة 3 آخرين الأحد، في انفجار عبوة ناسفة في مدرعة بالشيخ زويد شمال سيناء.
وقال مصدر أمني مصري إنه تم زرع العبوة في منطقة الخروبة بالشيخ زويد مستهدفة قوات الأمن، لتنفجر في المدرعة التي كانت تحمل الجنود.
التصعيد في سيناء جاء عقب قرار محكمة جنايات الجيزة في جلستها المنعقدة السبت، وبإجماع آراء أعضاء هيئة المحكمة، بمعاقبة 14 متهماً من قيادات وعناصر تنظيم الإخوان وعلى رأسهم مرشد التنظيم محمد بديع، بالإعدام شنقاً، من بينهم اثنان غيابياً و12 متهماً محبوساً احتياطياً على ذمة القضية المعروفة باسم «غرفة عمليات رابعة»، وهي القضية المتعلقة بالاعتصام الشهير الذي نظمته الجماعة المحظورة في ميدان رابعة في القاهرة احتجاجاً على الإطاحة بالرئيس السابق مرسي .
وتضمن الحكم معاقبة بقية المتهمين في القضية، وعددهم 37 متهماً، بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة لكل منهم، عما نسب إليهم بتحقيقات النيابة العامة، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بـ «غرفة عمليات رابعة» والتي حملت اتهامات لهم بإعداد مخطط إرهابي يقوم على حرق وتدمير منشآت الدولة والمصالح الحكومية والمرافق والمؤسسات العامة، وفي مقدمها المقار الشرطية، ودور عبادة المواطنين المسيحيين، ومحاولة اختطاف عدد من رموز الدولة وقياداتها.
يأتي هذا التطور بعد ساعات من قتل إرهابيي فرع «داعش» المصري جندياً مصرياً في شبه جزيرة سيناء، كانوا قد اختطفوه قبل أيام في عملية، قتل فيها أيضاً 16 جندياً آخر.
وبث التنظيم شريطاً مصوراً في الإنترنت يظهر مقتل الجندي، وشخصاً آخر. كما أظهر التسجيل أحد قادة «داعش» المطلوبين للسلطات المصرية أمام دبابة استولى عليها مسلحو «داعش».
في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني مصري، بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في محيط مقر للشرطة، في حين تمكن رجال الأمن من إبطال مفعول أخرى، السبت الماضي.
وأوضح المصدر أن الانفجار وقع في محافظة البحيرة، شمال مصر، حيث انفجرت القنبلة الأولى، ما أدى إلى تحطم 3 سيارات، من دون وقوع خسائر بشرية.
وعقب الحادثة، تمكن خبراء المفرقعات من إبطال عبوة ناسفة ثانية كانت مزروعة قرب قسم شرطة «إيتاي البارود» في المحافظة.
وفي السياق ذاته، كشف تنظيم أجناد مصر الإرهابي، عن تنصيب قائد جديد للتنظيم، بعد اعترافه بمقتل قائده همام عطية، وأعلن التنظيم، في بيان منشور على المواقع الجهادية، أن مجلس شورى أجناد مصر اجتمع على تنصيب القائد عزالدين المصري، خلفاً للشيخ مجدالدين المصري.
وأوضح البيان أن قائد التنظيم المدعو همام عطية مجدالدين المصري شارك في قتل عدد من رجال الجيش والشرطة المصريين، وأن أول رد من التنظيم على مقتل قائده كان يوم 5 نيسان، بزرع عبوة ناسفة لتجمع للشرطة المصرية فوق جسر 15 مايو بالمهندسين، ما أدى إلى مقتل مساعد ضابط وإصابة ضابط آخر، بحسب ادعاء بيان التنظيم الإرهابي.
وكانت وزارة الداخلية المصرية، قد أعلنت في وقت سابق، مقتل قائد تنظيم أجناد مصر، في بيان رسمى للوزارة، تضمن أن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني المصري، حول اتخاذ الإرهابي الهارب همام محمد أحمد علي عطية، من إحدى الشقق السكنية بمنطقة الطوابق بالهرم، بمحافظة الجيزة وكراً للاختباء به، والتخطيط والإعداد لتنفيذ مخططاته العدائية.
واستهدفت قوات الأمن المصرية الوكر الذي دلت عليه التحريات، حيث اشتبكت مع «همام» بالأسلحة النارية في عمارة سكنية في فيصل، ما أدى إلى مصرعه برصاص قوات الشرطة المصرية.