محاكاة مدن سورية يحاول الجهل والإرهاب تدميرها وإخفاء هويتها
شهدت مدينة اللاذقية، مهرجاناً فنياً تراثياً ثقافياً حاشداً، على مدى ثلاثة أيام في حديقة المحافظة، نظّمته منفذية الطلبة الجامعيين ـ اللاذقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حمل عنوان «إرادة الحياة»، وذلك لمناسبة رأس السنة السورية في الأول من نيسان.
حضر المهرجان منفذ عام الطلبة الجامعيين في اللاذقية ديب بو صنايع، وأعضاء هيئة المنفذية وحشد من القوميين والمثقفين والفنانين ووسائل الإعلام والمواطنين من مختلف الفئات العمرية.
افتتح اليوم الأول بكلمة لبو صنايع، فتحدث عن معاني المناسبة، وقال: «منذ البدء، أدرك الانسان السوري نواميس الطبيعية وأسرار حياتها، فكان خلّاقاً مبدعاً معتمداً على موارد بيئته وعظمة ثرواتها. ومع إصرار قوى العالم أجمع على إلباسنا ثوب ربيعهم المزيّف، يصرّ السوريون على التمسّك بربيع بلادهم وإرادة الحياة فيها».
وأضاف: إن مهرجان «لاتاكيا لايف ـ إرادة الحياة»، لهو صرخة في وجه القوى التي تريد الموت لشعبنا وبلادنا، ولنقول من خلاله إنّ بلادنا لا تموت، وإنّها ولادة للحياة من رحم الموت، وإنّ شعبنا قادر على التمسك بالفرح والتفاؤل على رغم المِحن والصعاب.
ولأن الحرب بين عوامل الموت وعوامل الحياة، كان من واجبنا إيجاد السبل لتعزيز عوامل صمودنا. فكما يقاتل الجندي على الجبهات ليحمي الحياة، نقاتل هنا وفي كل ساحة لحماية إرادة الحياة».
وأشار بو صنايع إلى أن منفذية الطلبة في اللاذقية أرادت أن يكون هذا المهرجان حدثاً جامعاً وفعاليةً مجتمعيةً بامتياز ومساحةً لكل المؤمنين بإرادة الحياة. وتوجّه بالشكر إلى الفِرق الفنية والمسرحية المشاركة وهي: «فرقة نرقص لنحيا»، «فرقة معهد القباني للفنون المسرحية»، «فرقة وصايا المسرحية»، «el tango»، «adagio»، «فرقة روح»، «فرقة سورية الصمود»، والفنان جورج مراد.
كما شكر مجموع العارضين في المهرجان: «المكتبة العمومية للأطفال»، و«مكتبة بالميرا»، و«معروضات نهفة وخرزة». ووسائل الإعلام وكلّ من ساهم في إنجاز المهرجان ونجاحه.
بعدئذٍ، كانت عروض على مسرح ماري، من فرق: «نرقص لنحيا»، و«معهد القباني للفنون المسرحية»، وعرض «هيب هوب» لـ«VOV»، وعرض موسيقي لفرقة «adagio»، وعرض غنائيّ ومسرحي لفرقة «وصايا».
أما اليوم الثاني، فتزيّن المسرح بحضور مفوضية الأشبال العامة، إذ قدّم أشبالها وزهراتها عروضاً فنية تنوّعت بين الرقص والغناء، كما قدّمت بعد الاحتفال فرقة «سورية الصمود» عروضاً مسرحية قصيرة.
وفي اليوم الثالث، كان للمسرح إيقاع آخر على نغم الفنان جورج مراد.
وعمد المهرجان إلى محاكاة عدد من المدن السورية التي يحاول الجهل والإرهاب تدميرها وإخفاء هويتها الضاربة جذورها في التاريخ. وهدف المنظّمون إلى خلق حالة اجتماعية تؤكد على إرادة السوريين وحبّهم الحياة وإظهار حقيقتهم الإبداعية، فبدت أوغاريت مهد الأبجدية في أبهى حللها عبر معرض الكتب القديمة والحديثة لمختلف الفئات والأعمار. وحلب مدينة التاريخ وسيدة الصناعة والإنتاج والتجارة، فتنوّعت المعروضات، ما دلّ على براعة أهلها في مختلف المجالات.
أما نيقوسيا بلد الفن، فقد تضمّنت معروضات دلّت على إتقانها المبكر فنّ التصوير والرسم الفوريين. في حين كانت ماري مدينة العروض والمسرح، إذ أغنت الفرق الفنية أيام المهرجان في مختلف أشكال الفنون التي تستهوي الجمهور بمختلف شرائحه.
وصور مدينة الصمود والتحدّي والشاطئ الذي منه انطلقت إليسار لبناء مملكتها قرطاجة، استقبلت رواد الألعاب المائية. أما روّاد الألعاب البدنية، فقد يمّموا وجوههم شطر مدينتَي تدمر وعمريت. وجمعت أريحا الزوّار حول موائدها العامرة بمختلف أنواع ما أبدعته من أطعمة، ليصل زوّار المهرجان إلى نينوى ليستمتعوا بالبرامج الترفيهية مع العرّافين وممارسي ألعاب الخفة.