قطبا مدريد يتعادلان في مباراة مجنونة… واليوفي لإنهاء عقدة ربع النهائي برشلونة ضيفاً على سان جيرمان «المصاب»… والبافاري ملكاً أمام بورتو
في معركة قوية ومثيرة، تعادل أتليكو مدريد مع ضيفه ريال مدريد سلبياً من دون أهداف، في الديربي الذي أقيم على ملعب «فيسنتي كالديرون» في إطار منافسات ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال أمس، لتتأجل معركة الحسم إلى مواجهة الإياب على ملعب «سينتياغو برنابيو».
كثف الفريق الملكي هجومه منذ اللحظات الأولى، وبدت رغبته القوية في إحراز الهدف المبكر، بينما ظهر على أصحاب الأرض القلق والتوتّر، وأضاع جناح الريال غاريث بايل هدفاً محققاً، بعدما انفرد بأوبلاك حارس أتلتيكو الذي استطاع أن ينقذها ببراعة.
ارتفعت وتيرة اللعب بشكلٍ كبير، وخاصة من جانب الفريق الملكي الذي انطلق عن طريق بايل ورودريغيز وبنزيمة ورونالدو الذي سدّد كرة قوية من ركلة حرة أنقذها الحارس ببراعة مرة أخرى.
حاول أتلتيكو مدريد الدخول في أجواء المباراة، وسعى للسيطرة على معركة وسط الملعب والقيام بمرتدات عن طريق غريزمان وتوران، لكن هيمنة الملكي على خطوط الملعب، دفع أصحاب الأرض للتراجع بشكلٍ ملحوظ في الكثير من الأحيان.
وظهر بيل في الصورة من جديد، بعدما سدد كرة قوية خارج منطقة الجزاء، أنقذها أوبلاك ببراعة، قبل أن ينقذ الحارس المتألق من جديد تسديدة رائعة من رودريغيز.
اشتعلت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وأصبح اللعب سجال بين الطرفين، وتصدّى كاسياس لكرة صعبة من غريزمان، قبل أن يردّ عليه فاران مدافع الملكي بانطلاقة مرتدة مثالية لتصل الكرة إلى بنزيمة الذي تأخر في تسديدها، لتنتهي الفترة الأولى التي سيطر عليها الريال بنسبة60 في المئة بالتعادل السلبي.
وسعى أتلتيكو لتغيير الصورة الذهنية الضعيفة، والمبادرة بالهجوم في الشوط الثاني، وحاول الضغط المبكر على الخصم في ملعبهم، ونفذ توران رأسية قوية لكنها مرت بجوار قائم الملكي.
اشتعلت الأجواء بين لاعبي الفريقين، وخاصة بعد إصابة ماندزوكيتش بضربة قوية بالمرفق من راموس داخل منطقة الجزاء، لتسيل الدماء، وتزداد العصبية.
وتألق دفاع أتلتيكو بعدما أحبط تسديدات من بايل ورونالدو داخل منطقة الجزاء، قبل أن يشرك الإيطالي أنشيلوتي، إيسكو مكان بنزيمة على أمل استغلال الفرص الكثيرة الضائعة، بينما شارك راؤول غارسيا مكان غريزمان في أتلتيكو مدريد.
وكاد توران يحرز الهدف الأول لأتلتيكو بعدما توغّل بين مدافعي الفريق الملكي بمهارة، قبل أن ينقذها كاسياس بمساعدة كارفاخال، وسط حالة من التوهان والتخبّط الكبير في صفوف الميرينغي.
شارك توريس لتدعيم الهجوم مكان كوكي في أتلتيكو مدريد، بينما شارك أربيلوا مكان كارفاخال في الريال، في ظلّ حالةٍ من الحذر الشديد من الفريقين.
اشتعلت المباراة في الدقائق الأخيرة، وأظهر توريس خطورة كبيرة داخل منطقة الجزاء، وكاد كاسياس أن يكلّف فريقه الكثير بعد خروجه الخاطئ أمام المهاجم الإسباني، لكن الكرة مرّت بسلام لتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي من دون أهداف.
يوفنتوس ـ موناكو
فاز يوفنتوس، بطل إيطاليا للمواسم الثلاثة الماضية، على ضيفه موناكو الفرنسي بهدف نظيف مساء أمس على استاد «يوفنتوس آرينا» في مباراة الذهاب بدور الثمانية للأبطال ليقترب فريق «السيدة العجوز» خطوة نحو التأهل للدور قبل النهائي للبطولة قبل مباراة الإياب على ملعب موناكو الأربعاء القادم.
سجل هدف يوفنتوس الوحيد التشيلي أرتورو فيدال من ضربة جزاء، في الدقيقة 57 احتسبها الحكم التشيكي بافيل كرالوفيك بعد إعاقة كارفاليو لموراتا، الذي استحق البطاقة الصفراء، داخل منطقة الجزاء 56 ، وقدم المخضرم جانلويجي بوفون، حارس السيدة العجوز، مباراة كبيرة وتصدى لأكثر من فرصة من لاعبي موناكو.
وبهذه النتيجة تبدو حظوظ الإيطالي جيدة في التأهل للمربع الذهبي وتحطيم عقدة الدور ربع النهائي على حساب موناكو والتي استمرت خلال 12 موسماً وبالتحديد موسم 2002-2003، كما اقترب رجال إيطاليا من تكرار انتصارهم على موناكو عندما أطاحوا به من نصف نهائي الأبطال في 1998، في المقابل عانى فريق الإمارة الفرنسية من نقص لاعبيه المجتهدين للخبرات الأوروبية خلال اللقاء الذي شهد نشاطاً جيداً لهجوم موناكو لكنه اصطدم بعقبة بوفون وخبرته الكبيرة 37 سنة .
جاءت بداية اللقاء هجومية لمصلحة أصحاب الأرض الذين استحوذوا على الكرة مبكراً وهدّدوا مرمى ضيوفهم الفرنسيين، الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة، عبر تسديدة موراتا التي علت العارضة 5 ، وتسديدة أخرى قوية لتيفيز 7 أنقذها الكرواتي دانييل سوباسيتش ببراعة، حارس موناكو، ورد كاراسكو بتسديدة قوية لموناكو أبعدها بوفون.
اعتمد الضيوف على سرعة تحويلهم من الدفاع للهجوم وهددوا مرمى بوفون بأكثر من هجمة مرتدة علاوة على تسديدات مارتيال وكاراسكو ودرار لكن بوفون كان عند حسن ظنّ جماهيره وتصدى لجميع المحاولات الهجومية لموناكو.
وعانى مهاجمو «السيدة العجوز» من الرعونة أمام مرمى موناكو حيث أهدر كارلوس تيفيز هدفاً محققاً من تمريرة ماركيزيو السحرية انفرد على إثرها بمرمى الضيوف وسدّدها في متناول سوباسيتش، قبل أن يهدر فيدال هدفاً آخر من انفراد بمرمى موناكو لكنه سدد الكرة برعونة فوق العارضة لينتهي الشوط الأول بعدها بتعادل الفريقين سلبياً.
وفي الحصة الثانية واصل يوفنتوس استحواذه وانتشاره الهجومي من دون أي فاعلية بسبب رعونة مهاجميه، وتألق بوفون في إنقاذ مرماه أمام تسديدات البديل برناندو سيلفا وموتينيهو ومارتيال، وواصل تيفيز وموراتا وفيدال إهدار الفرص السهلة التي صنعها لهم المخضرم بيرلو، أمام مرمى موناكو.
جاء هدف المباراة الوحيد بعدما انفرد ألفارو موراتا بمرمى موناكو ليعيقه كارفالو، فلم يتردّد حكم اللقاء في احتسابها ضربة جزاء مع إنذار للأخير، وتمكن من ترجمتها فيدال لهدف الفوز للسيدة العجوز.
سان جيرمان ـ برشلونة
يستقبل نادي الأمراء الباريسي المنتشي بنتائجه الجيدة أوروبياً ومحلياً مؤخراً، اليوم في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، نظيره برشلونة الإسباني والأول يمرّ بأزمة إصابات تعترض طريقه لنصف النهائي. وسيتطلع نادي العاصمة الفرنسية لتجاوز غياب عدد من لاعبيه الأساسيين بما في ذلك المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش.
فباريس سان جيرمان الذي استطاع في الدور الثاني من البطولة بكلّ جدارة واستحقاق من أن يقصي فريق تشيلسي-مورينيو القوي، فاز منذ أيام قليلة بكأس الرابطة الفرنسية المحترفة كأول ألقابه للموسم الحالي بانتظار تحقيق ما تبقى من الرباعية التاريخية التي ينشدها فريق المدرب لوران بلان وإدارة الفريق المتمثلة بالسيد ناصر الخليفي، إذ ما زالوا يصارعون على جبهات ثلاث متبقية وهي دوري الأبطال والدوري المحلي وكأس فرنسا.
يحلم النادي الباريسي بتخطي عقبة ربع النهائي التي توقف عندها في آخر موسمين، وأقصاه منه برشلونة بالذات في 2013، بعد تعادلهما في باريس 2-2 في مباراة ملتهبة، و1-1 إياباً في برشلونة ليتأهل الفريق الكاتالوني بفارق هدف سجله خارج ملعبه.
لكن لعنة الإصابات والغيابات فعلت فعلتها بالفريق الباريسي في الفترة الماضية فإن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لن يتمكّن من المشاركة في مباراة برشلونة لإيقافه بعد طرده في إياب ثمن النهائي أمام تشيلسي الإنكليزي، في الوقت الذي سيغيب فيه عن اللقاء أيضاً «محرّك» الفريق الإيطالي ماركو فيراتي لجمعه بطاقتين صفراوين.
أما الإصابات فكان لها دورها أيضاً، فبعد تأكد غياب السلاح الأبرز في إقصاء تشيلسي المدافع البرازيلي دافيد لويز للإصابة فإن الشكوك تحوم أيضاً حول جاهزية اللاعب الإيطالي الآخر تياغو موتا الذي تعرض لإصابة طفيفة في لقاء مرسيليا ولكن التقارير تشير إلى عودته أمس للتمرين فبالتالي قد يكون جاهزاً للقاء المرتقب.
وفي ظلّ غياب 4 لاعبين فاعلين، سيلجأ بلان إلى لاعب الوسط الدولي العائد من الإصابة يوهان كاباي والبرازيلي لوكاس مورا وربما إلى الشاب أدريان رابيو في وسط الملعب، إلى جانب الأوروغوياني إديسنون كافاني وصانع اللعب الأرجنتيني خافيير باستوري أو لافيتزي .
صحيح ان تواجد زلاتان مع سان جيرمان بالغ الأهمية، لكن فريقه فاز من دونه على برشلونة في أيلول الماضي ضمن الدور الأول 3-2 قبل أن يخسر إياباً على ملعب كامب نو 3-1 ويخسر صدارة المجموعة في مباراة سجل فيها السويدي، كما قاتل فريقه بعشرة لاعبين بعد طرده باكراً أمام تشيلسي وتمكن من اقتناص التأهل إلى ربع النهائي عن جدارة على ملعب «ستامفورد بريدج».
خلافاً للفريق المضيف، يأتي برشلونة، حامل اللقب في 1992 و2006 و2009 و2011، والذي يخوض ثامن ربع نهائي على التوالي في المسابقة القارية، منقوصاً فقط من ظهيره الأيمن البرازيلي داني الفيش لتراكم بطاقاته الصفراء.
ويتصدّر فريق المدرب لويس إنريكي ترتيب الدوري المحلي أمام غريمه التاريخي ريال مدريد، لكن معنوياته ليست في أعلى درجاتها بعدما أهدر تقدماً أمام مضيفه إشبيلية بهدفين قبل أن يتعادل معه ويتقلص الفارق إلى نقطتين مع ريال.
ويعتمد بلاوغرانا بشكلٍ أساسي على نجمه الأرجنتيني ميسي الذي سجل في مرمى إشبيلية هدفه الـ45 هذا الموسم، والمهاجمين البرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز.
بايرن ميونيخ ـ بورتو
ربما سيفتقد بايرن ميونيخ الألماني بعض أبرز لاعبيه عندما يحلّ ضيفاً على بورتو اليوم لكنه يثق في امتلاكه ما يكفي من أسلحة للدفاع عن سمعته كمرشّح لتخطي عقبة منافسه البرتغالي.
وسيغيب آريين روبن وفرانك ريبري وباستيان شفاينشتايغر إضافةً للاعبين آخرين عن صفوف بايرن، الذي يقترب مرة أخرى من تكرار ثلاثية ألقاب 2013 لكنه يعلم أن النجاح لن يكتمل في حالة الخروج من دوري الأبطال.
وسبق لبورتو أن تغلّب على البافاري في نهائي كأس أوروبا 1987 لكنه كان الفوز الوحيد للفريق البرتغالي في 5 مباريات مع منافسه الألماني. لكن الشيء الوحيد الذي يفكر فيه بايرن هو العودة إلى ميونيخ بنتيجة تساعده في لقاء العودة والتأهل مثلما فعل ذلك في مناسبتين سابقتين بدور الثمانية أمام بورتو.
وتُذكر مسيرة بورتو في النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوروبا مسؤوليه وجماهيره بمشوار الفريق البرتغالي في نسخة عام 2003/2004، عندما لم يكن مرشحاً حتى للوصول لنصف النهائي، وفاجأ عملاق البرتغال الجميع وقتها وقبض على كأس البطولة للمرة الثانية في تاريخه وبالتأكيد فإن هذا ما يطمح له الفريق في الموسم الحالي.
وتلقت طموحات الفريق العريق الذي تأسس عام 1893 صدمة شديدة أعادتها إلى أرض الواقع بعد أن أوقعته القرعة في مواجهة العملاق البافاري حامل لقب النسخة قبل الماضية، وأحد أقوى فرق العالم حالياً وأكثرها استقراراً.
ويعد العملاق الألماني هو أحد أقوى المرشحين لرفع كأس البطولة في السادس من حزيران القادم موعد المباراة النهائية، ولكن في الوقت ذاته ليس معنى ذلك أن بايرن تنتظره مهمة سهلة أمام بورتو، فحصيلة مشاركة الفريق البرتغالي في البطولة حتى الآن تؤكد أنه أحد أقوى الفرق المشاركة، بل أنه يتفوّق على بايرن في بعض النواحي الهجومية والدفاعية وهو ما يؤكد أن الفريق الألماني تنتظره مهمة صعبة في الدور ربع النهائي.
وقال ماتياس سامر مدير الكرة في النادي الألماني في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس: «باستيان وفرانك لن يشاركا معنا وهو أمر صادم»، وأشار إلى أنه من الممكن أن يقرّر المدير الفني جوسيب غوارديولا إشراك لاعب من فريق الشباب.
وتشهد المباراة عودة المدافع جيروم بواتينغ العائد من الإصابة إلى جانب كلاوديو بيزارو.
وعلى رغم معاناته من الإصابات، استعرض بايرن ميونيخ قوته بالفوز على آينتراخت فرانكفورت بثلاثية نظيفة السبت الماضي ليصبح على بعد ثلاثة انتصارات من حسم لقب الدوري الألماني، ويعوّل البافاري على تاريخه العظيم ونتائجه المميزة في الدوري المحلي للفوز على بورتو اليوم والتأهل إلى نصف نهائي الكبار.