حذار الدخول في حربٍ مع روسيا!

إنها روسيا فلاديمير بوتين، التي «تدوزن» العالم الجديد، من خلال نظام تفرضه بالحوار وبالقوّة أيضاً، ويقوم على احترام وجود الآخر، وعدم الاستفراد بالقرار العالميّ. فزمن القوّة العظمى الوحيدة قد ولّى، وها هي دول تفرض وجودها وقوتها وتطوّرها على هذا الوجود، وفي المقابل، ها هي روسيا تشير إلى هذه الدول، وإلى حقها في المشاركة بصنع القرار العالمي.

أما إذا حوصرت روسيا فهي تعرف كيف تتدبر أمورها. وإذا عوقبت عرفت كيف تعوّض. والويل ثمّ الويل لمن يهاجمها، فحذار.

هذه الـ«حذار»، قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ يومين خلال حوار مباشر مع المواطنين الروس، ونقلت بعضه أمس صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية ضمن تقرير عن مؤتمر موسكو الرابع للأمن الدولي الذي يحضره وزراء دفاع ومسؤولون من دول عدّة. ومما قاله بوتين: «أنا أنطلق من أننا لا نريد أن نحارب أيّ جهة، ولكننا سنعزّز بالتأكيد دفاعاتنا، لكي لا تظهر لدى أيّ جهة كانت، الرغبة في شنّ حرب ضدّ روسيا».

وفي سياق الحديث عن الحروب، لا سيما الحرب العدوانية السعودية على اليمن، نشرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية تقريراً تناول مخاوف المملكة وهواجسها من إيران، أكثر من جماعة «الإخوان المسلمين»، مشيرةً إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في شباط الماضي: «لا مشكلة لدينا مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا مع مجموعة صغيرة تؤمن ببيعة المرشد».

وفي تقريرنا مرورٌ على صحيفة «غارديان» البريطانية، التي سلّطت الأضواء على المئوية الأولى للمذابح العثمانية التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني. مشرةً إلى أنّه أنه على رغم التعنّت التركي في عدم الاعتراف بتلك المذابح، إلا أنّ هناك عدداً من الأصوات داخل تركيا التي بدأت تعترف بالمذبحة، وهناك عدد من الدراسات حولها أصبحت متواجدة داخل الجامعات التركية.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: بوتين ينصح الجميع بعدم الدخول في حرب مع روسيا

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» . وجاء في المقال :يختتم مؤتمر موسكو الرابع للأمن الدولي الذي، إضافة إلى روسيا، يشارك فيه وزراء الدفاع والمسؤولون في دول عدّة منها بيلاروسيا، اليونان، الصين، كوريا الشمالية، إيران، باكستان، وغيرها.

وألقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كلمة في المؤتمر جاء فيها: «نحن نعتقد أن المصالح السياسية والعسكرية للدول الاقليمية يجب أن تحتل الصدارة، لا مصالح أولئك الذين ينظرون إلى العالم من خلال تميّزهم». كما اتهم الوزير الروسي الولايات المتحدة الأميركية في تدبير الانقلاب الذي وقع في أوكرانيا، وخداع المجتمع الدولي بالخطر الصاروخي الإيراني، وزعزعة الاستقرار في العالم، بسبب إصرارها على نشر منظومة الدرع الصاروخية وجذب دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب الحملة المعادية لروسيا.

كما أشار شويغو إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها تجاوزوا كافة الحدود والمعايير الدولية بتدخلهم في الأزمة الأوكرانية، الذي أدى في النهاية إلى الاطاحة بالحكومة الدستورية ونشوب الحرب الأهلية هناك.

من جانبه، أشار رئيس هيئة الاركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف في كلمته أمام المؤتمر إلى أن واشنطن تسعى إلى فرض هيمنتها، لذلك لم تعد سياستها تتضمن مراعاة مصالح الدول الأخرى، ولا تلتزم بمبادئ القانون الدولي.

أما وزير الدفاع الإيراني حسين دهقاني فقال في شأن برنامج إيران النووي: «لقد تفاوضنا مع السداسية الدولية، مع استمرارنا في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن استمرار المفاوضات قد ينتج عنه التوصل إلى اتفاقية شاملة».

لقد تطرّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حواره المباشر مع المواطنين يوم 16 نيسان ، إلى المشكلة الإيرانية مشيراً إلى أن اتفاقية توريد منظومة صواريخ «أس 300» وُقّعت عام 2007، وجُمّد تنفيذها عام 2010 بسبب مشكلة البرنامج النووي الإيراني، أما الآن فقد بيّن الجانب الإيراني خلال مفاوضاته مع «السداسية الدولية» مرونة عالية ورغبة أكيدة في التوصل إلى حلّ وسط.

وبحسب قول بوتين: «عملياً، أعلن كافة المشاركين في هذه المفاوضات عن التوصل إلى اتفاق، ولم يبق سوى بعض الأمور التقنية التي يجب أن تنجز لغاية حزيران المقبل».

وأضاف بوتين: «إذا كان هناك من يفكر أننا بدأنا إلغاء العقوبات، فإنه لا يعلم أنّ قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران لا تتضمن منع توريد مثل هذه المنظومات. لقد جمّدنا تنفيذ الصفقة من جانب واحد، والآن بعد التقدم الذي حصل في شأن البرنامج النووي الإيراني، لم نعد نرى ما يدعو إلى استمرار هذا التجميد».

ووضّح الباحث العلمي الأقدم في معهد دراسات الشرق، فلاديمير ساجين، ما أشار إليه الرئيس بوتين بالقول: «إيران تشارك في النزاع اليمني، حتى وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة. الوضع في اليمن يتأزم أكثر فأكثر، ونحن نرى مواجهة مباشرة بين المملكة السعودية وإيران. ولكن تصعيد هذا النزاع يمكن أن يؤدّي إلى حرب مباشرة بينهما، عند ذلك منظومات أس 300 الصاروخية ستحمي إيران في حالة وقوع هجوم جوّي عليها». أي أن الجانب الروسي بقراره رفع الحظر عن توريد هذه المنظومات إلى إيران، يحاول منع المجابهة المباشرة بينهما.

كما تطرّق الرئيس الروسي خلال الحوار المباشر إلى مسألة «داعش»، مشيراً إلى مسؤولية الولايات المتحدة في نشوء «الدولة الإسلامية» التي تضم عدداً كبيراً من الضباط الذين كانوا يخدمون سابقاً في جيش صدّام حسين. وأضاف: «إن داعش لا يشكل خطراً مباشراً علينا، ولكن ما يقلقنا، وجود مواطنين من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة يقاتلون في صفوفه».

وفي شأن الأوضاع الراهنة والأمن الدولي، قال الرئيس الروسي مؤكّداً: «أنا أنطلق من أننا لا نريد أن نحارب أيّ جهة، ولكننا سنعزّز بالتأكيد دفاعاتنا، لكي لا تظهر لدى أيّ جهة كانت، الرغبة في شنّ حرب ضدّ روسيا».

«إيكونوميست»: السعودية ترى في إيران التهديد الأخطر لا في «الإخوان»

قالت مجلة «إيكونوميست» البريطانية في عددها الأخير، إن التحالف السنّي، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين في المنطقة، خصوصاً في اليمن، قد يعود بالنفع على الإسلام السياسيّ الذي يتعرّض لهجوم شديد من دول الخليج، ويواجه أزمة في مصر بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق ـ المنتخب ـ محمد مرسي.

وقالت المجلة: «في حفل عشاء عام 2011، كان وليّ العهد السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز في مزاج هجومي، عندما سأله أحد الصحافيين عن الجماعة الإسلامية الرئيسية في المنطقة وهي جماعة الإخوان المسلمين، فقد كانت الجماعة في مصر وتونس تقترب من الفوز في الانتخابات، وكانت تقود الثورة في ليبيا وسورية واليمن».

وتضيف المجلة أنه بحسب الأمير، الذي كانت انتقاداته الطويلة تستمرّ لساعات، فإن الإخوان المسلمين يمثلون تهديداً للعائلة الحاكمة، وأن الصحافي الذي وجّه السؤال يعدّ متعاطفاً مع الإرهاب، وسيؤدّي صعود الجماعة في المنطقة إلى اضطرابات داخل المملكة.

وأشار التقرير إلى أن المملكة شعرت بهزّة من تحقّق هذا، ولهذا قامت السعودية وحلفاؤها بمحاولة لإرجاع ما حققه الإخوان المسلمون من مكاسب، من خلال دعم الانقلاب الذي أطاح بهم في مصر، منتصف عام 2013، ودعموا القوى المعادية للإسلاميين في ليبيا وسورية وتونس. وكان سقوط الإخوان من السلطة سريعاً مثل صعودهم.

وأضافت المجلة أن الوضع قد تغير، وقالت: «منذ رحيل الملك عبد الله في كانون الثاني الماضي، غيّرت السعودية من لهجتها، ما أعطى الجماعة أملاً بالتجدّد». ويوضح التقرير أنّ التحوّل كان واضحاً في البداية، وفي أثناء جنازة الملك، إذ رحّب الملك سلمان، خليفة الملك الراحل عبد الله، بحليف الإخوان الرئيسي في تونس راشد الغنوشي. وفي شباط الماضي قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل: «لا مشكلة لدينا مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا مع مجموعة صغيرة تؤمن ببيعة المرشد».

وترى المجلة أن هذه نبرة تصالحية تعبّر عن موقف الملك سلمان، ولكنها جاءت بسبب السياسة الخارجية التي ترى في إيران، لا «الإخوان الضعاف»، التهديد الأخطر على المملكة، ولا يمكن مواجهته من دون «وحدة سنّية».

«غارديان»: في مئوية مذابح الأرمن… الجهود لا تزال مستمرة لانتزاع اعتراف تركيّ

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً حول حلول الذكرى المئوية الأولى لتنفيذ مذابح الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية التركية عام 1915 مع بداية الحرب العالمية الأولى حتى عام 1922. ويبحث التقرير في مستقبل تلك الذكرى التي لا تزال تركيا تنكر ارتكابها المذابح التي شهدتها. مذابح وعمليات ترحيل من عام 1915 حتى عام 1922 أدّت إلى وفاة ما يقارب مليون ونصف مليون أرمينيّ.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعرب عن أسفه العام الماضي إزاء دموية تلك المذابح، ولكن من دون أن يقدّم اعترافاً يحمّل تركيا مسؤولية تلك المذابح التي بدأت عندما قرّرت الامبراطورية العثمانية الانتقام من الأقلية الأرمينية المسيحية لتواصلها مع روسيا القيصرية، العدوّ اللدود لتركيا العثمانية آنذاك.

وزعمت «غارديان» أنّ مهمة قتل الأرمن وترحيلهم في تركيا أنيطت بالقبائل الكردية المسلمة والمجاورة لهم، «فقد بدأ الأمر باستهداف قادة المجتمع الأرميني ليستهدف بعد ذلك باقي الشعب الأرميني، لتتشكل المأساة التي يرى أوروبيون كثيرون أنها كانت دافعاً كبيراً للزعيم النازي هتلر لارتكاب مذابح في يهود أوروبا».

ويرى التقرير أنه على رغم التعنت التركي في عدم الاعتراف بتلك المذابح، إلا أنّ هناك عدداً من الأصوات داخل تركيا التي بدأت تعترف بالمذبحة، وهناك عدد من الدراسات حولها أصبحت متواجدة داخل الجامعات التركية.

وتطرق التقرير إلى موقف المجتمع الدولي الذي تعترف 22 دولة منه، أهمها فرنسا وروسيا بتلك المذابح، في حين فضّلت أميركا عدم استخدام مصطلح «تطهير عرقي» عند الإشارة للمذابح لعدم تشويه العلاقات مع تركيا، العضو بحلف الناتو، مثلها في الموقف نفسه بريطانيا.

وأشار التقرير إلى توتر العلاقات بين جمهورية أرمينيا وجارتها تركيا، إذ قامت الأخيرة باستحداث ذكرى معركة «غاليبولي» في الحرب العالمية الأولى لتغطّي على مئوية مذبحة الأرمن في العاصمة يريفان. وكانت قد أغلقت حدودها مع أرمينيا عام 1993 نتيجة توترات حدودية.

ويرى التقرير أنه على رغم الرفض التركي الاعتراف بالمذبحة، إلا أنّ هناك عدداً من الساسة الأرمن مثل رئيسها السابق ليفون تيربيتروسيان، الذين يرفضون ذكر المذبحة، مفضّلين التركيز على مشكلات جمهورية أرمينيا الحالية، وعدم التعلق بماضٍ دمويّ وحزين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى