بعد لقائه كاسترو لقاء آخر يجمع أوباما ومادورو
اختتمت أعمال القمة السابعة للأميركتين، أول من أمس في العاصمة البنمية، من دون إصدار إعلان نهائي مرة أخرى، لكنها ضمنت لنفسها أن تكون تاريخية بمعنى الكلمة.
وشاركت كوبا لأول مرة في القمة منذ تاريخ تأسيسها قبل 21 سنة، في حين حضر قادة وممثلون من الدول الـ35 كافة في نصف الكرة الغربي.
وشهدت القمة إجراء رئيسي الولايات المتحدة وكوبا على هامشها ولأول مرة منذ عام 1961 محادثات «معمقة»، إلى جانب «لقاء خاطف» مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو مواصلة المضي قدماً بعملية تطبيع العلاقات الثنائية على رغم من وجود بعض الخلافات العميقة والكبيرة.
أوباما ومادورو
أعلنت ناطقة باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى «حديثاً خاطفاً» لبضع دقائق مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو على هامش قمة الأميركتين التي اختتمت السبت الماضي في بنما.
وهذه المحادثة هي الأولى بين الرئيسين الأميركي والفنزويلي منذ تولي مادورو السلطة في نيسان 2013 بعد وفاة هوغو تشافيز.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كاترين فارغاس إن الرئيس أوباما كرر القول إن «مصلحتنا ليست في تهديد فنزويلا ولكن بدعم الديمقراطية والاستقرار والازدهار في فنزويلا وفي المنطقة». وأضافت أن الحديث جرى بينما كان أوباما يهم بمغادرة القمة، موضحة أن الرئيس الأميركي أكد من جديد «دعمه القوي لحوار سلمي» في فنزويلا.
وشهدت العلاقات المتوترة أصلاً بين واشنطن وكراكاس مزيداً من التدهور بعد توقيع أوباما في آذار مرسوماً يفرض عقوبات على مسؤولين كبار فنزويليين متهمين بعدم احترام حقوق الإنسان كما تزعم الإدارة الأميركية.
ويعتبر المرسوم فنزويلا «تهديداً» للأمن الداخلي للولايات المتحدة، وقد أثار غضب مادورو الذي حصل على دعم دول أميركا اللاتينية.
لقاءات تاريخية
بلقائه التاريخي مع راوول كاسترو ونيكولاس مادورو، مهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في قمة الأميركتين في بنما، لمرحلة جديدة للعلاقات المضطربة غالباً بين الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية.
ففي سياق إعلان تقاربهما منتصف كانون الأول تمكن الرئيسان الأميركي والكوبي بادئ ذي بدء من طي آخر صفحات الحرب الباردة بعقد لقاء ودي غير مسبوق منذ 1956 بين رئيسي البلدين. وقد تحدث أوباما بعد ذلك في الكواليس إلى الرئيس الفنزويلي مادورو في حوار غير مسبوق.
ومع هذه القمة أتاح أوباما انطلاقة جديدة لكن الخبراء يعتبرون أنه يبقى هناك الكثير من العمل من أجل استعادة مكانة مميزة في منطقة النفوذ الأميركية سابقاً. ومع ذلك يتوقع مراقبون أن هذه القمة لن تؤتي ثمارها إلا بعد «جهد طويل» للدبلوماسية الأميركية.