الحروب السريّة «الإسرائيلية في أفريقيا» 2/2
محمد احمد الروسان
عمليات الحروب السريّة الإسرائيلية في أفريقيا كثيرة ومتعدّدة وتتجدّد باستمرار، وما يجري في ما تسمّى بدويلة جنوب السودان الآن من صراع ونزاع مسلّح، كيفما حسبته وحلّلته يقع في هذه الخانة، رغم عمق العلاقات الإسرائيلية الصهيونية مع تلك الدويلة المسخ إسرائيل أفريقيّا في الجنوب السوداني العربي، وهي أعمق خسائر الأمن القومي المصري بشكل خاص، والعربي بشكل عام، والمحزن المفجع أنّ جلّ العرب ومعهم الأردن اعترفوا بتلك الدويلة المسخ.
لقد بكى كاتب هذه السطور عندما أعلن المارشال عمر حسن البشير ذو العصا المارشالية، في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، بوضع فخامته مائة ألف جندي سوداني تحت تصرّف القوّة العربية المشتركة، فأين كنت يا فخامة المارشال حين اقتطعت دولة جنوب السودان 700 ألف كم وبكلّ ثرواتها المعدنية والنفطية والمائية من بلادك؟ واقليم دارفور يستعدّ لذات الخطوة دولة دارفور القادمة، وسيعترف بها العربان رغم أنفهم جميعاً الاّ من رحم ربي.
كذلك المدعي العام في الجنائية الدولية سكّر فمه الآن لطالما تناهى إلينا صراخه وزعبرته، كلّما انتقل فخامة المارشال من مكان الى مكان، بحجة أنّه مطلوب للعدالة بسبب جرائم الحرب في دارفور، والعرب قالوا ويقولون: إيران عدونا، حسناً … ولكن أين «إسرائيل»؟ فكيف تسقط «إسرائيل» من العقل العربي ومن الذاكرة العربية؟
فتش عن «إسرائيل»
كذلك إمدادات الأسلحة العبرية في الماضي القريب، وهذا الزمن العربي المأزوم والمتهالك، تكمن وتتمثل عبر أوغندا باتجاه حركات التمرّد الناشطة، ليس فقط في جنوب السودان وشرق زائير، بل في كلّ البؤر الساخنة من شمال أفريقيا الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، والآن الرئيس الأوغندي يتوسط بين رئيس الدويلة المسخ ونائبه، لا بل ويرسل قوّات لحماية المدنيين، وتفعل الأمم المتحدة فراش الأممية وترسل قوّات فصل، إنّها مفارقة عجيبة مضحكة مفجعة.
إلى جانب حلفاء «إسرائيل» الصهيونية في رواندا وبوروندي، هناك نيجيريا، فهي مهمة للدولة العبرية الصهيونية، كونها تمثل الدولة النفطية الأكبر في أفريقيا، اضافةً الى وجود شبكات غسيل الأموال التي تشرف عليها المؤسسات المالية العالمية اليهودية، ومن تحالف معها من الشركات العالمية الأخرى ذات الطابع المسيحي الغربي، أضف الى ذلك وجود الشركات النفطية الأميركية الأفريقية مثل: شيفرون، والبريطانية مثل: كبريتيش بتروليوم الداعمة لإسرائيل الصهيونية، ويكفي ما يجري بحق المسلمين في نيجيريا من مذابح وحرق لهم وهم أحياء، في أخاديد عميقة وعبر صراع اثني طائفي عرقي ديني… ففتش عن «إسرائيل» الصهيونية يا عربي ويا مسلم.
وغانا حليف آخر للكيان الصهيوني، كونها تمثل الدولة المرشحة للقيام بدور رئيسي في استضافة القيادة الأميركية الأفريقية، وقد زارها الرئيس الأميركي باراك أوباما في فترة رئاسته الأولى، وأجرى سلسلة تفاهمات عسكرية وسياسية وأمنية استخبارية ناجعة وناجحة مع القيادة الغانية، لذلك تسعى إسرائيل الصهيونية للتنسيق مع هذه الدولة، بما يتيح لتل أبيب القيام بدور المكمل والمساند للدور الأميركي المرجو والمرتقب في غانا.
وما يتسنّى لنا من معلومات، نجد بعد التدقيق في طبيعة الوفود الإسرائيلية الصهيونية التي تزور القارة السوداء، أنّها تتكوّن بشكل أساس من قادة ورموز الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وهو مؤشر على نتائج توقيع عقود الصفقات العسكرية الإسرائيلية مع الدول الأفريقية المعنية، فمتغيّر تجارة الأسلحة حاضر في أجندات جلّ الوفود الإسرائيلية الصهيونية.
أمّا في ما يتعلق بمتغيّر تهديد الأمن القومي المصري، نجد أنّه من بين الدول التي تزورها الوفود العبرية الصهيونية، هناك ثلاث دول تسيطر على منابع نهر النيل، فأثيوبيا تسيطر على بحيرة «تانا» التي ينبع منها النيل الأزرق، وكينيا وأوغندا تسيطران على بحيرة «فكتوريا» التي ينبع منها النيل الأبيض، وتشي المعلومات الاستخبارية أنّ تفاهمات هذه المجاميع الصهيونية، مع زعماء هذه الدول تشمل ملف المنشآت المائية التي وعدت «إسرائيل» الصهيونية، أقامتها عند نقطة خروج النيل الأزرق من بحيرة «تانا « ونقطة خروج النيل الأبيض من بحيرة «فكتوريا»، وهذه المنشآت هي عبارة عن خزّانات مائية ضخمة تهدف الى رفع مستوى المياه في هذه البحيرات، إضافةً الى التحكم والضبط لتدفقات مياه النيلين الأزرق والأبيض.
وتسعى اسرائيل الصهيونية الى استيعاب المزيد من الأفارقة، ضمن دائرة النفوذ اليهودي عن طريق عمليات التبشير اليهودي التي حققت المزيد من النجاح في أوغندا وكينيا وجنوب أفريقيا، بحيث أصبح هناك عدد متزايد من اليهود الأفارقة الذين ستحاول «إسرائيل» خلال المراحل المقبلة ليس تهجيرهم الى «إسرائيل»، وانما دعمهم ودعمهم، بحيث يصعدون على سلّم النخب الحاكمة في بلدانهم، فتكون فائدتهم لـ«إسرائيل» أكثر نوعية وأهمية من توطينهم في الشمال الفلسطيني المحتلّ إسرائيل الصهيونية الآن .
كما تجهد «اسرائيل» الى تنظيم الجماعات اليهودية في أفريقيا، مع نشر المزيد من الشركات اليهودية العالمية في القارة السوداء، بما يتلاءم مع قيام الاقتصاد العبري بدور قطاع الخدمات الذي يقدم المساندة لمعاملات هذه الشركات، مع الدول الأوروبية والأميركية من تقديم القروض وتنفيذ الترتيبات المصرفية وخدمات التأمين والشحن البحري.
ومن أهداف الدولة العبرية الصهيونية أيضاً في القارة السوداء، يتمثل في عزل الدول العربية عن القارة الأفريقية، بما يؤدّي الى قطع الطريق أمام قيام أيّ علاقات عربية أفريقية حقيقية، وذلك بما يترتب عليه سيطرة الشركات الإسرائيلية على الخامات الزراعية والمعدنية والأفريقية، كذلك كسب السند الديبلوماسي الأفريقي لصالح «إسرائيل» في المنظمات الدولية ومحافلها وكواليسها، ففي أعقاب حرب تشرين عام 1973 قطعت كلّ الدول الأفريقية وبشكل جماعي علاقاتها الديبلوماسية مع الكيان العبري الصهيوني، مما جعل القارة السوداء قارة خالية من اسرائيل الصهيونية نوعاً ما، وقد أثّر هذا الموقف على توازن القوى التصويتي داخل الأمم المتحدة، والآن ها هي اسرائيل الصهيونية تحاول جاهدةً وبكلّ السبل ملء الفراغ الحاصل الآن، فكما هو معروف أفريقيا كانت لفترة طويلة واقعة تحت دائرة النفوذ الفرنسي الفرانكفوني والبريطاني الأنجلوسكسوني ، وبقي النفوذ الفرنسي الآن رغم تراجعه، وتراجع لا بل انتهاء النفوذ البريطاني لصالح النفوذ الأميركي، والذي تسعى اسرائيل الصهيونية جاهدةً، إلى استخدامه كغطاء تتحرك بحرية تامة تحته ومن خلاله، بما يتيح القضاء وبشكل نهائي على تقدم الثقافة العربية والإسلامية، فحجم المخططات الإسرائلية الرامية الى إنهاء ما تبقى من الوجود العربي في القارة السوداء كبيرة ونوعية، وعبر استغلال حالة الفراغ السياسي والاقتصادي والأمني الناجمة عن الإهمال الرسمي العربي لهذه القارة، لأنّه بخلاف ذلك تخشى اسرائيل الصهيونية الى نشوء النفوذ العربفوني المهدّد لها في أفريقيا.
أريتريا وإسرائيل الصهيونية
ومن المعروف للعامة والخاصة في العالم، أنّ دولة أريتريا تملك أكثر الجزر المسكونة والصخرية الخالية في البحر الأحمر والبالغ عددها 126 جزيرة، وقد اشتريت منها مؤخراً جزر أرخبيل دهلك فاستأجرت إسرائيل ثلاثاً منها «ديسي ودهول وشومي»، وتقول المعلومات وعلى لسان بعض الخبراء الدوليين، أنّه لم تكن مصادفة أيضاً أن تستأجر إيران جزيرتين من هذا الأرخبيل «فاطمة ونهلقه»، وجاء توقيع إيجار هذه الجزر ذات المواقع الاستراتيجية من خلال زيارات رسمية قام بها رئيس جمهورية اريتريا «أفورقي»، فكانت زيارته الأولى لإسرائيل الصهيونية سريّة لغرض العلاج في نوفمبر عام 1995 من القرن الماضي، وتمّ من خلالها التوقيع على اتفاقيات ثنائية عديدة أهمها دخول أريتريا ضمن فصول الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في البحر الأحمر، وعلى أثر ذلك تمّ إنشاء برج مراقبة بحري ذي مدى بعيد، ليشرف على حركة الملاحة في البحر الأحمر من مضايق تيران حتى باب المندب، وتمّ استيطان أكثر من ألف إسرائيلي أفريقي صهيوني من يهود الفلاشا ليعملوا في المزارع المقامة للتمويه عن الغرض العسكري لها.
وقدمت حكومة «إسرائيل» في المقابل عدداً من الزوارق الحربية السريعة المزوّدة بالصواريخ متوسطة المدى، مع زرع منظومة رادار بحري وبطارية صواريخ آلية «جبراييل» بإشراف مجموعة تدريب إسرائيلية صهيونية تقدّم خبراتها للقوات البحرية الاريترية. وقد وصف الرئيس أفورقي علاقات بلاده المميّزة مع إسرائيل الصهيونية قائلاً: إسرائيل دولة موجودة على الخريطة وعضو في الأمم المتحدة ومعترف بها دولياً، ونحن نتعامل معها على هذا الأساس وحسب مصالحنا القومية»، ونسي أو تناسى الرئيس الأريتري الحق العربي في وطنه السليب فلسطين المحتلة، ومصالح بلاده العديدة في الدول العربية، وتعريض الأمن القومي العربي للخطر في منطقة جغرافية مهمة من البحر الأحمر، وهو الذي يتفاخر مع حاشيته بوصفه «غيفارا أفريقيا» ويرتاح شخصياً لهذه التسمية.
وتقول المعلومات وعلى لسان بعض الخبراء الأمميين، أنّ المستأجر الآخر الثاني هو النظام الإيراني المسلم، حيث أثمرت زيارة الرئيس أفورقي إلى طهران في 20 مايو 2009، والتي جاءت بدعوة من الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وحققت نتائج هامة لكلا البلدين، منها اتفاقية ثقافية وعلمية مع مذكرة تفاهم لتعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية وتفعيلها لحركة التبادل التجاري بين البلدين، واحتلّ الجانب العسكري حيّزاً كبيراً في مباحثات الطرفين، حيث تمّت الموافقة الأريترية بالسماح لإيران لبناء قاعدة بحرية تطلّ على باب المندب في ميناء «عصب»، وتقديم بترول إيراني بأسعار رمزية لدولة أريتريا، والمشاركة في التنقيب لاستخراج الذهب الذي اكتشف مؤخراً بكميات كبيرة في الجبال المجاورة للحدود الإثيوبية، علاوة على منح مالية خاصة لنظام أفورقي!
عمليات تمرين ذهني
يعتقد كاتب هذه السطور ويحسب بعمق، أنّ البلدربيرغ يتحوصل تحوصلاً سياسياً في الداخل الأميركي والخارج الأميركي، ويطلق عمليات تمرين ذهني حيّ وتسويقي لجلّ الفكرة التالية للتشكيك بنوايا ايران الإسلامية ولإحداث الفتن حيث فكرة البلدربيرغ هي: «إسرائيل» وإيران تلتقيان بوجودهما متجاورين في جزر اريتريا جغرافياً، وأيضاً في أهدافهم المشتركة الجيوسياسية، للسيطرة على مواقع مهمة وذات ميزة عسكرية في مياه البحر الأحمر القريبة من القرن الأفريقي ومنفذ باب المندب، وحتى لا يكون الوجود الوحيد بحرياً للدول العربية المطلة على سواحل البحر الأحمر، بل إنّ تدخل إيران و«إسرائيل» لتقاطع هذا الوجود العربي لمراقبة الحركة الملاحية التجارية والعسكرية في مياه البحر الأحمر، وتثبيت وجودهم في موانئه، لاستغلال الاستعداد الاريتري المتعاون معه بشكل ميكيافيلي، دون الاهتمام بأمن وسلامة البحر الأحمر، وأن تقوم اريتريا بدور الوسيط لهذا الالتقاء «الإسرائيلي» الإيراني وبتوجيه من «إسرائيل» وحلفائها، فهذا المشروع العدائي تمّ تخطيطه وتنفيذه في تل أبيب وأسمرة وطهران كما يسوّق البلدربيرغ ونواته الصلبة وليس من المعقول أبداً أن يقوم الرئيس أفورقي في وقته، تحت تداعيات الأحداث السياسية الإقليمية الحالية بدعوة إيران لاستئجار الجزر الأريترية، والمجاورة للقواعد الإسرائيلية الصهيونية، دون حصوله على الضوء الأخضر من «إسرائيل» وأصدقائها.
وتتحدّث المعلومات، أنّ وكالة المخابرات المركزية الأميركية، قامت مؤخراً وبشكل غير معلن بإرسال وفد من أروقتها الاستخبارية، يسانده فريق مختص من الخبراء في شؤون خطوط العلاقات الأميركية الأفريقية، وبناء على توصية من مجلس الأمن القومي الأميركي، لزيارة العديد من دول القارة السوداء، ولجولة هذا الفريق أهداف وأسباب عديدة تمتدّ ما بين المعلن وغير المعلن، وبعيداً عن المعلن لوسائل الميديا العالمية وانْ كان هناك شيء معلن أصلاً، سنبحث في غير المعلن للجولة، حيث تنطلق جولة هذا الفريق الاستخباري من مربعات الصراع الأميركي الفرنسي الصيني على القارة الأفريقية، رغم التساوق في المواقف الفرنسية الأميركية، إنْ لجهة المسألة السورية، وإنْ لجهة باقي مسائل نتائج ما سمّي بالربيع العربي.
أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز ومعادن كثيرة وعديدة ونفيسة مثل الذهب والماس، وكذلك تتضمّن أفريقيا وبشكل وافر الكعكه الصفراء اليورانيوم ، كما تتمتع أفريقيا بالموارد الزراعية والأماكن السياحية الطبيعية الخلاّبة وتضم ثلث دول العالم الحالي، وكانت الإدارات الأميركية السابقة تهمل الاهتمام بالقارة الأفريقية، ولكن بعد عام 1999 بدأ الاهتمام الأميركي بالقارة الأفريقية وانطلقت عجلة الحراك السياسي للخارجية الأميركية، عبر جولات وجولات امتدّت من جولة مادلين أولبرايت الى جولة كولن باول فجولة كوندا ليزا رايس الى جولات رئاسية قام بها كلّ من بيل كلينتون عام 1998 وجورج بوش الابن في عامي 2003 و2008 ، وبموازاة الحراك الديبلوماسي للخارجية الأميركية ثم الرئاسي كان هناك المسار الأمني المخابراتي الاستخباري والذي ما زال يعمل في كلّ القارة الأفريقية متابعاً للنشاط الصيني والفرنسي والإيراني ونشاط حزب الله بشكل خاص والأوروبي بشكل عام.
فكما هو معروف للمتابعين والخبراء في السياسة الدولية، ومن الزاوية التاريخية التقليدية فإنّ القارة الأفريقية هي مسرح للنفوذ الأوروبي الغربي وخاصةً فرنسا وبريطانيا بشكل كبير ونوعي، كذلك هي منطقة نفوذ لاسبانيا والبرتغال وبلجيكا بشكل أقلّ من الأول، وبعد حركات الاستقلال الأفريقية لدولها في حينه عمن كان يستعمرها، بقي النفوذ الفرنسي تحت عنوان وغطاء عريض اسمه «غطاء الفرانكوفونية» وتراجع نفوذ الانجليز، بسبب ضعف نوعي وكمي للندن في تعزيز عنوان وغطاء الكومنولث «الأنجلوسكسوني»، وبسبب هذا الضعف وتراجع النفوذ الإنجليزي، تولد فراغاً استراتيجياً في كينيا ونيجيريا، كذلك فراغ آخر في أنغولا وموزامبيق بسبب تراجع النفوذ البرتغالي والاسباني، وفي الكونغو وزائير بسبب تراجع النفوذ البلجيكي.
وعليه، فقد ترتب على ذلك أن سعت واشنطن الى التقدم وبخطى حثيثة لملء هذا الفراغ عن طريق بناء اتفاقات الشراكة، وتوطيد الروابط الثنائية مع معظم دول القارة الأفريقية.
أفريقيا القارة تشهد الآن حرباً ذات نسخة جيو سياسية استخبارية بين واشنطن وحلفائها من جهة، والصين وفرنسا وإيران وحزب الله من جهة أخرى، في صراع النفوذ على القارة السوداء «لحلبها»، وما يتمّ رصده استخبارياً الآن أنّ فرنسا، وعبر الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم الآن، ما زالت أكثر سعياً لجهة تأمين مناطق نفوذها التقليدية في أفريقيا، في المقابل تحاول واشنطن وبجدية متناهية حرمان الصين وإيران، من بناء تحالفات استراتيجية في القارة الأفريقية وتحديداً مع دول خليج غينيا النفطية نيجيريا، زائير، انغولا، غينيا الاستوائية، والكونغو .
وتشي المعلومات الاقتصادية في إطارها الاستخباري الإحصائي التحليلي، أنّ صادرات نفط بلدان خليج غينيا الى الولايات المتحدة الأميركية تفوق صادرات الخليج العربي النفطية اليها.
انّه من الصعب بمكان أن نحكم على نجاح باهر لجولة هذا الفريق الحالية للقارة السوداء، لكنها تأتي تحت عنوان مهم ضمن جهود ترتيب المسرح الأفريقي، بما يتيح لأميركا العمل على ترويض دول خليج غينيا النفطية، ودفعها للدخول في التحالفات العسكرية الأمنية الأميركية.
وفي السابق حاولت ادارتا الرئيس بوش الابن الى احتواء تللك الدول الآنف ذكرها عبر ترويضها، لجهة استقبال القيادة الأفريقية الأميركية، فإنّ إدارة الرئيس أوباما تستخدم الوسائل الاقتصادية في ترويض هذه الدول، لكي تتقبّل أفريقيا تمركز القيادة الأفريقية الأميركية وشبكات القواعد البرية والجوية والبحرية التابعة لها، بالإضافة إلى محطات الاستخبارات الأميركية وذيولها وذيول محطّات استخبارية تابعة لحلفائها.
محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com
mohd ahamd2003 yahoo.com