لا يا «غورو» لن تعود إلى دمشق… فصلاح الدين يقف عند أسوارها!

نصار إبراهيم

اليوم هو السابع عشر من نيسان، ذكرى جلاء آخر جندي استعماري فرنسي عن أرض سورية… كان ذلك في 17 نيسان 1946… وكانت دمشق قد سقطت بعد معركة ميسلون التي جرت في 24 حزيران 1924… تحت الاستعمار الفرنسي… حيث استشهد وزير الدفاع السوري البطل يوسف العظمة الذي قاتل في معركة غير متكافئة، وسئل يومها كيف تقاتل الجيش الفرنسي في معركة محسومة نتائجها مسبقاً؟ فقال كلمته الشهيرة: إني أقاتل كي لا يسجل التاريخ بأنّ دمشق سقطت بدون قتال… الله أيها العربي السوري الشهم والبطل… هذه هي روح سورية وروح حماة الديار لمن لا يعرف او يجهل.

بعدها دخل الجنرال الفرنسي هنري غورو المندوب السامي للانتداب الفرنسي على سورية ولبنان، دمشق… وتوجه إلى ضريح صلاح الدين الأيوبي وخاطبه قائلاً في تذكير بالحروب الصليبية التي هزمهم فيها صلاح الدين : ها قد عدنا يا صلاح الدين!

قال غورو ذلك… فابتسم صلاح الدين وهو يهمس: انتظروا وسترون!

بعد عام واحد انطلقت الثورة العربية السورية الكبرى بقيادة الثائر العربي سلطان باشا الأطرش… وعمّ لهيبها كلّ سورية… وأذاقت غورو وجنوده طعم القتال والموت… ثورة أعلنها الشعب العربي السوري الأبي بقيادة سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو… وفي 17 نيسان 1946… رحل آخر جندي من جنود المغرور غورو أذلاء… وبقي صلاح الدين شامخاً رافعاً سيف دمشق عند أسوارها العتيقة المسيّجة بالكرامة والمجد…

واليوم يعود أحفاد غورو وهم يتوهّمون بأنهم سيحققون ما عجز عنه… وتوهّموا أنهم سيقتحمون أسوار دمشق وسينزلون صلاح الدين عن حصانه وينبشون ضريحه وأضرحة يوسف العظمة وسلطان باشا… والعلي وهنانو… استنجدوا بالناتو… وبأردوغان الذي وعد قبل أربع سنوات بأنه سيُصلي في الجامع الأموي، كما وعد وتوعّد سعد الحريري بأنه لن يعود إلى بيروت إلا من مطار دمشق… واعتقد سعود الفيصل أنّ دمشق تهتز دون أن يعي أنّ رأسه هو الذي يهتز… جمعوا وحشدوا القتلة والمال والإعلام… و«داعش» و«النصرة» وكلّ أصناف المجرمين لكي ينتقموا لغورو ويذلوا صلاح الدين…

لكن دمشق البهية بقيت رافعة سيفها وبقي صلاح الدين يمتطي صهوة حصانه ويوسف العظمة يقود حماة الديار… فانهارت أوهامهم… وبقي الجلاء وبقيت شامنا عصية… وها هي تمشي نحو نصرها ونصرنا الأكيد…

المجد لسورية، عاش الجلاء… والمجد لشهداء الحرية والاستقلال.

فيديو نادر من الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش

https://www.youtube.com watch?v=RBRJvC9bslU

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى