الحافظ لـ«الميادين»: الغرب سلم بإيران النووية ودورها الإقليمي والدولي مع انحسار الدور السعودي
أشار الأمين العام للمنتدى القومي العربي زياد الحافظ إلى «أن الذي يمنع وصول لبنان لاختيار رئيس جديد للجمهورية عدة جهات وليست جهة واحدة، أولاً: اللبنانيون هم المسؤولون عن عدم الوصول إلى توافق حول شخص الرئيس الجديد ويعود هذا الأمر إلى البنية والتركيبة السياسية القائمة في لبنان والمبنية على توازنات دقيقة جداً طائفية ومذهبية»، مضيفاً: «من ناحية أخرى هذه التوازنات لها امتدادات خارجية إقليمية ودولية، وبشكل عام القرار السياسي لا يمكن أن يكون نابعاً من الواقع اللبناني، فهو يأخذ في الاعتبار منذ 400 – 500 سنة المصلحة الخارجية على حساب المصلحة الوطنية».
وعن الشخص الذي يمكن أن يكون مرشحاً للرئاسة قال: «في الوقت الحاضر ليس هناك من يتمتع بالقبول من كلا الفريقين، فهناك من هو مؤيد مطلق لمحور المقاومة وهناك من هو مؤيد مطلق لمحور الغرب»، مشيراً إلى «أن اختيار المرشح التوافقي يعود إلى التوافق الذي يمكن أن يحصل على الصعيد الإقليمي والدولي».
أما في ما يتعلق بزيارة البطريرك الراعي للقدس أشار الحافظ إلى «أن هذا الموضوع يثير الحرج والانقسام داخل لبنان وحتى في المنطقة العربية، وسيسجل البطريرك الراعي على نفسه أنه أول بطريرك عربي يزور القدس المحتلة»، مضيفاً: «لا بطريرك الروم ولا بطريرك الكاثوليك ولا حتى بابا الأقباط ذهبوا إلى القدس، ولكن حتى هذه الساعة البطريرك الراعي ملتزم بكافة توجهات الفاتيكان، وبالتالي هناك صعوبة أن يخرج عن هذا التوجه إلا إذا رفع الفاتيكان الالتزام عن البطريرك الراعي».
وتطرق الحافظ إلى الوضع السوري، خصوصاً موضوع اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف كبعثة دبلوماسية قائلاً: «هناك عدة مواقف داخل الإدارة الأميركية ولا يستطيع أي موقف أن يعبر عن رؤية الإدارة ككل»، مضيفاً: «صراع الأجنحة داخل الإدارة الأميركية هو الذي يعزز هذا النوع من الإجراءات التي تفسر كأنها قرار أميركي واضح في هذا الشأن، فهذا الإعلان يأتي من روبين شتاين الذي تولى الملف السوري بعد فورد، فأول قرار اتخذه هو إقفال السفارة والقنصلية السوريتين في واشنطن وهذا قرار شخصي»، لافتاً إلى «أن الترهل داخل الإدارة الأميركية وصل إلى حد نرى فيه هذا السيل من التناقضات والمواقف المتضاربة داخل الإدارة الأميركية، بالتالي لا نستطيع أن نبني موقفاً استراتيجياً على تصريح من قبل مسؤول أميركي لأن في المحصلة هذا التصريح قابل للتبدل بحسب الظروف والأماكن».
أما في ما يتعلق بالملف الإيراني والتسليم الغربي بإيران النووية ودورها الإقليمي والدولي مع انحسار الدور السعودي مع التغيير الأخير الذي حصل في المملكة أوضح الحافظ «أن هناك نوعاً من التسليم عند الولايات المتحدة بأن لإيران دوراً في المنطقة وفجأة تم القبول بالشروط التي عرضتها إيران منذ ثلاث سنوات»، مضيفاً: «إن الاتفاق على الصعيد النووي هو حاجة أميركية كما هي حاجة إيرانية، بالتالي سيؤدي هذا إلى الإفراج عن كثير من الأموال والأرصدة المجمدة وسيساهم في رفع بعض العقوبات التي ستريح الجمهورية الإيرانية»، لافتاً إلى «أن كل ذلك يأتي في إطار تموضع استراتيجي جديد للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا ما أثار حفيظة كل من «إسرائيل» والسعودية».