لتعزيز النقاط المشتركة بين اللبنانيين والالتفاف حول الجيش
استمرت أمس الدعوات في الذكرى الأربعين لبدء الحرب الأهلية، إلى عدم تكرار الخطأ مرتين، مشددة على ضرورة استمرار الحوارات الداخلية والالتفاف حول الجيش لتحصين لبنان وإبعاد الحرائق الخارجية عنه.
وأقامت جمعية «لوغوس»، نشاط «درجها لما تنعاد» للدراجات الهوائية، في حضور مؤسس الجمعية زياد عبس ورئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا، تحت إشراف الاتحاد اللبناني للدراجات الهوائية وبالتعاون مع الجمعيات التالية: قدرات، يازا،LASIP وبلدتي.
انطلق المشاركون من نقطة المتحف عند الخامسة عصراً بجولة استعراضية يتقدمها العلم اللبناني، وركبوا دراجاتهم الهوائية وساروا على خطوط التماس السابقة في بيروت، تأكيداً منهم لرفض الحرب الأهلية. كذلك شارك عدد من الشباب الفلسطيني من مخيم عين الحلوة كموقف منهم يعبر عن عدم الانزلاق إلى أي صراع داخلي. وسار الموكب الشبابي المكون من أكثر من 500 مشارك خلف دراجي قوى الأمن والجيش اللبناني بمواكبة متطوعي الاتحاد اللبناني للدراجات الذين تولوا تأمين سلامة وأمان المشاركين.
بدأ النشاط بوضع إكليل على ضريح الجندي المجهول، حيث أكد أبي رميا إيمانه بالشباب اللبناني وبقدرته على التأثير إيجاباً في المجتمع، معتبراً «أن التعاون بين الشباب وممثليهم في البرلمان باستطاعته أن يكون عنصر تغيير».
أما عبس فأكد أن «نقاط التلاقي بين اللبنانيين أكثر من نقاط الخلاف. وعلينا العمل معاً لتعزيز النقاط المشتركة. ونحن نتذكر اليوم ذكرى الحرب الأليمة، علينا ألا ننسى أن هناك أمهات وزوجات ما زلن يعشنها كل يوم، وعلينا أن نعمل من أجل معرفة مصير المفقودين في الحرب، وإعطاء هذا الملف الأولوية المطلقة.
وتوقفت المسيرة عند تجمع أهالي المخطوفين والمفقودين خلال الحرب – SOLID – حيث استقبلها غازي عاد وعدد من الأهالي، وقدم المشاركون وروداً، تعاطفاً ودعماً لهم. وعبر عاد عن «ألم الأهالي لتقصير الدولة اللبنانية تجاه هذا الملف، وعلى رغم وجودنا في هذه الخيم منذ عشر سنين، لا يزال ملف المفقودين فارغاً، وهذه فضيحة كبرى».
واختتم النشاط بوضع إكليل في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث كان للمنظمين عرض فني. ومن هناك أسدل الستار على التحرك الذي وعد المنظمون بإعادته السنة المقبلة».
مواقف تدعو لأخذ العبر
وفي المواقف، تمنى الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود «على اللبنانيين عموماً وقياداتهم السياسية والحزبية والدينية خصوصاً، أن يأخذوا العبر ليس من حربنا الأهلية التي دمرت البشر وقتلت وهجرت البشر، بل أن نتطلع إلى ما يجري حولنا من حروب في أكثر من دولة، ونتعلم منها، ونتعظ أكثر، ونعمل على إبعادها عنا».
ورأى رئيس «لقاء علماء صور» الشيخ علي ياسين في بيان «أن على اللبنانيين أخذ العبر مما جرى سابقاً، حتى لا يقعوا في الخطأ مرتين».
وأضاف: «أن أولى الملاحظات التي يجب الانتباه لها هي أن أحد أسباب تفاقم الحرب اللبنانية كان بسبب منع الجيش اللبناني من القيام بواجبه، الأمر الذي يتطلب منا الوقوف في هذه الأيام وراء الجيش حتى يقوم بواجبه ويحصن الوضع اللبناني».
بشور
ودعا المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور «إلى تأسيس مركز متخصص حول الحرب اللبنانية والحروب الأهلية في المنطقة لدراسة أسباب هذه الحروب والظواهر المتصلة بها، ولتحديد نتائجها ولوضع الحلول المناسبة».
كما دعا بشور خلال مداخلة له في ندوة دعت إليها حركة الأمة ولقاء الجمعيات والهيئات اللبنانية في مقر الحركة في المصيطبة، في ذكرى مرور أربعين عاماً على اندلاع الحرب في لبنان بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والسياسية والدينية والحزبية، إلى تعزيز ثقافة الحوار والوفاق والوحدة في المجتمع اللبناني والمجتمعات العربية بمواجهة ثقافة الإقصاء والإلغاء والاجتثاث التي لم تسلم منها جهة أو نظام فأدت إلى ما أدت إليه من احتقان وتفجرات نجدها في أنحاء متعددة من مجتمعنا العربي.
ودعا إلى تعزيز كل الأطر والمؤسسات والبرامج الوحدوية الجامعة، لبنانياً وعربياً وإقليمياً.
الأسعد
وشدد الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» معن الأسعد، على «ضرورة الخروج من الأزمات والمشكلات والتحديات التي يتعرض لها لبنان حتى لا تتكرر المأساة ويزداد حجم الدمار والضحايا وإلى عدم زج لبنان في نزاعات وصراعات إقليمية ودولية لن تجلب للبنان إلا الويلات والانقسامات والاقتتال المرفوض جملة وتفصيلاً».
واعتبر الأسعد «أن الحوار القائم بين حزب الله وتيار المستقبل يجب أن يستمر وبوتيرة أسرع وأجدى على رغم التحديات والانتكاسات وانعكاس الصراعات والحروب العربية عليه»، مؤكداً «أهميته ومواصلته لتخفيف الاحتقان السياسي والمذهبي، وإبعاد البلاد والعباد عن أتون الفتنة القاتلة».
التجمع الديمقراطي
ودعا التجمع الوطني الديمقراطي «إلى وقفة ضمير ومحاكمة الذات وتعميق ثقافة الوحدة الوطنية والتلاقي، على أساس انتماء المواطن إلى الوطن مباشرة، وليس عبر بوابة الطائفة أو المذهب، من دون أن يعني ذلك إلغاء للمعتقدات والشعائر الدينية، والسماح بممارستها بكل حرية، وذلك انطلاقاً من ثوابت التجمع الوطني الديموقراطي، المرتكزة إلى ضرورة النضال، من أجل قيام دولة مدنية ديمقراطية مقاومة ومعاصرة، عبر إقرار قانون انتخابي تمثيلي عادل، على أساس النسبية والدائرة الوطنية الواحدة خارج القيد الطائفي وضمان انتخاب الشباب في سن الـ 18».
وأكد التجمع «ترابط المسألتين الوطنية بما يعني الحفاظ على سلاح المقاومة بمواجهة أخطار العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري والديمقراطية بما يعني حقنا في الكفاح المتواصل بشتى أشكال التحرك السلمي لتغيير بنى النظام الطائفي، باتجاه إسقاطه تدريجاً، عبر إقرار سلسلة من القوانين الديمقراطية، وفي مقدمها القانون الانتخابي المعاصر الذي يفتح الآفاق أمام التغيير الديمقراطي الجذري الشامل، المتمثل بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية المقاومة الحديثة .
قدامى «القوات»
استذكرت هيئة قدامى ومؤسسي القوات اللبنانية، في بيان اثر اجتماعها الأسبوعي أمس، ذكرى نشوئها عام 2006، مشيرة «إلى خطابها التأسيسي المتضمن مواقفها الثابتة لجهة الدفاع عن الكيان والشرعية والسيادة ومنع التوطين والتقسيم ووقف هجرة المسيحيين، كما مقاومة الصراع على السلطة والاستئثار بالقرار على الساحة المسيحية».
وأعلنت الهيئة انه «وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً على الحرب اللبنانية، واللبنانيون لم يتذكروا ولم يتسامحوا ولم يتصالحوا، نرى التنازع على السلطة هو إياه والتوطين شمل وافدين جدداً، والهجرة على أشدها، والمأزق السياسي أكبر وأخطر، والجيش ممنوع عليه التسلح الجدي، والتراشق الإعلامي على أشده، والمستقبل على كف عفريت».
وأضاف البيان: «ليت هذه الذكرى تشكل للبنانيين حافزاً ليكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية. تكون عبرة للبنانيين ويتحدوا مسلمين ومسيحيين بعزم وإرادة من أجل وطنهم وتكون عبرة للسياسيين لكي لا يلتهوا بمصالحهم الخاصة ومصالح الدول التي ترعاهم. ليت هذه الذكرى الأليمة تكون حافزاً للشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين لكي يضغطوا على السياسيين للعمل من أجل إنقاذ لبنان وإبعاد حروب الآخرين عن وطننا لبنان». واعتبرت «أن اتفاق الطائف عالج السلم الأهلي في لبنان بطريقة خاطئة»، مشددة «على اللبنانيين أن يعملوا لكي يكون لبنان لكل أبنائه».