لحّود: الشعوب التي تتنكر لمكامن قوتها تصبح لقمة سائغة على مائدة المفاوضات
اعتبر الرئيس العماد إميل لحود أنّ «الحدث الدولي الأبرز المتمثل بتوقيع الاتفاق – الإطار بين مجموعة خمسة زائداً واحداً الدولية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بموضوع طاقة إيران النووية، يشكل في حدّ ذاته، بعد سنين مضنية من المفاوضات، انتصاراً لحقّ الشعوب في تقرير مصيرها ومصادر قوّتها والحفاظ على سيادتها»، آملاً «أن يجد هذا الاتفاق على المبادئ خواتيمه التفصيلية في نهاية حزيران المقبل».
وقال الرئيس لحود أمام زواره أمس: «إنّ هذا الاتفاق يدلّ أيضاً على أنّ البراغماتية تسمو كلّ اعتبار في السياسة الاستراتيجية الأميركية، حيث لا صداقات دائمة بل مصالح دائمة، هذه المصالح التي تفرضها دول سيادية تعرف أيضاً أين تكمن مصالحها وتتمسك بحقوقها».
ورأى «أنّ الحدث الإقليمي الأبرز يتمثل بالحرب التي يشنّها ما يُسمّى بالتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، على اليمن في استعادة لماض مؤلم لم تستخلص المملكة عبره، بعد غزوة 1934 وحرب 1962، حيث لم يكن هناك من عجم أو عرب أو أتراك أو وصايات أجنبية في اليمن تتهدّد المملكة وأمنها واستقرارها».
وأضاف لحود: «حبّذا لو تستعد المملكة ما أوصلها إلى طائفها سنة 1934، وكذلك ما أوصلها إلى الاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية عام 1962 بعد حشد تحالف مماثل لشنّ حرب على اليمن بمجرّد حصول انقلاب على الملكية اليمنية في حينه».
ورأى «أنّ على المملكة العربية السعودية أن تعود إلى موقف جامع لأمة العرب، وهي المؤتمنة على مقدّسات المسلمين، وأن تعيد حساباتها في سورية واليمن ولبنان معاً، ذلك أنه لا يمكن لنا أن نفهم أن تشنّ المملكة حروباً، بالواسطة أو بالمباشر، بهذا الحجم التدميري الهائل على بعض أمة العرب، وهو بالمناسبة ينتمي إلى محور الممانعة والمقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي، وهو النصير الأوحد لقضية العرب المركزية، فلسطين، التي ما أن تجد حلاً لها يرتكز على مبادرة بيروت للسلام، وجدت المنطقة العربية سبيلاً إلى الاستقرار والازدهار».
وفي الشأن اللبناني، لفت لحود إلى «أنّ ما يعاني منه لبنان اليوم إنما هو ازدواجية المواقف من أحداث المنطقة، في حين يتحاور المتحاورون على الحدود الدنيا المرتقبة من حوارهم، أي تخفيض منسوب الاحتقان على الأرض»، متسائلاً عن «أسباب هذه الازدواجية، في حين أنّ لبنان خبر عام 2006 الانتصار على العدو الإسرائيلي، القوة الأعتى في هذا الشرق العربي، بعد أن حرّر أراضيه بالقوة عام 2000، كما خبر أنّ المقاومة هي رافد من روافد قوّته التي لا يجوز ولا يمكن لأحد التفريط بها، خدمة لهذا العدو الذي لا يزال توسعياً في استراتيجيته ومشرذماً لوحدة الأمة العربية».
وختم لحود: «كيف تكون مثل هذه الازدواجية حاصلة في لبنان، والإرهاب التكفيري والعدمي لا يزال جاثماً على تخومنا الشرقية ومهدّداً في أي حين بالهجوم على جيشنا وبلداتنا وقرانا المقاومة، ذلك أنّ شعبنا لن يرضى أن يكفر في أرضه التي هي موئل الديانات والحضارات والثقافات. إنّ وحدة الشعب والتمسك بالثوابت والمسلمات الوطنية هما السبيل الأوحد لخلاص لبنان على عتبة اقتراب الحلول الكبرى للمنطقة وإعادة تموضع الدول الكبرى فيها. إنّ الشعوب التي تتنكر لمكامن قوتها إنما تصبح لقمة سائغة على مائدة المفاوضات بدل أن تحتل مكانها عليها».