كي لا يتهاوى الشرق الأوسط
بلال شرارة
ماذا سيحدث غداً؟
طبعاً ليس هناك كاتب، حتى ولو كان استراتيجياً، يستطيع أن يكون منجماً أو بصارة في واقع معقد كالشرق الأوسط.
وطبعاً ليس عندنا مخطط مثل هنري كيسنجر يضع لمساته على خرائط ومخططات المستقبل.
ولا أحد منا يملك تحت يده مركز دراسات يجمع ويطرح له المعلومات. ولا يملك أحد منا ذاكرة أو معرفة كمحمد حسنين هيكل، ولكن بعضنا يملك بعض الخبرة والمعرفة والإحساس السياسي.
لذلك، أقول إنّ الآتي في المنطقة أخطر، ويكفي أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار إلى ذلك بقوله: «إنّ الوضع في الشرق الأوسط يزداد تعقيداً على مختلف المسارات، خصوصاً المسار الفلسطيني «الإسرائيلي»»، كما أنّ جيمس جيفري السفير الأميركي السابق في العراق وتركيا يرى أنّ عملية تحرير تكريت وفك الحظر عن المساعدات العسكرية الأميركية لمصر ودعم الولايات المتحدة للتحالف الخليجي في اليمن ربما أبطأ عملية التدهور الحالي للوضع في الشرق الأوسط الذي هو الأسوأ منذ عام 1979. فيما تجرأ مرجع على وشوشتي بأنّ النار المشتعلة فتنة الشرق في أطراف ثوب الشرق الأوسط وبعض عواصمه ستصل إلى كلّ مكان.
إذاً، مـا سيحـدث غـداً هـو وضـع كـارثـي لأسباب مردّها:
أنّ الوضع في الخليج سيبقى مشتعلاً ليس لأسباب سعودية أو إيرانية أو يمنية بل لأسباب أميركية تتصل بقمة أوباما مع قادة الخليج في كامب ديفيد قريباً، بما يمكنه من إفراح قلب احتكارات الأسلحة وبيع ما أمكن للخليج.
سباق الأرنب والسلحفاة بين الحلّ السياسي أو العسكري اليمني.
التزاحم على الأدوار الإقليمية.
الاستعداد «الإسرائيلي» لإشهار فيتو بالنار على الجبهة الشمالية في وجه التفاهم بين إيران ودول 5+1 على البرنامج النووي الإيراني.
الاستعدادات لمعركة الموصل في العراق.
التفاهم أو اللاتفاهم الليبي في محادثات الجزائر وعلى الأرض .
الحرب بالنار المستمرّة في كلّ أنحاء سورية.
إلغاء «إسرائيل» لأيّ إمكان جغرافي للدولة الفلسطينية بواسطة الاستيطان ، إذ أين سيتمّ إنشاء هذه الدولة؟
استمرار إبقاء لبنان حديقة خلفية لمشاكل المنطقة والاحتفاظ به متوتراً طائفياً ومذهبياً وسياسياً.
10- عدم وجود تفاهمات بين فيدراليات أو كونفيدراليات الدول الفئوية والمذهبية والجهوية الناشئة وكذلك وجود حدود مفتوحة ومتحركة أمام السلاح والمسلحين العابرين للجغرافيا والتاريخ والإسلام والمسيحية.
إننا إزاء كلّ ما تقدّم نحتاج إلى مقاومة موحدة لمشاريع السيطرة على بلداننا ومواردنا البشرية شعوبنا والطبيعية أيّ امتصاص عائد آخر قطرة نفط
ترى هل يمكننا ذلك؟
المقاومة هي ثقافة في الأساس وليست مجرد سلاح، فمن يضع أصابع للكتابة بالحبر وليس إبهامه ليبصم؟