3 أسباب كلّفت العملاق البافاري الاحتراق بنيران بورتو
دخل بايرن ميونيخ ملعب بورتو كمرشّح للفوز في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكنه واجه صفعة قوية جعلته يلعب واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم، أمّا تأهله إلى الدور نصف النهائي فبات أمراً مشكوكاً فيه.
ما حدث على أرضية الملعب كان عكس ما توقعه أكثرنا تشاؤماً، حيث اكتوى البافاري بنار التنين البرتغالي الذي دكّ شباكه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وليس هذا فقط، فقد قدم البافاري أسوأ أداء له على الإطلاق في البطولة الأوروبية الموسم الحالي.
وتعزى أسباب خسارة البافاري أمام بورتو إلى الأسباب التالية:
الغيابات
على رغم أن بيب غوارديولا رفض عشية المباراة الحديث عن ملف الغيابات بصفوف بايرن مؤكّداً أن أداء الفريق لن يتأثر إطلاقاً، ظهر العكس، فطيلة المباراة كان واضحاً حجم الفراغ الذي تركه كل من آريين روبين وفرانك ريبري وديفيد آلابا وباستيان شفاينشتايغر وخافيير مارتينيز ومهدي بنعطية.
كما أن اللاعبين العائدين حديثاً من الإصابة كفيليب لام وتياغو آلكانترا لم يسترجعوا بعد لياقتهم، مقابل تعافٍ قياسي لمكينة الأهداف الكولومبية، جاكسون مارتينيز، الذي غاب عن مباراة الدور الـ16 بسبب إصابة في الساق ولم يتدرّب في أي حصة مع زملائه، وهو الذي أحرز لبورتو هذا الموسم 26 هدفاً.
الأخطاء الفردية
جميع الأهداف البرتغالية الثلاثة كانت ناجمة عن أخطاء فردية قام بها لاعبون بارزون بالبايرن من دون الحديث عن الأسماء الصاعدة كروديه وبيرنات، أولها قام بها تشابي ألونسو الذي ضيّع الكرة لصالح مارتينيز، قبل أن يقوم مانويل نوير بخطأ عنيف كاد أن يكلفه الطرد من الملعب، جهود مارتينيز توّجت بحصوله على ضربة جزاء سدّدها كواريسما بنجاح.
لم يكتفِ ألونسو بهذا الخطأ فحسب، بل لعب واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق، ما أعاق عملية التمرير السلس للكرة في وسط معسكر بايرن، وانعكس مستواه سريعاً على دانتي وبواتينغ في خط الدفاع، كما ارتكب دانتي بعد 7 دقائق فقط خطأ فادحاً استفاد منه كواريسما مجدداً لينفرد بنوير ويسدد كرة خادعة في الشباك.
وأعاد دانتي إلى الأذهان الأخطاء الفنية الفادحة التي ارتكبها بقميص البرازيل أمام الألمان في نصف نهائي المونديال، وهي المباراة التي دغدغت مشاعر أصحاب الأرض إلى اليوم بعد أن تلقوا 7 أهداف بالتمام والكمال مقابل هدف يتيم للسيليساو، الخطأ الثالث أو بالأحرى الهدف الثالث كان وراءه جيروم بواتينغ الذي أهدى مارتينيز الكرة لينفرد الأخير بالحارس نوير ويراوغه قبل أن يسدّد من زاوية ضيقة داخل الشباك.
غياب الخطّة
بعد أن جاء الهدف الثاني للمباراة في الدقيقة الـ10، ظهر بايرن عاجزاً على العودة إلى مجريات اللعب وعلى صدّ الضغط المبكر والإيقاع السريع لمنافسه الذي استحوذ على الكرة. بعد الهدف الوحيد لبايرن لم يعد الثبات إلى أداء البافاري بل على العكس توالت الأخطاء الفنية التي لا يقوم بها حتى الهواة، مانويل نوير كان محقاً حين علق على الهزيمة بالقول كان ينقص بايرن الخطة لقلب الكفّة، في تصريح قد يفهم كعتبٍ مبطن على بيب غوارديولا.
الخلاصة
النتيجة من فضيحة الأربعاء أن بايرن ميونيخ يخشى الآن على بطاقته لبلوغ الدور نصف النهائي الذي سيقام في العاصمة برلين تحديداً، والإدارة في آليانز أرينا وضعت اللقب كهدفٍ أساسي لا بديل منه، بيب من جهته، لم يغادر البطولة في المواسم الـ5 الماضية إلا من الدور نصف النهائي على الأقل وردّد في العديد من الحوارات أن اللقب في برلين هو هدف شخصي قبل أي شيء.
الآن وفي مباراة الإياب الثلاثاء المقبل، على بايرن ميونخ التقدّم بهدفين على الأقل لضمان الفوز، أما بورتو الذي لم ينهزم في هذه البطولة إلى غاية اللحظة، فإنه سيتجه إلى ميونخ بجرعة قياسية من الحماسة والحلم كما جاء على لسان المدرب يولين لوبيتيغي الذي قال: «الآن صنعنا لأنفسنا موقفاً يمكننا من خلاله أن نحلم. ونحن ندرك أننا بحاجة لتقديم كل ما لدينا من أجل التأهّل»، وفي حال تحقق حلم لوبيتيغي فإن مسيرة بيب في ميونخ ستكون قد بلغت حتماً محطتها الأخيرة.