هيفا… «فهمانة العالمية غلط»

هنادي عيسى

منذ أشهر عدّة، وهيفا وهبي تتحدّث عن استعدادها لاقتحام الساحة الفنية العالمية عبر أعمال غنائية، قالت إنها ستضعها في منافسة مع النجمات الشهيرات في العالم. وروّجت ونشرت عبر الإعلام وكل مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ صديقها المخرج الأميركي ـ فلسطينيّ الأصل طارق فريتخ، هو عرّاب هذه الخطوة. انتظر الجميع إطلاق هذه الأعمال «العالمية»، إنّما للأسف، لم تأتِ النتيجة بحجم التوقّعات. فقبل يومين، صدرت أغنية لهيفا بعنوان «breathing you in»، وبُثّت على موقع «يوتيوب». إنما، ومنذ لحظة عرضها في هذا الموقع، انهالت التعليقات الساخرة من الأغنية و«الكليب»، الذي أخرجه طارق فريتخ.

وأمام هذا الهجوم الشرس، اضطرّت هيفا إلى حذف الأغنية عن الموقع لساعات، حتّى تمّ محو كلّ الكلام المشين الذي وُجّه لها. ثُمّ أعيد عرض «الكليب» مرّةً أخرى عبر قناة «vevo» المتخصّصة في «الكليبات» على الشبكة العنكبوتية. ومن خلال هذا العمل، بدا واضحاً أنّ هيفا «فهمانة العالمية غلط». إذ لا يعني أن تكون نجمة عالمية وتنافس جنيفر لوبيز وشاكيرا وبيونسيه في عقر دورهن، أن ترتدي فستاناً يُخفي أجزاء بسيطة فقط من جسدها وتقدّم بعض الخطوات الراقصة مع حبيب لوبيز السابق. وقيام خمسة رجال بتلمّس الأماكن الحسّاسة في جسمها، يدلّ على أنّها تخطّت العالم العربي وأصبحت فنانة هوليوودية. حتماً هذا التفكير خاطئ.

أولاً، إذا تحدّثنا عن الأغنية، فهي أقلّ من عادية كلاماً ولحناً. وإذا كانت هيفا قد أخفقت في السنوات الأخيرة في إصدار أغنيات عربية جميلة، واعتقدت أنّها ستجد مبتغاها في الغربي، فهي وقعت في المحظور، وأخطأت حساباتها. فجاء اختيار أغنية «breathing you in» مخيّباً للآمال.

أما الصدمة الكبرى، فكانت في الصوت المركّب لهيفا، الذي ساهمت في تحسينه التكنولوجيا المتقدّمة في الاستديوات الأميركية. ولا يخفى على أحد أنّ إمكانيات هيفا الصوتية محدودة جدّاً. وهي امرأة اعتمدت على جمالها لتحصد شهرة واسعة. إنما غالبية تعليقات متابعي «تويتر» و«فايسبوك»، كانت سلبية. وكثيرون أشبعوا وهبي كلاماً قاسياً، وكان يمكنها أن تتفادى ذلك لو اختارت أغنيةً جميلة ومخرجاً محترفاً. إذ اتّضح أن المخرجين اللبنانيين أهمّ من العالميّ طارق فريتخ الذي لم يستطع أن يقدّم «كليب» متماسكاً، بل مجرّد لقطات لرجل في الفضاء وأخرى لهيفا والراقصين في الصحراء، من دون روابط بين تلك اللقطات.

صِدقاً، إن «كليب» قمر «نفسي» الذي أخرجه سعيد الماروق، فاق العالمية بأشواط على رغم الموازنة المحدودة. وقد شغل هذا «الكليب» كل الناس لما فيه من إبداع، علماً أنّ قمر لا تمتلك أدنى شروط الغناء والنجومية.

عذراً هيفا وهبي، العالمية لا تعني ما شاهدناه، وإذا كانت خطوتك المقبلة على هذا النحو، فمن الأجدى أن تقتنعي بأنّك عربية، وأن تكثّفي أعمالك التمثيلية عبر أدوار بعيدة عن الابتذال. ونحن ننتظرك في رمضان المقبل، عبر مسلسل «مريم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى